نفذ أنصار عبدالملك الحوثي، توجيهات زعيمهم المتمثلة في تدشين المرحلة الثالثة من التصعيد، وحاولوا اقتحام مبنى مجلس الوزراء بالعاصمة صنعاء أمس، حيث لقي 8 منهم مصرعهم وجرح العشرات في اشتباكات مسلحة مع قوات الأمن التي أبطلت المخطط، وتصدت لهم. تسارعت الأحداث في اليمن أمس مع سقوط عدد من القتلى والجرحى في مواجهات وقعت بالقرب من مبنيي مجلس الوزراء والإذاعة في العاصمة صنعاء بين متظاهرين ينتمون إلى جماعة الحوثي وحراس المبنيين. وتأتي تلك التطورات في إطار التصعيد الذي قام به الحوثيون قبل يومين، من خلال احتلال عدد من الوزارات الحكومية وإغلاق مطار صنعاء الدولي؛ في وقت اشتبك فيه مسلحون مع قوات من الجيش في منطقة حزيز، المنفذ الجنوبي للعاصمة صنعاء، وتداعت القوى السياسية للتحذير من مغبة انزلاق البلاد إلى حرب أهلية. وكان محتجون قد أقدموا قبل ظهر أمس على اقتحام مبنى مجلس الوزراء، القريب من مبنى الإذاعة، إلا أن قوات الأمن منعتهم من ذلك، قبل أن تحدث مواجهات سقط على إثرها نحو 8 قتلى وعشرات من الجرحى في صفوف الطرفين. واتهمت الجماعة السلطات بارتكاب جريمة قالت إنها "ستحاسب عليها"، وإنها ستبدأ بتوفير حماية للمعتصمين، فيما أكد مصدر أمني أن أنصار الجماعة احتشدوا في محاولة لدخول المنطقة الأمنية الممنوع التجول فيها بالقرب من رئاسة الوزراء وحاولوا الدخول بالقوة لاقتحام المجلس، غير أن قوات الأمن المكلفة بحراسة المجلس قامت بواجبها القانوني ومنعتهم من ذلك. ودعا المصدر الأمني مجاميع الحوثي إلى الالتزام بسلوكيات التظاهرات والمسيرات السلمية، بعيدا عن الاعتداء على المصالح والمنشآت العامة وعرقلة حركة سير المواطنين وإقلاق السكينة العامة، مؤكدا أن الأجهزة الأمنية ستقوم بواجباتها الدستورية والقانونية في حفظ النظام وحراسة المؤسسات الحكومية والرسمية والحفاظ على الأمن والاستقرار، كما ناشد الجميع تغليب المصلحة الوطنية العليا على غيرها من المصالح الضيقة والأنانية والاستجابة لصوت العقل، وتجنيب الوطن مغبة الانزلاق إلى ما لا يحمد عقباه. وجاءت مسيرة أنصار الحوثي إلى مجلس الوزراء تلبية لدعوة وجهها إليهم في وقت متأخر من ليلة أول من أمس، زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي، في إطار المرحلة الثالثة من التصعيد الثوري، حسب تعبيره. وشوهدت يوم أمس سيارات تجوب الشوارع تناشد المواطنين التجمع في ساحة التغيير، التي تسيطر عليها الجماعة، كما نشرت قوات الأمن العشرات من الآليات العسكرية في المؤسسات الحكومية تخوفاً من أعمال عنف. وناشدت قوى سياسية الأطراف كافة الاحتكام إلى العقل لمعالجة الوضع المحتقن في البلاد، خوفاً من انزلاق البلاد إلى أتون حرب أهلية في ظل توافر السلاح في أيدي المواطنين بكثافة. في الأثناء وقعت اشتباكات محدودة بين قوات من الجيش وجماعة الحوثي في منطقة حزيز، المنفذ الجنوبي العاصمة، حيث يوجد المحتجون بالمنفذ في إطار خطة لحصار العاصمة صنعاء منذ أسابيع، وأكدت مصادر مطلعة أن إطلاق نار كثيف وقع بالقرب من معسكر السواد، حيث استخدمت الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، وقام مسلحون حوثيون بإغلاق المحلات بمنطقة حزيز بالقوة فيما قاموا بقطع شارع تعز الرئيس، الذي يربط العاصمة صنعاء بالعديد من مناطق البلاد، من بينها تعز، إب وعدن. في تطور أمني آخر قتل يوم أمس 3 جنود وأصيب 4 آخرون من أفراد الجيش ولقي ما لا يقل عن 10 من عناصر تنظيم القاعدة مصرعهم وجرح عدد منهم، في تجدد لهجمات إرهابية لعناصر التنظيم ضد قوات الجيش في محافظة حضرموت، شرق البلاد. وتصدى أفراد الجيش لهجوم بسيارة مفخخة وأسلحة مختلفة استهدف نقطة تفتيش عسكرية متمركزة شرق مدينة القطن بوادي وصحراء حضرموت، أعقبه اندلاع مواجهات مسلحة بين المهاجمين والجنود.