وصف رئيس اللجنة التنفيذية للمنظمة الوطنيّة لتحرير الأحواز (حزم) الدكتور عبّاس الكعبي، أن التدخلات الإيرانيّة في شؤون قضائيّة داخل السعودية، بالبجاحة والوقاحة، وتعبّر عن الصفاقة الفارسيّة، مضيفا في حوار مع "الوطن" "عندما يتمكن القضاء الإيراني من تطهير نفسه من الفساد والرشوة والمحسوبيّة وإصدار الأحكام الظالمة والجائرة، آنذاك قد يحق له الحديث عن قضاء الدول الأخرى". وقال إن الاحتلال الفارسي يمارس منذ عشرات السنين أبشع صور الانتهاكات بحق الشعب العربي الأحوازي في إقليمه المحتل، خاصة أن كثيرا من الانتهاكات الماديّة ترقى إلى مستوى الجريمة كالإبادة الجماعية والتطهير العرقي والعنصريّة البغيضة تجاه الأحوازيين العرب، والتهجير القسري للسكان والإعدامات داخل السجون، إلى جانب تجفيف الأنهر ونشر السموم والأوبئة والأمراض، وقطع مياه الشرب والكهرباء عن المدن، وحرمان الشعب من حقوقه التعليمية والصحية والإنسانية. وأضاف "الإيرانيون لم يكتفوا بهذا الحد، بل وصل الأمر إلى نهب الثروات الطبيعية كالنفط والغاز والمعادن، خاصة أن الأحواز تؤمّن 90% من إجمالي صادرات إيران النفطية. إلى ذلك، تجاهلت إيران دعوات رسمية وحقوقية عالمية ونفذت حكم الإعدام أمس في ريحانة جباري، التي اتهمتها قبل 7 سنوات، بطعن ضابط استخبارات إيراني حتى الموت، بعد أن حاول استدراجها لاغتصابها. مارس الاحتلال الفارسي منذ عشرات السنين أبشع صور الانتهاكات بحق الشعب العربي الأحوازي في إقليمه المحتل، ومن صور تلك التجاوزات الحرب البيولوجية بتسميم الأنهار أو أجبار الأسرى على تناول أدوية نفسية، أو حتى تصفية كل لسان عربي بصفة عرقية. "الوطن" أجرت حوارا مع رئيس اللجنة التنفيذية للمنظمة الوطنيّة لتحرير الأحواز (حزم) الدكتور عبّاس الكعبي، الذي أكد أن شعب الأحواز بقواه الوطنية التي تمثله شرعاً يحق له التقدّم إلى جامعة الدول العربيّة بطلب العضويّة وعلى الجامعة الاستجابة لهذا المطلب. ولم تقف مطالب الدكتور عباس الكعبي عند هذا الحد، بل إنه طالب المجتمع الدولي بضرورة النظر في التجاوزات الفارسية في حق الشعب الأحوازي، كما أنه كشف عن برنامج ومشروع للتحالف مع كافة الشعوب غير الفارسيّة ضمن ما تسمّى بخارطة إيران السياسيّة التي تحتل الأخيرة أقاليمها، وذلك لتشكيل جبهة عريضة واحدة كفيلة بالتصدّي للاحتلال الأجنبي الفارسي، مبيناً أن هذه الشعوب هي العرب الأحوازيين، البلوش، الآزربيجانيين، الأكراد والتركمان. ووصف الكعبي تلك الشعوب بأنها شريكة في النضال ضد الاحتلال الإيراني. كل ذلك وغيره في الحديث الذي أجرته "الوطن" مع رئيس اللجنة التنفيذية للمنظمة الوطنيّة لتحرير الأحواز (حزم) فإلى نصه: ما هي صور الانتهاكات التي تنفذها الحكومة الإيرانية بحق الشعب الأحوازي؟ هناك نوعان من الانتهاكات، ماديّة ومعنويّة، فالانتهاكات الماديّة كثيرة، منها ما يرتقي إلى مستوى الجريمة كالإبادة الجماعية والتطهير العرقي والعنصريّة البغيضة تجاه الأحوازيين العرب والتهجير القسري للسكان والإعدامات داخل السجون وفي الملأ العام وتجفيف الأنهر وقطع الأرزاق وتدمير البيئة والتلويث المتعمّد للمياه ونشر السموم والأوبئة والأمراض في الأحواز وقطع مياه الشرب والكهرباء عن المدن الأحوازيّة. هذه كلّها تصنّف ضمن قائمة