ناقش الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس مع القادة العسكريين من نحو 20 دولة مشاركة في التحالف الدولي، من بينها السعودية وتركيا، اللمسات الأخيرة لإستراتيجيته لمواجهة تنظيم الدولة "داعش" مع تزايد الضغوط على التحالف لفعل المزيد لوقف تقدم مقاتلي التنظيم المتشدد. وقبل نحو 3 أسابيع من انتخابات الكونجرس الأميركي التي تعتبر بدرجة كبيرة بمثابة استفتاء على زعامة أوباما، يسعى الرئيس الأميركي لإقناع الرأي العام الأميركي والحلفاء في الخارج بالتزامه بخطة إضعاف وتدمير التنظيم. كما حضر أوباما اجتماعا ترأسه رئيس هيئة الأركان الأميركية الجنرال مارتن ديمبسي مع وزراء دفاع الدول الأجنبية المتحالفة في قاعدة إندروز الجوية خارج العاصمة واشنطن. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض اليستير باسكي "هذا يجيء في إطار الجهود المتواصلة لبناء تحالف وتحقيق تكامل بين قدرات كل دولة في الاستراتيجية الموسعة". بدوره، قال المتحدث باسم رئيس هيئة الأركان الكولونيل إد توماس إن الغرض من اللقاء هو "الالتقاء معاً بشكل شخصي لبحث الرؤية والتحديات وكيفية التحرك قدماً". ميدانياً، كثفت طائرات التحالف الدولي غاراتها على مواقع تنظيم الدولة في عين العرب. وأشارت مصادر إعلامية إلى أن غارة جديدة استهدفت مواقع التنظيم في المدينة. وكانت تلك الموجة التاسعة من الغارات في 24 ساعة نفذتها طائرات أميركية وسعودية. وقالت القيادة المركزية للجيش الأميركي في بيان أمس إن طائرات أميركية وسعودية نفذت أمس وأول من أمس 7 ضربات ضد أهداف التنظيم قرب عين العرب، وأضافت أن 4 ضربات كانت في جنوب غرب المدينة، وأصابت وحدات التنظيم ودمرت موقعا لإطلاق النار، في حين أصابت 3 ضربات أخرى شمال شرق المدينة وحدة عسكرية ودمرت موقع تجمع وعدة أبنية. وشاركت في ضربات التحالف قاذفات قنابل وطائرات مقاتلة، واستهدفت وحدات للتنظيم ومواقع لأسلحة رشاشة ثقيلة و5 مقرات يسيطر عليها. إلى ذلك، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن تنظيم الدولة نفذ هجوماً انتحارياً بواسطة 6 سيارات مفخخة وسط مدينة عين العرب، وأفاد مصدر في فصيل ثوار الرقة المعارض، الذي يساند المقاتلين الأكراد بأن مباني عدة تضررت جراء الهجوم الانتحاري، وأشار إلى مقتل 26 عنصرا من التنظيم حاولوا التسلل إلى المنطقة، فيما تواصلت الاشتباكات في الأجزاء الشمالية من المدينة. ونقل المرصد عن مصادر في وحدات حماية الشعب الكردية قولها إنها باتت تستفيد من الغارات الجوية التي تنفذها طائرات التحالف الدولي على مواقع المتشددين، حيث تهاجم مباشرة مواقعهم بعد تلك الغارات. وأضاف المرصد أنه رغم الغارات شبه اليومية التي تشنها مقاتلات التحالف، وصل المتشددون للمرة الأولى أمس إلى وسط المدينة المحاصرة، وأضاف مدير المرصد رامي عبدالرحمن في تصريحات صحفية "هي المرة الأولى التي يسيطر فيها التنظيم على مبنى في وسط المدينة منذ بدء هجومه عليها قبل نحو شهر، ومقاتليه الذين يتقدمون من الشرق بلغوا وسط عين العرب أكثر من مرة، إلا أنهم تراجعوا في السابق بفعل المقاومة الشرسة للمقاتلين الأكراد من وحدات حماية الشعب". وعلى صعيد المعارك الدائرة بين نظام الأسد والمعارضة المسلحة، أفاد المرصد بأن سلاح الجو السوري نفذ أمس ضربات ضد مقاتلين معارضين بمعدل يفوق مثلي المعدل المعتاد، ليكثف هجومه قرب العاصمة، مما يعزز المخاوف من محاولة النظام الاستفادة من الضربات الأميركية لسحق خصومه. وقال المرصد إن سلاح الجو السوري نفذ 40 ضربة أمس في مناطق في محافظتي إددلب وحماه، شملت إسقاط براميل نفط مليئة بالمتفجرات والشظايا.