تعرضت أجهزة الأمن في العاصمة الكندية لانتقادات واسعة بعدما تمكن مسلح أول من أمس من الدخول عبر الباب الأمامي لمبنى البرلمان الرئيسي والاقتراب من رئيس الوزراء "ستيفن هاربر" قبل أن تقتله الشرطة. وأوضحت تقارير وسائل الإعلام، أن المسلح قتل جنديا عند النصب التذكاري للحرب في وسط أوتاوا قبل أن يدخل مبنى البرلمان، فيما لم تؤكد الشرطة الكندية أن المسلح الذي أطلق النار على الجندي هو نفس الشخص الذي قتلته قوات الأمن في البرلمان. وأشارت تقارير إلى أن الجندي القتيل هو ثاني عسكري كندي بعد مقتل جندي في "كيبيك" الثلاثاء الماضي، لافتة إلى أن المهاجم الذي أعلن أنه كندي يدعى مايكل زيهاف بيبو "32 عاما"، سبب حالة من الذعر في العاصمة الاتحادية صباح أول من أمس. وقال "بول بيلار" وهو محلل كبير سابق بوكالة المخابرات المركزية وهو الآن أستاذ في الدراسات الأمنية بجامعة جورج تاون في واشنطن، إنه "على الرغم من أننا لا نعرف حتى الآن دافع المسلح، يمثل الحادث تذكيرا لتعرض حلفاء الولاياتالمتحدة لهجمات بدوافع عديدة ومظالم مختلفة بما في ذلك مشاركة الحليف في استخدام القوة المسلحة بالخارج"، في إشارة على إرسال كندا 6 طائرات مقاتلة للمشاركة في حملة على تنظيم "داعش" في العراق. وفي سياق متصل، أكد رئيس الوزراء الكندي في خطاب ألقاه عقب الحادث، أن "التنظيمات الإرهابية لن تخيف كندا أبدا"، مشيرا إلى أن أجهزة الأمن "ستضاعف" جهودها لمكافحة الإرهاب، ومؤكدا أنه "مصمم على العمل مع حلفائنا لمكافحة التنظيمات الإرهابية التي تبطش بأناس في دول أخرى وتأمل بنقل وحشيتها إلى شواطئنا". وألغى رئيس الحكومة الكندية كل التزاماته مثل تسليم "ملالا يوسفزاي" جائزة نوبل للسلام هذه السنة وثيقة مواطنة الشرف التي منحت لها في "تورونتو". ومن جانبه، عبر رئيس الولاياتالمتحدة باراك أوباما، عن تضامن الشعب الأميركي مع كندا في اتصال هاتفي أجراه مع رئيس الحكومة الكندية. وقال البيت الأبيض: "إن أوباما شدد خلال الاتصال على أهمية "أواصر الصداقة والتحالف" التي تربط بين البلدين، وعرض على كندا تقديم أي مساعدة قد تحتاجها "للرد على هجمات" من هذا النوع". ومن جهتها، عززت أستراليا أمس الإجراءات الأمنية حول مبنى البرلمان الاتحادي في العاصمة "كانبيرا" غداة الهجوم في أوتاوا. وقال وزير العدل الأسترالي "مايكل كينان": "إن الحكومة ستنشر قوات إضافية من الشرطة حول مباني البرلمان في العاصمة".