قال الخطاط عبدالله المحمد صالح أن ظهور الحروفية في الخط العربي جاءت بأسباب متعددة منها توقف الخطاطين عندما وصلت إليه المدرسة التركية حتى باتت الفروق بين الخطوط فروق تجويد لافروق خصائص وتحول بعض الخطاطين إلى نسخ مكررة عن معلميهم، الرغبة في تحرير الحرف العربي من بعض القيود المكبلة له وجعل الفنان في مساحة اكبر من الحرية في التعاطي مع لاحروف وأشكالها،اكتشاف الفنانين الحروفيين لجماليات الحرف العربي وذلك أثناء تحصيلهم في المعاهد والأكاديميات، الحرص على التأكيد الارتباط بالهوية العربية التليدة والتي تعتبر الحرف العربي والاهتمام به مظهرا من مظاهرها، بالإضافة إلى خوف الفنان العربي من الضياع في تراث لايمت إلى وجوده الفكري والقومي، وذلك خلال محاضرة"الحروفية في الخط العربي"مساء أمس الأربعاء، والذي نظمتها لجنة الفنون التشكيلية والخط العربي بجمعية الثقافة والفنون في الدمام بمقر الفرع، وأدارها الخطاط مصطفى العرب. وحول نشأة الخط العربي ذكر الخطاط عبدالله انه اختلف المؤرخون في ذلك غير أن جلهم يرجح انه انحدر من الأنباط في شمال الجزيرة العربية ويعتمد في قوله على بعض النقوش التي عثر عليها في حوران وزبد في سوريا وقد كان الخط في مراحله الأولية يعتمد على خطوط غير منتظمة وقد تطور الخط في مسيرته واكبر نقله له هو تحوله من المرحلة التصويرية إلى المرحلة الرمزية. فقد هيا الله لهذا الفن والعلم من يتعهده وما نعيشه اليوم من اهتمام بالخط من معارض وندوات وورش عمل ومسابقات في البلاد العربية والإسلامية إلا اكبر دليل على مانزعم وصحيح أن الاهتمام هذا لم يصل إلى المستوى المأمول لكن العزاء في ذلك أن هذا شأن العمل الفنية في أنحاء العالم ولو أن هناك تفاوت نسبي في الاهتمام من مكان إلى آخر كما أن هذه دعوة من اجل تكثيف العمل لتأصيل والاهتمام بهذا التراث التليد، مضيفا أن الصراع القائم بين الأصالة والحداثة في الخط العربي هو نفسه الصراع بين الكتاب الورقي والكتاب الالكتروني أو استخدام اللغة الفصحى في الكتابة واللغة العامية المحكمية نفسه في الشعر التقليدي العمودي والشعر الحر وجميع مناحي الحياة. وقد اشترك الخط العربي الذي استمد قدسيته من القران الكريم واللغة العربية ببعض المصطلحات منها التجويد، اللحن، واتخاذ ابن مقلة الألف والدائرة محورا أساسيا اسماها النسب الفاضلة، تدريس الخط قديما في المساجد جنبا إلى جنب العلوم الفقهية الدينية، وصول الخط بمن يستخدمه إلى مرحلة الروحانية. وعن معنى الحروفية ذكر أنها ظاهرة عربية أطلقها غير فنان عربي وإيراني نتيجة التأثر بتجربة الفنان السويسري بول كلي في حروفياته، والبعض قال أن هذه التجربة لم تأت بالتأثر بالفنان بول كلي بل انه البعض لم يرى أعمال لبول كلي، والبعض الآخر قال أنها تشير إلى أعمال فنية تعاملت مع اللغة العربية كحروف أو نصوص مثل معطى بصري للتشكيل، وان القصد من وراء الحروفية هو انجاز عمل فني ذي مراجع محلية وهوية حضارية، مع أن هناك حروفية غربية حاولت استعمال الحرف العربي والتي منها حروفيات بول كلي وكاندنسكي وهوفر الألماني وقد حاول الأول أن يتعلم اللغة العربية. كما اختلف النقاد في تحديد ريادة الحروفية العربية التشكيلية غير أن اغلبهم يرجح زعامة الريادة وقصب السبق إلى كل من العراقيين الفنانة مديحة عمر والفنان جميل حمودي، والتي تمثل مديحة الرعيل الأول من الفنانات المبتعثات إلى اوربا وهي التي أدخلت الحرف العربي إلى اللوحة 1949م لكن بشكله القاعدي التقليدي وقد تبعها جميل حمودي وتوالت التجارب من قبل الحروفيين في الوطن العربي. وان الخط العربي –والحديث للخطاط عبدالله- يحمل كل عناصر الإبداع الفني والحروفية بدأت تشكيلية من خلال الفنانين التشكيليين وتطورت حتى أصبح الخطاطون يعملون لوحات تشكيلية، وأصبحت الحروفية لها مكانتها المرموقة واكبر دليل المعارض الدولية تضع الحروفي جنبا إلى جنب التقليدي وأصبحت ظاهرة لايمكن تجاهلها وانه في المملكة لم تصل إلى مرحلة متخصصة، فالحياة كلها حروف وعباداتنا حروف وقراننا حروف والحروف تعيش بيننا وهي متحركة في فضاء الحروفيين ارادو أن يثبتوا هذا الشي بالفنن ويوجد من السعودية من الفنانين ناصر الموسى، محمد بتن، يوسف إبراهيم، احمد العبدرب النبي. وفي نهاية المحاضرة كرم عضو لجنة الفنون التشكيلية والخط العربي الخطاط حسن آل رضوان الخطاط عبدالله المحمد نيابة عن مدير فرع الجمعية عيد عبدالله الناصر.