غادر صعيد منى أمس أكثر من 950 ألف حاج، يمثلون ما يقرب من 50 % من حجاج هذا العام، مستعينين برخصة التعجل وفق الآية الكريمة «ومن تعجل في يومين فلا إثم عليه»، وإعلان انتهاء موسم الحج لهذا العام، والعودة إلى بلادهم شاكرين نعمة الوصول إلى المشاعر المقدسة وأداء المناسك في سلامة وأمان. وطبقت الجهات المعنية أمس خطط التفويج بالتزام تام، وفق تدابير أمنية لسلامة الحجاج المتعجلين لضمان تدفقهم على الجمرات والحرم المكي الشريف وفق خطط متوازنة مدروسة بين قيادة منطقة الجمرات وقيادة الحرم المكي الشريف لفلترة الحجاج الخارجين من المنشأة والقاصدين صحن المطاف لضمان عدم ارتفاع الطاقة الاستيعابية في المسجد الحرام خصوصا بعد الاعمال الانشائية التي شهدها المطاف هذا العام. وبادر ضيوف الرحمن منذ وقت مبكر بعد ظهيرة أمس، برمي الجمرات الثلاث، اتباعا لسنة الهادي المصطفى صلى الله عليه وسلم مبتدئين بالجمرة الصغرى فالوسطى ثم جمرة العقبة، بعدها توجه الحجاج المتعجلون إلى بيت الله الحرام لأداء طواف الوداع مغادرين الاراضي المقدسة. وغادرت جموع الحجيج مكةالمكرمة عبر خمسة محاور رئيسية تلتقي مع ثلاثة شرايين رئيسية بمكةالمكرمة بواسطة 20 ألف حافلة شاركت في نقل الحجاج قبل غروب شمس أمس. واستنفرت قوات الدفاع المدني المشاركة في تنفيذ الخطة العامة لمواجهة الطوارئ بالحج قواها للحفاظ على سلامة ضيوف الرحمن المتعجلين أثناء تحركهم لرمي الجمرات، ثم التوجه إلى المسجد الحرام لأداء طواف الوداع ونشرت قوة الدفاع المدني بمنشأة الجمرات أكثر من 800 من الضباط والأفراد الذي يتمركزون في أكثر من 25 نقطة في جميع طوابق المنشأة لتنفيذ خطط الإخلاء الطبي للحجاج الذين قد يتعرضون للإجهاد أو أي مشكلات صحية طارئة. وأوضح قائد قوة الدفاع المدني بمنشأة الجمرات العقيد ناصر النهاري مشاركة جميع الفرق والوحدات الميدانية للتعامل مع كافة الطوارئ أثناء أداء الحجاج المتعجلين لهذا النسك من مناسك الحج بالتنسيق مع الأمن العام بما يتناسب مع الزيادة المتوقعة في أعداد الحجاج الذين يرمون الجمرات من الساعات الأولى من صباح أمس ثاني أيام التشريق وحتى ما بعد صلاة العصر، لافتا إلى تنسيق كامل مع قوات الدفاع المدني بمشعر منى في هذا الشأن، إضافة إلى إنشاء عدد من نقاط الفرز الطبي في جميع مداخل ومخارج المنطقة لإخلاء الحجاج من المرضى وكبار السن الذين قد يتعرضون للإعياء أثناء رمي الجمرات، مؤكدا أن جميع الوحدات مجهزة بكل ما يلزم لتقديم الخدمات الإسعافية من نقالات وأجهزة التنفس، كما شاركت قوة الدفاع المدني بالحرم الشريف للتدخل السريع في مباشرة أي حوادث يمكن أن تقع داخل المسجد الحرام والساحات الخارجية المحيطة به أثناء وداع الحجاج المتعجلين. ورفعت قوة الدفاع المدني التي تضم أكثر من 3000 من الضباط والأفراد بالحرم عدد نقاط تمركزها إلى 35 نقطة تغطي جميع أرجاء المسجد الحرام. وتم تكثيف وحدات الإطفاء والإنقاذ المتنقلة والتي ترافق مسيرة الحجاج من منى إلى الجمرات وصولا إلى المسجد الحرام، بالإضافة إلى نشر عدد كبير من مجموعات الإشراف الوقائي والفرق المتخصصة لرصد الانبعاثات الكربونية في جميع الأنفاق والطرق وتسيير أكثر من 300 فرقة للدراجات النارية المجهزة بوسائل الإطفاء للتعامل مع حرائق المركبات والحافلات، ورصدت غرفة عمليات المشاعر المقدسة في مركز القيادة والسيطرة حركة الحجاج من خلال 4200 كاميرا مسلطة على مشعر منى ومكةالمكرمة والمنافذ الخارجية والداخلية لها وذلك لمتابعة مغادرة الحجاج من منى ومكةالمكرمة. ووصف قائد قوات أمن