فيما واصل طيران التحالف الدولي قصفه المكثف لمواقع متشددي تنظيم الدولة "داعش" وسط مدينة عين العرب، تحصل المقاتلون الأكراد على أسلحة ومؤن وأدوية طبية ألقتها طائرات أميركية في مواقعهم، مما يعتبر دعما كبيرا للمقاتلين الذين تمكنوا خلال الفترة الماضية من صد تقدم المتشددين في المدينة، إلا أنهم أعلنوا حاجتهم الماسة لمزيد من الأسلحة والذخائر للصمود في وجه الإرهاب. وكانت طائرات التحالف قد شنت فجر أمس غارتين جديدتين على مواقع التنظيم، وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الغارتين استهدفتا تجمعات لتنظيم الدولة بالريف الغربي للمدينة. مؤكدا أن الغارات أصابت أهدافها بدقة، مؤكدا أن ضربات التحالف الجوية في الفترة الأخيرة اكتسبت أهمية كبيرة، بسبب التعاون مع مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي على الأرض. من جانبها، أعلنت القيادة الوسطى الأميركية في بيان لها أن طائرات أميركية أسقطت جوا فجر أمس أسلحة وذخيرة وإمدادات طبية للقوات الكردية قرب عين العرب. وأكد متحدث باسم "وحدات حماية الشعب" الكردية أن الأسلحة والذخائر التي ألقتها طائرات أميركية قرب مدينة عين العرب ستساعد المقاتلين الأكراد كثيرا في مواجهة تنظيم الدولة. وقال المتحدث باسم الوحدات ريدور خليل إن المساعدات العسكرية الأميركية "ستؤثر إيجابا" على سير العمليات، مؤكدا حاجة مقاتليه إلى المزيد من هذه الأسلحة التي لم تكشف أي تفاصيل عن طبيعتها. ومع تمسك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بموقف بلاده الرافض لدخول أي أسلحة أميركية للمقاتلين الأكراد، وتأكيده عدم المشاركة في التحالف الدولي ضد داعش، ما لم تتم الموافقة على إنشاء منطقة آمنة وتسليح وتدريب المعارضة السورية للإطاحة بنظام بشار الأسد، إلا أن وزير خارجيته مولود جاويش أوغلو أعلن أمس أن بلاده تسهل عبور مقاتلي البشمركة الأكراد العراقيين إلى عين العرب لمساعدة الأكراد السوريين على قتال تنظيم الدولة. وأضاف في مؤتمر صحفي "نتعاون بالكامل مع التحالف فيما يتعلق بكوباني. نريد القضاء على كل أنواع الخطر في المنطقة ونرى المساعدات العسكرية والطبية التي يقدمها أشقاؤنا أكراد العراق والإسقاط الجوي الأميركي". ميدانيا، شهدت المدينة مواجهات عنيفة عندما حاول مقاتلو داعش التقدم من محور البلدية باتجاه وسط المدينة. إلا أن المقاومين الأكراد تصدوا لهم، مما أسفر عن مصرع 8 من متشددي التنظيم. وأشارت مصادر إعلامية إلى أن معارك محتدمة يشهدها حي الصناعة وسط عين العرب. كما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أنه سجل في الساعات الماضية اشتباكات في محيط سوق الهال وغرب المربع الأمني ومنطقة كاني عربان، وقال إن تنظيم الدولة استقدم تعزيزات عسكرية من المقاتلين والسلاح والعتاد من المناطق التي يسيطر عليها في ريفي حلب والرقة إلى عين العرب. وأشار اتحاد تنسيقيات الثورة إلى أن المدينة شهدت الليلة الماضية أعنف قتال منذ أيام. عندما هاجم تنظيم داعش المقاتلين الأكراد بقذائف مورتر وسيارات ملغومة. وأضاف أن التنظيم أطلق ما يقارب 48 قذيفة مورتر خلال اليومين الماضيين. كما ذكر المرصد أن التنظيم شن هجومين بسيارتين ملغومتين مستهدفا مواقع كردية مساء أول من أمس، مما أسفر عن سقوط ضحايا. وتصاعدت سحابة من الدخان الأسود في سماء المنطقة. وبحسب المرصد، فإن المتطرفين تعرضوا لخسائر فادحة خلال الأيام الأخيرة، مضيفا أن جثث ما لا يقل عن 70 متطرفا وصلت تباعا خلال الأيام الأربعة الماضية إلى المستشفى الوطني في مدينة تل أبيض، في محافظة الرقة، التي يسيطرون عليها. وقالت مقاتلة في وحدات حماية الشعب السورية الكردية طلبت عدم نشر اسمها إن المقاتلين الأكراد تمكنوا من تفجير السيارتين الملغومتين قبل أن تصلا إلى أهدافهما. وأضافت "كانت هناك اشتباكات ليلة أمس في كل أنحاء كوباني. وما زالت الاشتباكات مستمرة هذا الصباح".