أكد الخطاط عبدالله المحمد الصالح أن جميع الألوان يمكن استخدامها في اللوحات الحروفية، بما فيها الألوان الزيتية رغم ضررها الصحي، مضيفا أن الألوان المستخدمة في أعماله الفنية هي ألوان حجرية، بالإضافة إلى الأوراق القطنية رغم اختلاف نسبة القطن في بعضها وتوفر البعض الآخر في الأسواق. وأوضح الصالح الذي قدم أخيرا ورشة فنية خطية نظمتها صالة تراث الصحراء في الخبر، في حديث إلى "الوطن": أنه يمكن التعلّم وتحسين الخط العربي، من خلال عدة أمور يتطلب من المتعلم تنفيذها وهي "المحاكاة لأعمال خطية منفذة والصبر عليها، الجلسة الصحيحة في تنفيذ الأعمال الخطية، مسكة القلم أو القصب أو حتى الفرش من خلال التعليم، الالتزام في الخط الرئيسي وميزان الحروف، والتي تقسم إلى 14 حرفا فوق السطر و14 حرفا تحت السطر، كما بالإمكان عرض ما ينفذ من خط على معلم الخط العربي. وذكر أن الورشة التي استمرت يومين قدم فيها الجانب النظري عن نشأة اللغة ونشأة التنقيط والتشكيل في العصر الأموي، ونشاة الحروف وتطورها، ثم انتقل إلى أنواع الخطوط العربية الرئيسية والفرعية، موضحا مدارس الخط وأدواته القصب وأنواعه، والورق وأنواعه، والأحبار وأنواعها. الصالح أكد أن الحروفية الآن كباقي الفنون التشكيلية الأخرى، تميزت من خلال وجودها في المعارض الفنية الجماعية والفردية ومن خلال وجود فروع لها في مسابقات فنية، مستعرضا مكانة الحروفية وكيف تميزت في الفنون المعاصرة من خلال تنفيذها على "الملابس، الأواني، أغلفة الكتب، الحقائب، لوحات المحلات والاكسسوارات. وكان الصالح قد أكد ل"الوطن" أن النقاد اختلفوا في تحديد ريادة الحروفية العربية التشكيلية غير أن أغلبهم يرجح أن قصب السبق للعراقيين الفنانة مديحة عمر والفنان جميل حمودي، حيث تمثل مديحة الرعيل الأول من الفنانات المبتعثات إلى أوروبا، وهي التي أدخلت الحرف العربي إلى اللوحة 1949 وتبعها حمودي وتوالت التجارب من قبل الحروفيين العرب، مشيدا بانتشار الحروفية وتطورها في أشكال التعاطي معها بل التماهي مع الحروف وما زالت تسير في هذا الطريق ويحاول الفنانون في إبداع لوحات حروفية ذات شكل ومعنى أي تحمل فلسفة خاصة في كيفية استخدام الحروف وتطعيم اللوحة بها لذا توجد مجموعة كبيرة من الفنانين الحروفيين على مساحة الوطن العربي وفي الغرب، منهم على سبيل المثال من السعودية ناصر الموسى، يوسف إبراهيم، محمد الرباط، ومن العراق ناصر الرافحي ومحمد الصكار، وحسن المسعود، ومن قطر يوسف إبراهيم وحسن علي، ومن تونس نجا المهداوي وعمر الجمني، ومن سورية سامي برهان وخالد الساعي، فالحروفية ليست تحررا من قيود الحرف العربي التقليدي.