قدرت وزارة الحج أعداد الحجاج غير النظاميين الذين تمكنوا من التسلل إلى المشاعر المقدسة في هذا الموسم، بنحو نصف مليون حاج، طبقا لما كشفه ل"الوطن"، مستشار وزير الحج لشؤون العمليات والسلامة اللواء السابق محمد القرني، الذي رفض خلال حديثه تحميل جهاز حكومي واحد مسؤولية مرور الحجيج غير النظامين، وبخاصة أن حجاج العاصمة المقدسة لم يدخلوا ضمن الإحصائية الحالية. يأتي ذلك، فيما ينتظر أن تحيل الجهات الأمنية من ألقي القبض عليهم بتهمة تهريب الحجاج ل"النظر القضائي". وقال المتحدث الأمني بوزارة الداخلية اللواء منصور التركي إن المقبوض عليهم من المخالفين لأنظمة الحج ستتم محاكمتهم من قبل لجان إدارية تشرف عليها الجوازات وستصدر ضدهم أحكاما إما بالسجن أو الغرامة أو بهما معا، ، لافتا إلى أن مصادرة المركبات المستخدمة في التهريب مرتبطة بإحالة هذه المخالفات إلى القضاء، مشيرا إلى أنه لن تتم مصادرة أي مركبة دون حكم قضائي. في هذه الأثناء، كشف مسؤول بارز في وزارة الحج ل"الوطن"، عن مشروع قرار تدرسه لجان الوزارة المختصة حاليا من أجل تضمين "الأهلية الصحية" في الشروط الواجب توافرها من أجل أداء فريضة الحج، وأشار إلى أنه ستكون هناك آلية تربط بمنح تأشيرات الحج بالنسبة لحجاج الخارج، مؤكدا أن الأهلية ستعتمد مبدئياً على التأكد من قدرات الحاج العقلية، وخلوه من الأمراض النفسية. كشف مستشار وزير الحج لشؤون العمليات والسلامة اللواء السابق محمد القرني ل"الوطن" أن عدد الحجاج غير النظاميين الذين وصلوا للمشاعر المقدسة في موسم الحج الحالي بلغ نصف مليون حاج، بحسب إحصاءات رسمية لوزارة الحج. ورفض القرني الذي أشرف على قيادة قوات الدفاع المدني بحج الموسم الماضي تحميل جهاز حكومي واحد مسؤولية مرور الحجيج غير النظامين، خاصة أن حجاج العاصمة المقدسة لم يدخلوا ضمن إحصائية الوزارة، إلا أنه أكد في السياق ذاته من أنه سيقدم على طاولة وزيره ما سماها ب"الرؤى التطويرية" الاستشرافية لتنظيم استعدادات أجهزة الدولة لمواسم العام المقبلة. وحيال مراحل عمليات تفويج "حجاج" بيت الله الحرام، لم يبد الرجل هنا أي اعتراضات على حاجة وزارته إلى وصفها ب"المراجعات" في تفويج الحجيج، وإلى الحاجة الماسة إلى تطبيق عنصر المتابعة الميدانية لعملية التفويج. يأتي حديث مستشار وزير الحج لشؤون العمليات والسلامة، ليؤكد أن 25% من حملات الحجيج لا يلتزمون بساعات الحظر المفروضة عليهم في التطويف، ومخالفتهم مواعيد جداول تفويج حجيجهم، التي سلمت لهم من قبل الوزارة منذ وقت مبكر، مشيرا إلى أن غالبية المؤسسات المخالفة، تتبع لحملات حجاج الداخل. وطرح القرني ورقة "المكان المميز"، كآلية عقابية ستتخذها وزارة الحج، بعد وصول عمليات التقييم من اللجان الخاصة، قائلاً: "إن ما يهم أي مؤسسة حج سواءً في الداخل أو الخارج، هي القرب من جسر الجمرات، وكل من يخالف سيحول من مكانه بشكل تعاقبي، فمن عند الجسر سينقل لآخر وادي مني"، دون إضافة أي تفاصيل في هذا الإطار. وحزم العقوبات لا تنحصر فقط في الالتزام بجداول التفويج فقط، بل لمؤسسات طوافة حجاج الداخل والخارج، التي لم تلتزم بإبقاء ال50% من حجاجها غير المتعجلين لليوم. وأبرز ما لفت الانتباه له القرني