نوه معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة بما تقوم به منظمة اليونسكو من عناية بالثقافة والفنون، وقال: إنه مِنْ غيرِ شِعْرٍ ومِنْ غيرِ فَنٍّ لا أظُنُّنا بمستطيعينَ تصوُّرَ حياةٍ لا نَؤولُ فيها إلى ذاواتِنا بحْثًا عنْ ذلك الرُّوحِ الكامنِ فيها، نَلُوذُ إليها فنسترجِعُ إنسانيَّتَنا ونَشْعُر وقتَها كمْ دَمَّرَ الإنسانُ بالحروبِ والنِّزاعاتِ ثقافتَهُ بلْ ورُوحَهُ. وأوضح أنه بالثَّقافةِ نبحثُ في شِعْرِ الشُّعَراءِ، وفي إنسانيَّةِ الفلاسفةِ عنْ إنسانٍ تاهَ مِنَّا، وأمْضَيْنا دهرًا طويلًا ونحنُ نُفَتِّشُ عنْه، ولا بُدَّ أنْ نجدَهُ حتَّى لوْ غابَ، هكذا هي الثَّقافةُ وهكذا هو الفَنُّ، وهذه رِسالةُ الفنِّ والثَّقافةِ والأدبِ، مهما اختلفتِ الأعراقُ والألسنةُ والبلدانُ. جاء ذلك في كلمته في افتتاح فعاليات الأيام الثقافية السعودية التي تقام في مقر منظمة اليونيسكو بباريس وتستمر ثلاثة أيام. وأضاف وزير الثقافة والإعلام قائلا: أنا أنتمي إلى حضارةٍ جامعةٍ هي الحضارةُ العربيَّةُ الإسلاميَّةُ، وهي حضارةٌ منفتِحَةٌ على الآخَرِ، ليس بينها وبينه حُدُود أوْ سُدودٌ، وكمْ هو مُدْهِشٌ في العالَمِ القديمِ أنْ يُطْلِقَ العربُ والمسلمونَ على الفيلسوفِ اليونانيِّ أرسطو لقبَ (المعلِّمِ الأوَّلِ)، ويحتفي الفلاسفة المسلمونَ بالفلسفةِ اليونانيَّةِ اهتمامًا بالِغًا، ويُخْرِجون فيها كُتُبًا مختلفةً، والأمرُ نفسُهُ نجدُهُ مع الثَّقافاتِ الأخَرَى التي عُنِيَ بها المثقَّفُ العربيُّ قديمًا، وهذا يَدُلُّ على أنَّ الثَّقافةَ لها نَسَبُها الخاصُّ بها يتجاوزُ التَّاريخَ والجغرافيا، ويَنْفِي التَّعصُّبَ ولغةَ الرَّفْضِ، ولعلَّ الجميعَ يَعْرِفُ أنَّ الحضارةَ الإسلاميَّةَ جمعتْ وَرَعَتْ في الأندلسِ أديانًا مختلفةً وثقافاتٍ مختلفةً، في تجربةٍ إنسانيَّةٍ فريدةٍ، ما أحْوَجَنَا اليومَ إلى تمثُّلها وتأمُّلها. وأفاد أن المملكةَ تمتازُ في العالَمِ كلِّهِ بأنَّ في أرضِها مهدَ الرِّسالةِ الإسلاميَّةِ، وأنَّ في أرضِها نَشَأَ الحرفُ العربيُّ والثَّقافةُ العربيَّةُ العريقةُ، وقال: ولذلك فإنَّ بلادي تستشعِرُ هذا الإرثَ الحضاريَّ العظيمَ لثقافةٍ هي مِنْ أعرقِ الثّقافاتِ القديمةِ في العالَمِ، وقدْ أدركتِ المملكةُ دورَها التَّاريخيَّ ورسالتَها الثَّقافيَّةَ الحديثةَ فهي مِنْ الدُّولِ المؤسِّسةِ لميثاقِ منظَّمةِ اليونسكو سنةَ 1945م، وهذا يأتي تعبيرًا عنْ إدراكِ قادةِ المملكةِ لأهمِّيَّةِ الثَّقافةِ والفنونِ والآدابِ في نهوضِ الأُمَمِ والدُّوَلِ، ومُنْذُ ذلك الحينِ خطَتْ بلادي خطواتٍ مهمَّةً في حقْل التَّربيةِ والتَّعليمِ والتَّنميةِ الثَّقافيَّةِ والمحافظةِ على الآثارِ. وأكد معاليه أن الثَّقافةُ هي سبيلُنا إلى السَّلامِ ولا سَبِيلَ إليها إلّا بالحوارِ، فليسَ للبشريَّةِ مِنْ ملجأٍ اليومَ إلّا بإشاعةِ رُوحِ الحوارِ والسَّلامِ بينَ الأُمَمِ والشّعوبِ والثَّقافاتِ، وهو ما تدعو إليهِ الأديانُ وتنادي به الفلسفاتُ الإنسانيَّةُ التي دعا إليها الفلاسفةُ والمصلحون. وأشار في هذا الإطار إلى الشَّراكةِ التي تمَّتْ بين المملكةِ ومنظَّمةِ اليونسكو العامَ الماضي 2011، بتأسيسِ «برنامج عبدالله بن عبدالعزيز لتعزيزِ ثقافةِ السَّلامِ والحوار» وهو برنامجٌ يَسْعَى إلى تقويةِ لغةِ الحوارِ وثقافةِ السَّلامِ في دولِنا ومجتمعاتِنا ويَعْكِسُ كذلك حاجةَ شعوبِنا وثقافاتِنا إلى الحوارِ والتَّعارُفِ، وهو الدَّورُ المهمُّ والصَّعْبُ الذي تنهضُ بهِ منظَّمةُ اليونسكو، وهي تأخُذُ على عاتِقِها نَشْرَ لغةِ السَّلامِ عنْ طريقِ الثَّقافةِ والمعرفةِ. هذا وكان وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة قد افتتح الليلة ما قبل الماضية بحضور المديرة العامة لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو) إيرينا بوكوفا فعاليات الأيام الثقافية السعودية التي تقام في مقر اليونيسكو بباريس وتستمر ثلاثة أيام. من جهة أخرى وبحضور معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة أقيمت أمس ندوة «حوار الثقافات في مواجهة التحديات المعاصرة»، ضمن فعاليات الأيام الثقافية السعودية المقامة في مقر منظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) بباريس.