يؤكد عدد من المؤشرات أن المملكة أكثر دول الشرق الأوسط استفادة من موقع "جوجل إيرث"، حيث تعتبر الدولة الوحيدة التي طبقت مشروع العنونة الإلكترونية، كما تستفيد منه في مجالات أخرى متعددة كتحديد المواقع والشوارع ومعرفة أحوال الطقس، كما يستفاد منه في البحوث والدراسات. و"جوجل إيرث" برنامج خرائطي معلوماتي وجغرافي معلوماتي كان يطلق عليه في الأصل EarthViewer 3D أنشأته شركة كي هول Keyhole وهي شركة امتلكتها جوجل سنة 2004. يرسم البرنامج خريطة للأرض عن طريق تركيب الصور التي تم الحصول عليها من صور الأقمار الصناعية، والتصوير الجوي ونظم المعلومات الجغرافية الثلاثية الأبعاد الخاصة بالكرة الأرضية، وهي متاحة تحت ثلاثة تراخيص مختلفة: جوجل إيرث نسخة مجانية محدودة المهام، جوجل إيرث بلاس، الذي يتضمن ميزات إضافية، وجوجل إيرث. وقال مستشار الرئيس العام للبريد السعودي والمشرف العام على إدارة العنوان البريدي بالسعودية الدكتور عبدالعزيز الوزان ل"الوطن" إن جوجل إيرث يقدم خدمة عملاقة للمواطن السعودي تساعده في الاستدلال على الأماكن، والاستفادة من تحديد مواقع الأصدقاء من خلال أرقام المباني وأسماء الشوارع. وأشار إلى الاتفاقية التي تم عقدها بين جوجل إيرث والبريد السعودي، وهو المشروع الذي حمل اسم "العنونة" لتأسيس الخدمة البريدية، وبلغ عمره 5 سنوات وقام البريد من خلاله بعنونة 85% من المواقع والمباني الموجودة في السعودية، كما تم وضع صناديق بريد واصل تبعا لهذه الخدمة. وقال إن السعودية أصبحت واحدة من الدول التي تضم نظام العنونة، وهو نظام موحد لجميع مدن المملكة، وإنها الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي طبقت نظام العنونة الذي يستدل به على الأماكن في السعودية. وأشار الدكتور الوزان إلى عقد شراكة منفذ بنظام اتحاد وشراكات "BUT" قام البريد من خلاله بعنونة المباني والمواقع السكنية والتجارية والصحاري والأودية حتى الربع الخالي. وقال "قام البريد بتوزيع أكثر من مليوني عنوان، واستفاد من هذه الخدمة أكثر من 200 ألف مشترك، مبينا أن خدمة "واصل" تؤمن لكل مشترك عنوانا مقابلا له في العديد من الدول، فأي شخص يملك خدمة "واصل" وعنوانه يستطيع أن يتسوق من أي مكان في العالم، وتصل المشتريات إلى عنوانه في أمريكا، ومن ثم على عنوانه في السعودية، وتصل إلى منزله. وبين أن هذه الخدمة ستؤمن وجود عنوان مقابل للمشترك السعودي في هذه الخدمة في كل من أمريكا والصين وأستراليا وأوروبا، وكل مشترك سيكون له عنوان مجاني في هذه الدول. وأوضح أنه قد تم الانتهاء من نظام العنونة، وهو نظام موحد تم تطبيقه على كافة مدن المملكة، ويجري حاليا استكمال بقية المشروع لعنونة القرى والهجر النائية وتأمين هذه المعلومات لجوجل. وأضاف أن هناك العديد من الجهات الحكومية التي تستفيد من توفير هذه الخدمة ومنها الهلال الأحمر والدوريات الأمنية ووزارة الداخلية والأرصاد ومشروع إسكان الحجاج وأنظمة الملاحة، إضافة إلى خدمة واصل. وأشار الدكتور الوزان إلى توقيع اتفاقيات ما بين البريد السعودي وبين الهيئة العامة للسياحة لتحديد الأماكن السياحية، إضافة إلى استفادة العديد من الجهات الخدمية والأمانات، والاستفادة منه في مكافحة حمى الضنك في مكةالمكرمة في تحديد مواقع الحمى. وأفاد الوزان أن "مشروع العنونة " يعتبر المشروع الأساسي للبنية الاستراتيجية للبريد السعودي، وبمجرد انتهاء المشروع يمكن أن تتم الاستفادة المثلى من خدمة واصل، مؤكدا أن هناك العديد من المشاريع الأخرى التي سيقوم البريد بتنفيذها بالتعاون مع وزارة الداخلية. وعن استفادة المواطن السعودي من هذه الخدمة أوضح الوزان أن هناك استفادة كبيرة من تأمين هذه المعلومات وعرضها عبر جوجل إيرث، حيث أصبح العديد من الشباب يستخدمون محرك البحث جوجل إيرث من خلال أجهزة الحاسب الآلي الموجودة في السيارات أو في الجوالات، التي تعرض هذه الخدمة، وتساعده في الاستدلال على المواقع والشوارع بسرعة، إضافة إلى رغبة العديد منهم الاطلاع على أهم المواقع التي يريد زيارتها وقراءة الخرائط الخاصة بهذه المواقع. من جهته أفاد عميد كلية الأرصاد الجوية بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور عبدالرحمن الخلف أن برنامج جوجل إيرث تجربة مميزة لتحديد المواقع في العالم ومعرفة طبوغرافية المكان وتضاريسه، وقال "إننا في الأرصاد نعرف المواقع من خلال الأقمار الصناعية، ونعرف مواقع خطوط الطول والعرض والسحب والإحداثيات". وأوضح أنه "يمكن الاستفادة من جوجل إيرث في الأرصاد لمعرفة بعض المواقع، مع إمكانية تطبيق خرائط الطقس على هذه المواقع، مبينا أن الاستفادة من هذا البرنامج العملاق كبيرة جدا، ليس للأرصاد الجوية فحسب، وإنما لكل من يحتاج إلى الحصول على هذه الخدمة من جهات حكومية وأفراد لمعرفة المواقع". وأشار إلى فائدة هذه الخرائط في الدراسات البيئية والمكاتب الاستشارية وبيوت الخبرة، كما يمكن تطبيق خرائط الطقس ومعرفة أحوال الطقس من خلال هذه الخدمة. وحول الاستفادة العامة من هذه الخدمة أشار الدكتور الخلف إلى وعي الشباب السعودي الذي يطلع بشكل مستمر على الجديد، ولديه شغف في معرفة موقعه ومكانه من العالم، كما يمكن الاستفادة منه في تحديد المواقع، وتوفير الوقت والجهد بدلا من البحث، ويستفاد منه في تحديد الموقع في الحرم، أو تحديد موقع صديق، أو مكان بدلا من قضاء ساعات طويلة في البحث. من جهته وصف مدير الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة بالمنطقة الجنوبية علي الفرطيش برنامج جوجل إيرث بأنه ثورة إلكترونية للخرائط الجغرافية التي تحدد المواقع. وقال الفرطيش إن هذا المشروع الضخم يقدم العديد من المعلومات لطالبي خدمة معرفة الأماكن وطبوغرافية المكان من خلال خرائط دقيقة تحدد هذه المواقع ومعرفتها، وقد ساعد الأرصاد وحماية البيئة في تحديد مواقع المصانع ومواقع تربية الدواجن، وكذلك معرفة أحوال الطقس عن طريق تطبيق هذا البرنامج ومعرفة أحوال الطقس من خلال موقع جوجل إيرث. وأضاف أن الموقع يفيد في معرفة الأماكن وعناوين السفر وطبوغرافية الشوارع ويقدم خدمات تعريفية لعنونة الأماكن، ولكنه يحتاج إلى تحديث، فمعظم المعلومات الموجودة تحتاج إلى تحديث، ومعظمها لم يتم تحديثها منذ سنتين. وقال إن العديد من الشباب السعودي يقوم بتحميل هذا البرنامج والاستفادة منه في معرفة المواقع، كما تستفيد من هذه الخدمة العديد من الجهات الحكومية وغير الحكومية مثل الدوريات المرورية والأمنية والأمانات والبلديات ووزارة الدفاع وهيئات السياحة ومراكز البحوث الجغرافية، حيث تتوفر في الموقع العديد من الخدمات، ومنها وجود مسطرة لقياس المسافات بين المواقع، وإمكانية تقريب المواقع والاطلاع عليها بشكل واضح. ويقول رجل الأعمال بندر بحير إن هذا البرنامج يكشف العالم، فبمجرد تشغيل البرنامج وتحريك الماوس تستطيع البحث عن المستشفيات والمطاعم والمدارس واكتشاف المدينة التي تسكنها، أو إي مدينة تريد البحث عنها. وقال بحير إن المعلومات الموجودة يمكن استخدامها في التخطيط لرحلة أو البحث عن تجارة وتحديد القبلة. كما يمكن الاستفادة منه من قبل الشركات والمؤسسات التجارية والدولة والقطاع الخاص. وأشار إلى أن هذه الخدمة تتميز بأداء أسرع في اكتشاف التضاريس وأدوات تعليق إضافية وأدوات قياس (متر مربع. ميل. قطر الخ)، مما يتيح قياس الأماكن بدقة من حيث المساحة والطول، والعديد من الميزات والخدمات، كما يقدم الموقع دعما للعملاء عن طريق الإيميل والهاتف. كما يفيد أصحاب العقارات بتوفير الجهد والوقت والمال في البحث عن الأماكن الحيوية للعقار، وإعطاء دراسة تحليلية عن الموقع ومدى أهميته ونوع الاستثمار. وأضاف أن الموقع يقدم أيضا لشركات الهندسة المعمارية سرعة تحليل البيانات الجغرافية للعملاء قبل البدء في تنفيذ المشاريع، حيث أصبح بالإمكان فهم التضاريس المحيطة، ويعطي لشركات التأمين معلومات شاملة عن الأماكن التي تكثر فيها المخاطر التضاريسية مثل وحدة سكنية من قرب زلازل وفيضانات. كما يفيد وسائل الإعلام في تحديد مكان الحادثة، أو التقاط صور للحادثة، للاستعانة ببعض الصور لإعطاء تقرير عن الحدث. وقال إن العديد من الشباب السعودي يدرك أهمية توفير هذه الخدمة ويتفاعل معها في حياته اليومية في البحث عن متنزه أو محل تجاري أو سكني.