الجرائم التي يفترض أن يعاقب عليها القانون الدولي. أما الانتهاكات، فيمكن تلخيصها بحرمان الشعب العربي الأحوازي من كافة حقوقه الأساسية والمدنيّة والإنسانيّة مثل الحق في الملكيّة، الحق في التقاضي، الحق في التعليم، الحق في الرعاية الصحيّة، الحق في الديانة والحق في الإقامة والتنقل. فجميع هذه الحقوق مسلوبة من الشعب العربي الأحوازي، والحديث يطول إذا ما أردنا تناول كل واحدة منها على حدة، ولكننا نكتفي بالعناوين الكبرى، إضافة إلى نهب الأراضي وضمها بأقاليم فارسية خلف الجبال وكذلك تحريف مسار الأنهر الأحوازية وبناء نحو أربعين سداً على مصباتها وروافدها ونقل مياهها إلى المدن الفارسية، وكذلك نهب الثروات الطبيعية الأخرى كالنفط والغاز والمعادن، فالأحواز تؤمّن 90% من إجمالي صادرات إيران النفطية كما تؤمن نفس النسبة من إجمالي صادرات إيران من الغاز الطبيعي، وبالمجموع يعتمد الاقتصاد الإيراني على ثروات الأحواز بنسبة 92%. ثانياً: الانتهاكات المعنويّة، وتشمل تغيير تسمية الوطن من الاسم العربي (الأحواز) إلى تسمية فارسية وهي خوزستان، إضافة إلى تغيير أسماء كافة المدن والبلدات والقرى والمواقع من العربيّة إلى الفارسية، ناهيك عن كون الشعب العربي الأحوازي هو الشعب الوحيد في العالم الذي تحرّم عليه حتى التسميات باللغة العربية بدافع عنصري فارسي وتفرض عليه التسميات الأجنبيّة الفارسيّة. هل لديكم علم بعدد السجناء من العرب الأحواز في السجون الإيرانيّة؟ من الصعب جداً تحديد عدد الأسرى الأحوازيين في سجون ومعتقلات الاحتلال الأجنبي الفارسي، إلا أنه يمكن القول إن العدد يبلغ عشرات الآلاف. فبين الحين والآخر تشنّ قوّات الاحتلال حملة اعتقالات ومداهمات واسعة النطاق تشمل المدن والبلدات وحتى القرى الأحوازيّة، كما يتضاعف العدد مع كل ذكرى للاحتلال 20/04/1925، أو مع ذكرى إحياء كل ذكرى لانتفاضة الإرادة الأحوازيّة المندلعة بتاريخ 15/04/2005، أو مع كل مظاهرات تندد بالاحتلال وجرائمه ضد شعب الأحواز، إضافة إلى حملات الاعتقالات الجماعيّة مع أعياد الفطر والأضحى بسبب إقامة صلاة العيد، أو لأن شعب الأحواز يحيي هذه المناسبة الدينية بالتزامن مع أشقائه المسلمين خلافاً للدولة الفارسيّة التي تتلاعب حتى بتواريخ ومواعيد الأعياد وبقيّة المناسبات الدينيّة بغرض الاستخفاف بالدين الإسلامي الحنيف. وهل هناك أي تعدّيات رَصدتها منظمات حقوق الإنسان بحق السجناء العرب؟ كثيرة هي حالات التعدّيات ضد الأسرى الأحوازيين التي رصدتها منظمات حقوق الإنسان الأحوازية والدوليّة، إضافة إلى الشهود مِمَّن مورست ضدّهم أبشع أنواع التعذيب النفسي والجسدي، فالاحتلال يستخدم أطباء النفس لتعذيب أسرى الأحواز نفسيّاً والقانون الدولي الإنساني يحرّم ذلك بشدّة، ناهيك عن استخدام الأطباء المختصّين لإجبار المعتقلين على تناول أنواع من الأدوية والحبوب التي يقول السجين بعد تناولها أشياء لا يريد قولها ولكنه يقولها من دون وعي، كما أن المحاكمات ضد الأسرى جائرة وتصدر أحكام الإعدام والمؤبّد دون حق ووفقاً لاتهامات باطلة ولا صحّة لها، ويمنع على الأسرى تعيين محامين للدفاع عن أنفسهم، أو دس السمّ في أكل السجناء وإطلاق سراحهم ليموتوا خارج السجن بعد شهور قليلة. كيف يتعلم الشعب الأحوازي اللغة العربيّة مع أن الضغوطات الإيرانيّة تمنع ذلك؟ الاحتلال الأجنبي الفارسي يمنع على شعب الأحواز الدراسة والحديث والتعليم بلغة القرآن، إلا أنّ شعب الأحواز واجه تحديات كبيرة للحفاظ على هويّته العربيّة وورث اللغة العربيّة من الآباء والأجداد وإحياء مجالس الشعر العربي والديوان أو المضيف والتشجيع على مشاركة الشباب في مجالس الكبار والتمسّك بالحكمة القائلة "المجالس كالمدارس".. وتعطّش شعب الأحواز للغته العربيّة يعد الدافع الأكبر لتعليمه العربيّة بشتّى السبل، ومؤخراً ساهمت القنوات الفضائيّة في زيادة الوعي باللغة العربيّة وبنسبة عالية. هل تقدّم الشعب الأحوازي بطلب العضويّة في جامعة الدول العربيّة، وكم مرّة تقدّمتم بذلك، وما هي أسباب الرفض؟ كثيرة هي المرّات التي تقدّم بها شعب الأحواز بطلب العضويّة في جامعة الدول العربيّة، فتارة عبر شيوخ العشائر في الستينات من القرن الماضي، وتارة باسم القوى الوطنيّة الأحوازيّة، ومؤخراً تقدّمت المنظّمة الوطنيّة لتحرير الأحواز (حزم) إلى الأمانة العامة لجامعة الدول العربيّة بطلب العضوية الكاملة فيها، إلا أن الجامعة تتعلّل كونها جامعة "الدول" العربية وليست جامعة "الشعوب" العربيّة، ويتنافى ذلك مع ميثاق الجامعة الذي ينصّ على ضرورة الدفاع العربي المشترك، فعلى جامعة الدول العربيّة تحمّل مسؤولياتها القانونيّة والقوميّة والإنسانيّة وحتى الثقافيّة تجاه دولة الأحواز العربيّة. وإذا كان الاحتلال الأجنبي الفارسي قد تمكن من إلغاء الشخصيّة القانونيّة لدولة الأحواز العربيّة كدولة، إلا أنه ليس للاحتلال إلغاء الشخصيّة القانونيّة لشعب الأحواز كشعب وفقاً للقوانين الدوليّة، فشعب الأحواز ينال صفته كشعب من خلال تمتعه بإقليمه الثابت والمحدّد وبسط سيادته العربيّة على هذا الإقليم منذ آلاف السنين، والقاعدة القانونيّة تؤكّد إن "الحروب لا تخلق الحقوق ولا المزايا"، فالحرب الأجنبية التي شنّتها الدولة الفارسية ضد دولة الأحواز العربية هي حرب عدوانيّة محرّمة شرعاً وقانوناً، وبالتالي يحق لشعب الأحواز وقواه الوطنيّة التي تمثله شرعاً التقدّم إلى جامعة الدول العربيّة بطلب العضويّة وعلى الجامعة الاستجابة لهذا المطلب. إلى ماذا يهدف الشعب الأحوازي بطلب عضويّة الجامعة؟ كافة التنظيمات والقوى الوطنيّة الممثلة للشعب العربي الأحوازي ومنذ تاريخ الاحتلال حتى يومنا هذا، أدرجت عبارة "ضرورة تحرير الأحواز من القبضة الفارسية والانضمام إلى الوطن العربي" ضمن أهدافها. فالانضمام إلى جامعة الدول العربيّة يعد خطوة صحيحة وسليمة على طريق التحرير والالتحاق بالوطن العربي، كما أنه يعد خطوة أولى لإدراج القضيّة العربيّة الأحوازيّة العادلة والمشروعة على قائمة المؤسّسات العربيّة والدوليّة. هل عرضت البلدان العربيّة على الشعب الأحوازي أي تسهيلات للانضمام إلى أي منظّمة عربيّة أو مؤسّسات؟ على الصعيد الرسمي لم تعرض أية دولة عربيّة على شعب الأحواز ذلك، إلا أن ذلك قد جاء على لسان دبلوماسيين عرب محبين للأحواز ومؤمنين بعدالة قضيّتنا، وذلك وفقاً لعلاقات بنتها القوى الوطنية الأحوازية مع بعض الأطراف العربية الرسمية. قالت منظمة بيجاك في حديث نشرته صحيفة الوطن السعودية، أنها تسعى مع الشعوب غير الفارسيّة الأخرى إلى بدء مشروع مضاد للتمدّد الإيراني، هل لدى الأحواز أي نيّة للتحالف مع الأكراد أو غيرهم من الشعوب لردع الانتهاكات الإيرانية بحق الشعوب؟ نعم، للأحواز برنامج ومشروع للتحالف مع كافة الشعوب غير الفارسيّة ضمن ما تسمّى بخارطة إيران السياسيّة التي تحتل الأخيرة أقاليمها، وذلك لتشكيل جبهة عريضة واحدة كفيلة بالتصدّي للاحتلال الأجنبي الفارسي، فهذه الشعوب وهي العرب الأحوازيين، والبلوش، والآزربيجانيين، والأكراد والتركمان، تعد شريكة في النضال ضد الاحتلال الإيراني، كما أنها تتقاسم نفس المعاناة والاضطهاد القومي والعرقي والعنصري والطائفي الفارسي، وموقعها الجغرافي يشكل حزاماً حدودياً يحاصر الدولة الفارسيّة، وإذا ما عزّزت تحالفها وفرضت نفسها كطرف مؤثر في الأحداث الإقليمية، فإنها قادرة على تغيير المعادلات، وللمنظمة الوطنية لتحرير الأحواز (حزم) علاقات جيّدة مع القوى الوطنية الممثلة لهذه الشعوب. نشاهد في الفترة الأخيرة تدخلات إيرانيّة في شؤون قضائيّة داخل السعودية، بماذا تصفون أنتم الأحوازيين هذه التدخلات التي كان من المفترض أن تضخها إيران داخلياً بالنظر في تجاوزاتها التي انتهكت من خلالها حقوق الإنسان العربي في إقليم الأحواز أو غيره من المناطق؟ أقل ما يمكن وصفها كونها بجاحة ووقاحة، وتعبّر عن الصفاقة الفارسيّة، فالمعروف أن القضاء السعودي مستمد من الشريعة الإسلاميّة، بينما بالأمس أكّد هاشمي رفسنجاني رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني، "في حال اقتضت مصلحة نظامه، فإن النظام غير ملزم لا بالدستور ولا بالشريعة"! وعندما يتمكن القضاء الإيراني من تطهير نفسه من الفساد والرشوة والمحسوبيّة وإصدار الأحكام الظالمة والجائرة، آنذاك "قد" يحق له الحديث عن قضاء الدول الأخرى. المعروف أن إيران غارقة بالفساد وعلى مستوى السلطات الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضائيّة، أما السلطة الرابعة في إيران، أي الإعلام، فهي مجرّد أبواق تروّج للعنصريّة الفارسيّة ونشر الفتن الطائفيّة. وعليه فآخر من يحق له الحديث عن نزاهة قضاء السعودية أو أية دولة عربيّة أخرى هو القضاء الفارسي المتخم بالفساد. ما هي رسالة الشعب الأحوازي إلى البلدان العربيّة، في الوقت الذي نرى فيه إيران تتقدّم خطوة فخطوة تجاه مساعيها الرامية إلى التمدّد في الوطن العربي؟ نقول لأشقائنا العرب إن الأحواز قد ضحّت بنفسها في سبيل الدفاع عن الأمّة، فراحت ضحيّة الأطماع التوسعيّة الفارسيّة في الوطن العربي، كما أن العراق وسورية واليمن ولبنان هي الأخرى تدفع اليوم ثمن هذه الأطماع والحقد الفارسي تجاه كل ما هو عربي، وحتى فلسطيننا الحبيبة لم تسلم من التدخلات الإيرانيّة السافرة والمساعي الإيرانية لضرب الوحدة الوطنيّة الفلسطينية وتقسيم شعبها. إن لم تهب الدول العربيّة لنجدة شعوبها من الفرس، فإنها لن تسلم من شرور فارس. فالدول العربية اليوم تعد في حالة سباق مع الزمن لإيجاد مشروع استراتيجي عربي يضمّ الأحواز ويتحالف مع بقيّة الشعوب غير الفارسيّة ضمن ما تسمّى بخارطة إيران السياسيّةن وذلك لمحاصرة الدولة الفارسيّة من كافة المنافذ وفتح عدّة جبهات ضدّها في آن واحد، وإلا فلن تسلم الدول العربيّة من الأطماع التوسعيّة الفارسيّة في الوطن العربي، فإن تأتي متأخرة، خير من ألا تأتي.