سادت موجة من المخاوف في أوساط سكان العاصمة اليمنية صنعاء بعد دخول المئات من مسلحي جماعة الحوثي إلى عدد من أحياء العاصمة، والاستيلاء على مبان ومهاجمة مواقع أخرى، من بينها جامعة الإيمان، التي يديرها الشيخ عبدالمجيد الزنداني. ودفعت هذه التطورات وزارة الدفاع إلى نشر دبابات حول منزل الرئيس عبدربه منصور هادي، الواقع في شارع الستين بالعاصمة صنعاء، الذي لا يبعد سوى بضعة كيلومترات عن منطقة الاشتباكات التي اندلعت أول من أمس، بين مسلحي جماعة الحوثي وأنصار حزب التجمع اليمني للإصلاح، تخوفا من تداعيات سلبية للأوضاع في العاصمة في ظل إصرار الجماعة على إسقاط العاصمة. وكان حي شملان في شمال صنعاء قد شهد أمس تقدما للحوثيين الذين اشتبكوا مع جنود من الجيش والأمن، ومسلحين قبليين. وقال شاهد عيان من سكان المنطقة ل"الوطن"، إن عددا من أهالي الأحياء في منطقة الاشتباكات اضطروا للنزوح من منازلهم، بينهم مسؤولون حكوميون، مؤكدا أن الاشتباكات تجري بمختلف أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، فيما أغلقت المدارس أبوابها أمام الطلاب؛ بسبب الاستيلاء عليها من قبل مسلحي الحوثي. وأضاف أن معلومات يتداولها السكان تفيد باستقدام مسلحين يتبعون حزب الإصلاح من خارج العاصمة، حيث يتمركزون في جامعة الإيمان التي تقع في شارع الستين الذي يقع في امتداده الغربي مسكن الرئيس هادي. بالمقابل، أفاد شاهد عيان أن الحوثيين يستقدمون مسلحيهم إلى المنطقة، وأن عددا منهم تمركز في مبان قيد الإنشاء، في ظل انتشار كثيف لمقاتليهم في منطقة شملان. ويبرز تخوف من احتمال هجوم الحوثيين على المنطقة المحيطة بجامعة الإيمان واقتحامها، وكذلك مقر الفرقة أولى مدرعات، وهما معقلان هامان للتحالف العسكري القبلي الديني المرتبط بحزب التجمع اليمني للإصلاح، ويمثلان رمزا لهذا التحالف وقوته. من جهة ثانية، اتهمت مصادر إعلامية مقربة من حزب الإصلاح قائد المنطقة العسكرية السادسة في صنعاء محمد الحاوري، بسحب النقاط العسكرية التابعة للجيش من جميع المواقع في شارع الثلاثين وشملان ومذبح شمال غرب العاصمة صنعاء"، مشيرة إلى أن الحاوري وجه النقاط التابعة للجيش بالانسحاب، وأنه حينما هاجم الحوثيون المنطقة صباح أمس، لم تكن هناك أية نقطة عسكرية أمامهم. وتتهم تلك المصادر الحاوري بالعمل وفقا لأجندة الرئيس السابق علي عبدالله صالح وجماعة الحوثيين، وأنه قام بتسليح مجاميع قبلية موالية لحزب المؤتمر الشعبي العام. وعلى صعيد مباحثاته السياسية بين الفرقاء، أكد مساعد أمين عام الأممالمتحدة ومستشاره الخاص لليمن جمال بن عمر، أن المشاورات ستتواصل في صعدة، في حين نقل الناطق الرسمي للجماعة قول الحوثي إن النشاط الثوري والشعبي لن يتوقف وسيظل مستمراً. وأوضح بن عمر أنه أجرى أول من أمس، محادثات مع الحوثي في إطار مشاوراته مع الأطراف المعنية؛ من أجل إيجاد حل سلمي للأزمة الراهنة في اليمن، وقال إن المحادثات التي استمرت 3 ساعات تركزت حول حلول الأزمة التي يمكن أن تحظى بتوافق جميع الأطراف، وأن تكون مبنية على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، ووصف المحادثات بأنها كانت بناءة وإيجابية، متمنيا أن تفضي إلى نتائج ملموسة.