في وقت نفذت فيه طائرات التحالف الدولي عددا من الضربات على تجمعات ما يسمى تنظيم "داعش" الإرهابي في بلدة عين العرب (كوباني) الكردية السورية على الحدود مع تركيا، أرسل التنظيم تعزيزات كبيرة إلى البلدة التي يحاول السيطرة عليها منذ نحو شهر ويواجه مقاومة شرسة من القوات الكردية. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان له أن طائرات التحالف نفذت تسع ضربات على مناطق في المدينة وأطرافها وريفها الليلة الماضية، واستهدفت فيها تجمعات وتمركزات للتنظيم في المناطق التي يسيطر عليها في الأحياء الشرقية من مدينة عين العرب "كوباني" وعلى الأطراف الجنوبية. وأبان المرصد أن ثلاث ضربات استهدفت تمركزات التنظيم في الريف الجنوبي للمدينة، مشيرة إلى أن هناك معلومات مؤكدة عن تدمير آليات وخسائر بشرية في صفوف عناصر ما يسمى تنظيم "داعش" الإرهابي. في المقابل، وحسب مدير المرصد رامي عبدالرحمن فإن التنظيم "أرسل مقاتلين من الرقة وحلب"، معقلي التنظيم الرئيسيين في شمال سورية، مشيرا إلى أن التنظيم "لجأ كذلك إلى إرسال أشخاص غير ملمين كثيرا بالأمور القتالية". وقال عبدالرحمن في تصريحات صحفية، أن التنظيم "وضع كل ثقله في المعركة"، موضحا بأنها "معركة حاسمة بالنسبة للتنظيم، ففي حال استيلائه على عين العرب فإن المواجهة ضده ستدوم طويلا في سورية، أما في حال عدم نجاحه فسيشكل ذلك ضربة قاصمة لصورته أمام التنظيمات المسلحة". ولفت عبدالرحمن إلى أن التنظيم "لم يتقدم كثيرا منذ أن سيطر الجمعة الماضي على المربع الأمني للقوات الكردية"، مشيرا إلى معارك كر وفر دارت بين الطرفين، وقال "إنهم يقاتلون على أكثر من جبهة لكن القوات الكردية تقوم بصدهم قبل أن يعاودوا الهجوم وصدهم من جديد". ولفت مدير المرصد إلى "سقوط قتلى بين مسلحي "داعش" وتدمير آليات"، دون أن يوضح المزيد من التفاصيل، فيما يحاول مقاتلو التنظيم الوصول إلى الحدود التركية في شمال البلدة قبل أن يتمكن الأكراد من دحرهم. من ناحية ثانية، أفادت تقارير أن قوات النظام تستهدف بالقصف الصاروخي والمدفعي العنيف عددا من الأحياء السورية من بينها حي جوبر الدمشقي وحي التضامن مما خلف أضرارا كبيرة فيما تبقى من الحيين في سعي محموم لطرد المعارضة منهما. يأتي ذلك فيما تدور اشتباكات عنيفة بين الثوار وقوات النظام على الجبهة الشرقية لمدينة داريا بريف دمشق، والطيران الحربي يغير على عدة مناطق في جرود القلمون والمدفعية تقصف بعنف بلدة دوما في الغوطة الشرقية، مما أسفر عن مقتل طفلين وإصابة آخرين. كما أفادت وسائل إعلام المعارضة عن اشتباكات عنيفة بين الثوار وقوات النظام على مداخل بلدة الحميدية بريف القنيطرة، كذلك أفادت المعلومات باشتباكات عنيفة بين كتائب الثوار وقوات النظام وباستهداف الثوار معاقل ونقاط تمركز جيش النظام في قرية حندرات بريف حلب الشمالي بصواريخ كاتيوشا، واشتباكات بين كتائب الثوار وجيش النظام في قرية سيفات بالريف وعلى جبهة قرية العدنانية بريف حلب الجنوبي، إضافة إلى استهداف كتائب الثوار بالمدفعية مقرات جيش النظام في بلدة الزهراء بالريف وأيضا مقرات تنظيم "داعش" في محيط قرى دابق واحتميلات. من جهة أخرى، وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان ما لا يقل عن 83 هجوما بالذخائر العنقودية، وذلك خلال الفترة من 25 يناير وحتى 21 سبتمبر الماضيين، وقد تسببت تلك الهجمات في مقتل ما لا يقل عن 49 شخصا، بينهم مقاتل واحد فقط، و47 مدنيا بينهم 16 طفلا وأربع نساء، وإصابة 250 آخرين بجروح، وذلك بشكل مباشر. أما مخلفات تلك الذخائر فقد تسببت في مقتل ما لا يقل عن 15 شخصا بينهم سبعة أطفال وثلاث نساء، أي أن مجموع الضحايا بلغ 64 شخصا، نحو 50% من الضحايا نساء وأطفال، و98% من الضحايا مدنيون.