يتجه ضيوف الرحمن اليوم الثامن من ذي الحجة إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية اقتداء بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، في ظل استعدادات مكثفة لاستقبالهم من جميع القطاعات المشاركة في الحج. ويلعب أمن الحج دورا مهما في تنفيذ الأدوار المناطة به لتسهيل توافد قوافل الحجيج إلى المشعر، إذ كثفت القيادات الأمنية المشاركة تواجدها في المشعر وأجرت تجارب ميدانية وفرضيات لتحقيق السلامة واليسر على جميع الطرق التي يسلكها الحجاج من مكةالمكرمة إلى منى، إضافة إلى تنظيم عملية حركة المشاة لمشعر منى. وسعت قوات الأمن المشاركة لتجنيد كافة طاقاتها البشرية والآلية لتنفيذ حطة الحج المعدة سلفا. وركزت الخطة على منع دخول السيارات الصغيرة إلى المشاعر المقدسة وإتاحة الفرصة لسيارات النقل الكبيرة التابعة للنقابة العامة للسيارات وشركات لنقل حجاج بيت الله الحرام من المشاعر المقدسة إليها. وستسهم المشروعات الحيوية التي نفذتها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في انسيابية الحركة المرورية وتسهيل عمليات التصعيد والنفرة من مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة وإليها. ويرقب القائمون على المشاريع تحقيق كل ما من شأنه توفير الراحة والطمأنينة للحجاج ليتفرغوا لأداء مناسك الحج في يسر و طمأنينة. واعتمدت الخطة الأمنية والمرورية على تقسيم المشاعر المقدسة إلى ثلاث مناطق، تتولى كل واحدة منها قيادة تعمل على توزيع أفرادها في مختلف الشوارع الرئيسة والفرعية، حيث يعملون على تنفيذ الخطة ميدانيا، مركزين على راحة حجاج بيت الله الحرام وتمكينهم من أداء شعائرهم في يسر وطمأنينة. وأكد ل«عكاظ» قائد قوات أمن الحج اكتمال التجهيزات ليوم التروية، مبينا أن هناك قرابة 30 ألف عنصر أمني من كل الفئات لتنفيذ الخطط الموضوعة لليوم الثامن. وبين اللواء العرفج أن من أبرز ملامح الخطة توحيد الخطوط الرئيسة كلها نحو مداخل منى لتسهيل انسيابية دخول الحجاج للمشعر، مشيرا إلى وجود خطوط عودة من جهة جسر الملك فيصل الذي يكون في نهاية منى، موضحا أنه تم التنسيق بحيث يوجه كل فئة من الحجاج إلى الشارع الذي يقع فيه مخيمهم بشكل مباشر. ولفت قائد قوة أمن الحج إلى أن قوة الأمن ستمنع الافتراش في منى يوم الثامن منعا باتا، متوقعا عدم حدوث افتراش كبير بسبب الإجراءات الأمنية المشددة التي خضعت لها منافذ مدينة مكةالمكرمة والتي ساهمت في خفض أعداد المتسللين إلى النصف، كما تم حجز مركبات من ينقل المخالفين وسيتم تطبيق العقوبات عليهم. وأشار اللواء العرفج إلى مراعاة النواحي الإنسانية لبعض الأسر المخالفة، بحيث تمت إعادتها من منافذ مكةالمكرمة وعدم حجز مركباتها مراعاة للنساء والأطفال، مؤكدا أن هذه الإجراءات ستساهم في انخفاض أعداد المفترشين. ونوه قائد قوة أمن الحج إلى وجود خطط أمنية احترازية لمواجهة أي طارئ يحدث، مبينا أن رجال الأمن في كل القطاعات جاهزون وعلى أهبة الاستعداد، مؤكدا أن الأمور كلها تبشر بالخير متوقعا نجاحا أمنيا لخطط حج هذا العام، وداعيا كل الفئات بالتعاون معهم لما فيه أمن وسلامة الحجيج. وبين اللواء العرفج أن الخطة اهتمت ببيان الإمكانات اللازمة للعمل الأمني في الموسم، وكذا الواجبات والمهمات الخاصة بكل قطاع وتفصيلات مهمات كل موقع، مفيدا أن التعامل مع حركة الحجيج في موسم الحج يتم من منطلق تنظيم وإدارة حركة المشاة إذ يمثل التوسع في تطبيق تنظيم النقل بالرحلات الترددية في هذا الخصوص الهدف الرئيس لرفع مستوى الاستفادة من الطاقة الاستيعابية للطرق والمواقف في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة، من خلال نقل الحجاج في عمليات التصعيد بأقل عدد من السيارات. من جهتها، أكملت قوات الدفاع المدني في منى استعداداتها لاستقبال حجاج بيت الله الحرام والعمل على توفير أعلى درجات السلامة من كافة المخاطر الافتراضية التي تضمنتها خطة تدابير الدفاع المدني في حج هذا العام. وأوضح قائد الدفاع المدني في مشعر منى العميد سعيد بن علي القرني جاهزية جميع وحدات الإطفاء والإنقاذ والحماية المدنية وفرق المسح الوقائي لأداء مهماتها في خدمة ضيوف الرحمن، مؤكدا أن قوات الدفاع المدني التي تضم 46 فرقة تنتشر في جميع أرجاء المشعر الذي تم تقسيمه إلى خمس مناطق بحيث تتوافر في كل منطقة