كشفت مصادر أمنية، أن الجيش اللبناني بدأ في تعزيز تواجده بجرود عرسال لمنع الإمدادات من بلدة عرسال عن المسلحين، وكذلك منع تنقلهم بين البلدة والجرود على خلاف ما كان سائداً قبل معركة عرسال. وقالت المصادر ل"الوطن": "إن الجيش اتخذ إجراءات مشددة حول مخيمات النازحين لم تعرفها من قبل، خصوصاً تلك التي تشكل البيئة الحاضنة لمسلحي الجرود". وشهدت بلدة عرسال حال من الحذر الشديد والقلق الأمني بعد وصول جثمان كايد غدادة الذي أعدمه تنظيم "داعش في جرود البلدة بعد أسبوع على خطفه وقد شيع أمس. كما قامت استخبارات الجيش ليلا بمداهمة تجمعات للنازحين السوريين في علمان شمال صيدا. في غضون ذلك ذبح تنظيم "داعش" أمس عسكريا ثانيا من الجيش اللبناني هو عباس مدلج "20 عاما"، وهو جندي من بين العسكريين الشيعة الأسرى لدى التنظيم. وكان قد فُقد الاتصال ب"مدلج" بعد اقتحام المسلحين موقع تلة الحصن في جرود عرسال، في الثاني من أغسطس الماضي. من ناحية ثانية، واصل المفاوضون مهمتهم في القلمون مع تنظيم "داعش" وجبهة النصرة؛ من أجل الإفراج عن العسكريين اللبنانيين الذين اختطفوا من قبل هذين التنظيمين الإرهابيين أثناء معارك عرسال بداية الشهر الماضي، وسط تأكيد من قبل الحكومة اللبنانية على تأمين الإفراج عن العسكريين دون المس بهيبة الدولة ووفق مبدأ المفاوضات ورفض المقايضات. وقال رئيس مجلس الوزراء تمام سلام: إن "لبنان لن يهزم أمام التحدّيات، وخصوصا أمام موجة الإرهاب التي يتعرض لها"، مشددا على "أهميّة تضامن اللبنانيين وتماسكهم لتمكينهم من مواجهة التحديّات الراهنة التي تأتي في مقدمتها اليوم مأساة العسكريين المخطوفين". وشدد على أن "مأساة العسكريين هي الشغل الشاغل لنا وهي تحتل الأولوية القصوى لدينا"، مشيرا إلى أن خليّة الأزمة الوزارية تتابع الملف "بأقصى درجات الحرص والجدّية والدقّة أملا بالوصول به إلى خاتمته السعيدة". من جهته، تفقد وزير العدل اللواء أشرف ريفي، المعتصمين من أهالي العسكريين عند الأوتوستراد الدولي في بلدة القلمون بالشمال وتضامن مع أهالي الجندي المخطوف إبراهيم سمير مغيط، وأشرف على فتح الطريق الدولية بشكل جزئي وبالاتجاهين. فيما نفى النائب ميشال المر، ما تداولته بعض وسائل الإعلام عن وجود عناصر مسلحة تابعة ل"داعش" في جرود بسكنتا وصنين، جازما أن هذا الخبر مجرد إشاعات لا أكثر، بهدف زرع البلبلة والقلق في نفوس أبناء المنطقة. وطمأن المر أنه لا وجود أبدا للمسلحين في هذه الجرود. وأصدر الجيش اللبناني بيانا نفى فيه صحة هذه الشائعات، فيما تردد على لسان الأهالي أن عناصر لحزب الله مسلحة شوهدت في المنطقة وزعمت أنها تتبع داعش لتخويف المسيحيين. يأتي ذلك في وقت لم يستبعد فيه قائد لواء حيرام "769" الإسرائيلي، أن يكون حزب الله قد حفر أنفاقاً تبلغ الأراضي الإسرائيلية، وقال إن "المواجهات المستقبلية مع لبنان ستكون أكثر شراسة ودماراً مما كانت عليه حرب غزة، وعنيفة جداً لما سيتم خلالها من استخدام نيران". من جانبه، نعى "حزب الله" أمس، أحد عناصره ويدعى حسن علي حيدر من بلدة أنصارية الجنوبية"، والذي قتل في تفجير جهاز التنصت الإسرائيلي الذي عثر عليه أول من أمس في جنوبلبنان في بلدة عدلون الساحلية على طريق صور، وأفادت قيادة الجيش اللبناني أن دورية تابعة لمديرية المخابرات فيها "عثرت على جسم غريب" في محيط عدلون وأنه "أثناء التحضير للكشف عليه، أقدم العدو الإسرائيلي على تفجيره عن بعد"، ما تسبب بمقتل شخص. كما شن حزب الله هجوما على رئيس كتلة المستقبل الرئيس فؤاد السنيورة، من دون أن يسميه على لسان الوزير محمد فنيش، الذي تناول كلام السنيورة في كلمة له في خلوة سيدة الجبل الأسبوع الماضي وإعلانه رفض "دولة الخلافة" كما "ولاية الفقيه". إلى ذلك، تعرض منزل نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري في أنفه لهجوم مسلح، لم تعرف أسبابه الفعلية بعد. وقام مسلحون ملثمون بالاعتداء على الحراس على مدخل المنزل واقتحموه، وتمكنوا من أخذ بندقيتين منه.