من أن مشعر عرفات بحاجة إلى إعادة تهيئة بنيته التحتية، من حيث التخلص من الخيام التقليدية التي يمكنها أن تضر بسلامة ضيوف الرحمن، بالإضافة إلى هندسة المشعر من جانب مصاريف السيول، ومربعات مخيمات الحجيج. ولفت نائب رئيس المؤسسة الأهلية لمطوفي حجاج الدول العربية للشؤون الميدانية المطوف محمد بن حسن معاجيني بأنهم طلبوا من مكاتب شؤون حجاج مصر وتونس والمغرب والجزائر والسودان، إلى إبقاء حجيجهم لليوم الثالث عشر، وذكر أنهم تجاوبوا معهم بشأن ذلك. وأشار معاجيني إلى أن مؤسستهم تفكر في طرح مبادرة مع وزارة الحج تمنح مكاتب شؤون الحجاج التي تبقي أكبر قدر من حجاجها في مشعر منى لليوم الثالث، ومنحها مزايا على مستوى الخدمات المقدمة، وتذليل العقبات لحجاجها، للتخفيف على المنطقة المركزية للحرم المكي. "الداخلية" تربط مصادرة مركبات "المهربين" بالقضاء إحالة المقبوض عليهم إلى لجان إدارية لإقرار السجن أو الغرامة منى: ساعد الثبيتي في حين أعلن المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية اللواء منصور التركي في المؤتمر الختامي لأعمال الحج أمس، نجاح كافة خطط الحج الأمنية والخدمية، شدد على أن المقبوض عليهم من المخالفين لأنظمة الحج ستتم محاكمتهم من قبل لجان إدارية تشرف عليها الجوازات وستصدر ضدهم أحكاما، إما بالسجن أو الغرامة أو بهما معا، لمن تورطوا بمركباتهم في التهريب، وأن مصادرة المركبات مرتبطة بإحالة هذه المخالفات إلى القضاء، مشيرا إلى أنه لا يتم مصادرة أي مركبة دون حكم قضائي. واستعرض التركي خطط قيادة قوات الأمن في المرحل السابقة، بدءا من تفويج الحجيج إلى منى في يوم التروية، وانتهاء بتفويج المتعجلين، مشيرا إلى بدء المرحلة الأخيرة من الخطط المتمثلة في تفويج ما تبقى من الحجيج إلى المسجد الحرام وتفويج المتعجلين إلى المدينةالمنورة. وقال إن 800 ألف حاج أنهوا نسكهم قبل الزوال في ثاني أيام التشريق برمي الجمرات والتوجه إلى المسجد الحرام، بينما بلغ إجمالي الحجيج الذين أنهوا النسك حتى الساعة الثانية من ظهر أمس مليونا و400 ألف حاج. وقال المتحدث الرسمي لوزارة الحج حاتم قاضي إن 6 جهات اشتركت في تفويج الحجاج في يوم التعجل، مشيرا إلى أن نسبة الالتزام بالتفويج بلغت 75%، مشيرا إلى أن الوزارة تستعد لمرحلة تفويج الحجاج إلى المدينةالمنورة الذي سيكون في اليوم الرابع عشر لمنح سائقي الحافلات قسطا من الراحة لضمان سلامة الحجيج. وأشار إلى أن أبرز ملفين سيتم العمل معهما فور الانتهاء من مهمة الحج، هما المسار الإلكتروني الذي يتم إنجاز 50% منه ليكون مكتملا في حج العام القادم، وتقييم خطط الحج لموسم هذا العام، مضيفا أن أول اجتماع لوزير الحج مع المسؤولين سيكون في 18 الشهر الجاري. واستعرض المتحدث الرسمي لإدارة الدفاع المدني العقيد عبدالله العرابي الحارثي خطط الدفاع المدني ليوم التعجل، مشيرا إلى أنه تم دعم الحرم المكي بقوات، ومسح الأنفاق والتأكد من خلوها من الملوثات، واستمرار إشراف الدفاع المدني على المشاعر حتى يوم 15، وعن الإضافات التي تجريها مؤسسات الطوافة على مخيمات الحجاج بغرض تحسين الخدمة قال إن الدفاع المدني لا يمانع في أي إضافات طالما لا تشكل خطرا على السلامة.