وحدات للإطفاء والإنقاذ، بالإضافة إلى فرق الدراجات النارية المجهزة بالمطفئات اليدوية ووحدات التدخل في حوادث المواد الخطرة. وأضاف أنه وضعت دراسات دقيقة لرصد كافة المخاطر الافتراضية في منى، تشمل الأمطار والسيول والحرائق وتساقط الصخور، بالإضافة إلى حوادث التدافع والزحام أثناء دخول وخروج الحجاج من منطقة منى، وكذلك المخاطر ذات العلاقة بمشروع قطار المشاعر على طول مساره داخل مشعر منى أو محطات توقفه، مع بدء تشغيل المشروع بكامل طاقته في حج هذا العام. من جهته، أكد مساعد قائد الدفاع المدني في منى العقيد عبد الله سعد السيف أن استعدادات قوات الدفاع المدني في المشعر بدأت في وقت مبكر، وذلك في ضوء دراسات وافية لمواسم الحج خلال السنوات الماضية والوقوف على الإيجابيات والسعي لتعزيزها، وعلاج أوجه القصور إن وجدت. وأشار العقيد السيف إلى أن مرحلة التهيؤ للحفاظ على سلامة الحجيج أثناء تواجدهم في منى بدأت برصد وتحليل كافة المخاطر المحتمل حدوثها، والمرتبطة بطبوغرافية المشعر ومناطق الكثافة العالية، والعوامل المؤثرة في حركة الحجيج، ومن ثم البدء في اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية لتجنب هذه المخاطر، والعمل على الوصول لأعلى درجات الجاهزية لمواجهة هذه المخاطر حال وقوعها بالقوى البشرية والآلية، ووفق ما تنص عليه خطة تدابير الدفاع المدني في الحج. وعن الإجراءات الاحترازية لتجنب حوادث الأنفاق قال العميد السيف: تم إجراء المسح الوقائي لكافة أرجاء منى بما في ذلك شبكة الأنفاق، من خلال فرق الإشراف الوقائي، والحماية المدنية، بالإضافة إلى المتابعة المستمرة لحركة سير المركبات والمشاة داخل الأنفاق، وتنظيم التفويج بما يحول بمشيئة الله تعالى دون تكدس الحجاج، وهناك مجموعة من الإجراءات التي يتم تنفيذها بناء على تطورات الأوضاع الميدانية التي تصل إلى حد إغلاق تفويج الحجاج عبر أنفاق منى، متى ما كانت هناك أي مصادر للخطورة، بالإضافة إلى أعمال المسح الوقائي لمخيمات الحجاج، ومنشأة الجمرات ومحطات قطار المشاعر والتأكد من توافر كل اشتراطات السلامة فيها. ولفت العقيد السيف إلى أن الاستعدادات شملت أيضا تنفيذ عدد من الدورات التدريبية التنشيطية لكافة وحدات الدفاع المدني في مشعر منى بما في ذلك جرعات تدريبية مكثفة على رأس العمل، وفور مباشرة قوات الدفاع المدني في الحج لمهماتها. وعلى الصعيد الصحي، ذكر الناطق الإعلامي لوزارة الصحة الدكتور خالد المرغلاني أن الوزارة بدأت استعداداتها مبكرا لاستقبال الحجيج وجهزت أربعة مستشفيات في منى لخدمة ضيوف الرحمن. وأضاف الدكتور المرغلاني أن الوزارة ستقدم خدماتها في مدينة الملك عبد الله الطبية التي جهزت بأسرة عادية وعناية فائقة إضافة لأسرة في قسم الطوارئ. وذكر ناطق الصحة الإعلامي أن مستشفى من سيتوسع في إجراء عمليات القسطرة وتم توفير أجهزة المناظير إضافة لتقديم خدمة غسيل الكلى. وأبان الدكتور المرغلاني أن مستشفيات منى زودت ب1200 صنف من الأدوية والأمصال، إضافة لمستلزمات الأشعة والأخرى المخبرية. وكشف المتحدث الإعلامي لوزارة الصحة أنه بحسب تقرير صادر عن الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة فإن يوم التروية ستكون درجة الحرارة فيه مرتفعة، الأمر الذي دفع وزارته لتجهيز سيارات إسعاف كبيرة لتقديم الخدمات العلاجية للمصابين بضربات الشمس. وزاد الدكتور المرغلاني: جهزت المشاعر بسيارات إسعاف صغيرة يتواجد فيها طبيب وممرضة لتقديم الخدمات العلاجية على مدار الساعة، إضافة لإطلاق خدمة «البرود كاست» التي تبث رسائل توعوية للحجاج. وذكر متحدث الصحة أن الرقم 8002494444 خصص لاستقبال الاستفسارات، ويجيب عليه طبيب مختص على مدار الساعة، فيما تتفقد فرق طبية الاشتراطات الصحية في ما يتعلق بغذاء الحجيج. وأكد ل«عكاظ» وكيل وزارة الحج لشؤون العمرة الدكتور عيسى رواس تكامل الاستعدادت لتطبيق الخطط الموضوعة والخاصة بأعمال التصعيد، إذ تسلمت الوزارة منذ وقت مبكر الجداول الزمنية الخاصة بإسكان الحجاج في منى من قبل كافة مؤسسات الطوافة، إذ تنقل نحو 20 ألف حافلة تابعة لشركات النقل التابعة للنقابة العامة للسيارات ضيوف بيت الله الحرام. وذكر الدكتور رواس أنه خلال حج العام الجاري ستستخدم أحدث النظم الحاسوبية في أعمال التصعيد والتفويج، إضافة للنفرة في المشاعر المقدسة.