الحج اللواء سعد بن الخليوي تحركات الحجيج في مشعر منى بأنها اتسمت بالكثافة والمرونة والانسيابية رغم الكثافة التي شهدتها منشأة الجمرات خاصة أمس في يوم التعجل، مؤكدا أن القوات الأمنية طبقت خطة نفرة الحجاج المتعجلين وفق الجداول الزمنية المتفق عليها مع كافة مؤسسات الطوافة وشركات حجاج الداخل وهيأت الإمكانات الآلية والبشرية أمام حجاج بيت الله الحرام. وأوضح مساعد شؤون العمليات بالأمن العام اللواء سعد بن حسن الجباري، أن رجال المرور عملوا أمس على تطبيق الخطط المرورية الخاصة بالحجاج الذين غادروا المشاعر المقدسة، حيث تم تحويل حركة السير في جميع الطرق المحيطة بالمسجد الحرام في اتجاه واحد، فتم تحويل طريق أم القرى وشارع إبراهيم الخليل وطريق جبل الكعبة وأنفاق السد ونفق السوق الصغير، وهذا التحويل ساهم في إعطاء الفرصة لحجاج بيت الله الحرام في سهولة الدخول والخروج من المشاعر المقدسة، ومن ثم العودة إلى مكةالمكرمة والتوجه إلى المسجد الحرام. وبين مدير إدارة الدوريات الأمنية بالعاصمة المقدسة العقيد سعيد بن سالم القرني، أنه تم توزيع ونشر دوريات الأمن بالعاصمة المقدسة على عدد من التشكيلات والخطوط الميدانية المتقدمة، حيث تم نشر 984 فرقة أمنية رسمية وسرية بقيادة 32 ضابطاً ميدانياً عملوا على مدار الساعة، وبطاقة تشغيلية وصلت إلى نسبة 100% لتسهيل حركة الحجيج والمحافظة على أمنهم وسلامتهم، مضيفا أن انتشار الفرق الأمنية في العاصمة المقدسة وزع على ثماني مناطق تشمل عدة تشكيلات ومربعات تمت إدارتها من خلال غرفة عمليات عالية التجهيز. وقال قائد مركز القيادة والسيطرة اللواء عبدالله بن حسن الزهراني، إن مركز القيادة والسيطرة تولى رصد الحركة العامة للحجاج على مستوى كافة الأصعدة لحركة الحجيج والمؤشرات الأولية تؤكد أن الجميع ملتزم بالمهام المسندة لهم لاسيما مؤسسات الطوافة وحجاج الداخل الذين تمت متابعتهم من خلال لجنة متخصصة التزامهم بعمليات التفويج، مؤكدا في الوقت نفسه أن الغرفة وضعت خططا احترازية لمعالجة أي طارئ ميداني من خلال نقاط التدخل السريع من خلال المعالجة الفورية المبكرة لاسيما في ما يخص الفلترة المبكرة للحجاج من مداخل الشوارع المؤدية إلى منشأة الجمرات وتفتيت الكتل البشرية من وقت مبكر. وأكد ل «عكاظ» قائد قوات الطوارئ الخاصة في المشاعر المقدسة اللواء خالد بن قرار الحربي، أن اليوم الثاني عشر شهد كثافة بشرية عالية خاصة للمتعجلين من حجاج بيت الله الحرام، مبينا أن قوات الطوارئ المسؤولة عن إدارة الحشود البشرية على منشأة الجمرات وضعت خطة خاصة وأعدت قوة أمنية من الطوارئ الخاصة لليوم الثاني عشر من أيام التشريق. وأكد وكيل وزارة الحج حاتم قاضي، أن التوجيهات صدرت لوزارة الحج بأن يظل 50 % في مخيماتهم في مشعر منى و 50 % منهم متعجلون، وهناك فرق المراقبة والمتابعة الميدانية لمراقبة خطط التفويج لمؤسسات الطوافة، وكذلك مراقبة خطط تفويج شركات ومؤسسات حجاج الداخل لضمان التزامهم بالجدولة الزمنية للرمي من أجل الحفاظ على معدلات السلامة لحجاج بيت الله الحرام. وأضاف أن تكامل الجهود والتنسيق مع كافة الجهات ذات العلاقة حيال هذه الخطة الشاملة للتفويج ساهم في النجاح الكبير لموسم الحج، مبينا أن الوزارة عملت منذ وقت مبكر على إشعار بعثات الحج بضرورة التزام الحجاج بخطط التفويج لأنها تهدف إلى تفادي الزحام وخصوصا يوم التعجل وهو يوم الثاني عشر، حيث يشهد المسجد الحرام تدفق حشود بشرية عالية يرغبون في أداء طوافي الإفاضة والوداع معا وخصوصا ممن ليست لديهم مساكن في مكةالمكرمة.