أكد وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة أن ذكرى اليوم الوطني من أغلى المناسبات في المملكة العربية السعودية، مشيراً إلى أن هذا اليوم محفور في ذاكرة التاريخ، وهو اليوم الذي وحد فيه المؤسس الملك عبدالعزيز - رحمه الله - شتات هذا الكيان العظيم واستطاع بفضل الله وبما يتمتع به من حكمة وحنكة أن يغير مجرى التاريخ، فقد وحد أمة وأنشأ دولة عظيمة متمسكة بقيمها الدينية وتراثها وحمايتها للعقيدة الإسلامية السمحة وتبنيها للإسلام منهجاً وأسلوب حياة حتى أصبحت ملاذاً للمسلمين. وقال خوجة في كلمة له خلال رعايته مساء أول من أمس إطلاق فعاليات الأيام الثقافية السعودية بالعاصمة الألمانية برلين بحضور وزير الدولة الألماني لشؤون الثقافة شتيفين شتاينلاين، وعمدة برلين كلاوس فوفرايت، والأمير عبدالرحمن بن ناصر بن عبدالعزيز، ومساعد وزير الخارجية الأمير خالد بن سعود بن خالد مساعد، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية ألمانيا الدكتور أسامة شبكشي، ووكيل وزارة الثقافة والإعلام للإعلام الخارجي، الدكتور عبدالعزيز بن سلمة وكيل الوزارة للعلاقات الثقافية الدولية المكلف، ونخبة من الشخصيات السياسية والثقافية الألمانية: من الشرق.. الحضارة والتاريخ والشعر والأدب والفنون، من أرض الجزيرة العربية، من المملكة بلاد الحرمين الشريفين ومنطلق الرسالة الإسلامية التي تدعو إلى السلام والتسامح والحوار واحترام الآخر ونبذ العنف ومحاربة الإرهاب والتطرف. وواصل قائلاً: من أرض الشعر والشعراء "امرؤ القيس وعمرو بن أبي ربيعة وجرير والفرزدق وطرفة بن العبد وحمزة شحاتة وغيرهم وغيرهم.. من بلاد الفنون العربية الأصيلة وأرض الفروسية والمكونات الطبيعية المتنوعة والمناخات المختلفة والتضاريس المتكاملة جئنا هنا.. إلى الجمهورية الألمانية الاتحادية، حيث معرض فرانكفورت الدولي والمتاحف المتنوعة "متحف شتيدل.. Staedel الذي يعد من أبرز المتاحف في العالم، وكذلك متحف الهندسة المعمارية ومتحف النحوت القديمة في فرانكفورت ومتحف الفن الحديث الذي يعد واحداً من أجمل متاحف الفن الحديث في العالم. وأضاف يقول: جئنا إلى موطن الصناعات، بلد الفكر والثقافة، أرض الشعراء والفنون والفلاسفة، أرض المفكرين، أرض بيتهوفن وغوته وغونتر غراس وإيمانويل كانت وفريدريك نيتشه.. جئنا محملين بحضارة الشرق وفنونه، بسماحة الإسلام وقيمه، بتقاليد العرب وعاداتهم التي تحث على التعاون والمحبة والكرم والوفاء.. جئنا إلى بلاد قادت الفكر الإنساني وأثرت البشرية، حيث شارك الفلاسفة الألمان في تشكيل الوعي الفلسفي لدى الأمم كما كان للموسيقى الألمانية دورها الأكبر في تنمية الذائقة الإنسانية للموسيقى، وكان الشعراء والروائيون الألمان في مقدمة الشعراء والروائيين في العالم. وأبان أن المشاركين يتطلعون في هذه الأيام الثقافية إلى أن يقدموا صورة شفافة عن الحركة الثقافية والفنية في المملكة حتى يكون المواطن الألماني على معرفة ودراية بالفن والثقافة السعودية والتنوع الحضاري والإنساني والجغرافي، الذي تتميز به بلادنا فضلاً عن الدور الذي تقوم به في نشر قيم السلام والتسامح وحوار الحضارات التي تبناها ودعمها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بإنشاء مركز الملك عبدالله العالمي لحوار الحضارات، حيث جاء ذلك استشعاراً منه - رعاه الله - لمدى ما تعانيه دول العالم من صراعات وفتن ومشكلات. وعرج قائلاً: رأى - أيده الله - أهمية عقد لقاءٍ للحوار بين أتباع الأديان والثقافات للنظر في التحديات والقضايا التي تهم العالم والسعي لوضع خطة عمل شاملة لمعالجة المشكلات وتنسيق مفاهيم ومبادئ التسامح والتعايش وتعميق ثقافة الحوار بين الأمم.. ودائماً ما يدين فكرة الصدام بين الحضارات ويتطلع إلى أن يحترم كل طرف فيه الطرف الآخر ويحترم مقدساته وعقائده وهويته حتى يعيش الإنسان في أمن وسلام واستقرار. وقال: نؤكد على أن زيارتنا وإقامة هذه الأيام الثقافية في دولة تميزت بالإبداع في كل مناحي الحياة تأتي لتوثيق العلاقات الثقافية بين بلدينا والسعي إلى تبادل ثقافي وعلمي والاستفادة من التجربة الثقافية والفكرية التي تتميز بها ألمانيا، مؤكدا على القواسم المشتركة بين البلدين والمتمثلة في قيم العدل والتسامح والسلام والمحافظة على الاستقرار ونشر العلم والمعرفة والثقافة والفنون بما يتوافق وروح العصر وفق ضوابط إنسانية تسعى إلى البناء وتبادل الخبرات والاستفادة من المنجزات الحضارية والإنسانية والثقافية. وشهد الحفل تقديم لوحات فنية لأطفال مدارس الملحقية الثقافية ببرلين وعروض الفرق الشعبية لمختلف محافظات ومناطق المملكة، إضافة إلى افتتاح المعارض الفنية المشاركة في الفعاليات.