فيما تنشغل إيران بالحروب الدائرة في المنطقة، وتفتعل العديد منها، تهمل بإدارتها، أقاليم هممة في في الداخل الإيراني - ذات طابع سني - كإقليم الأحواز، الذي شهد تجمعات من قبل عشرات الأحوازيين، الغاضبين احتجاجاً على قرار الحكومة بنقل مياه نهر "كارون"، وتحويلها للعمق الإيراني، ما يرمي إلى تجفيف النهر، وإنهاء زراعة الأحوازيين - العرب -. وقال المركز الإعلامي للثورة الأحوازية إن نشطاء أحوازيين وزعوا منذ أيام دعوات عبر وسائل التواصل الاجتماعي الفيس بوك وتويتر، يدعون خلالها للاجتجاج على نقل مياه "كارون" إلى العمق الفارسي، مضيفاً المركز "أن الأحوازيين قدموا من أنحاء مختلقة من منطقة الأحواز المحتلة للمشاركة في الاحتجاج، منها مدينة "السوس، والخفاجية، والفلاحية، والأحواز العاصمة" وغيرها من المدن، ورفعوا لافتات تطالب بعدم تجفيف الأنهر الأحوازية التي تعد شريان الحياة للشعب العربي الأحوازي. وأشار المركز إلى تواصل احتجاجات الأحوازيين على السياسات الإيرانية، التي لم تكن وليدة اليوم، حيث خرجت أعداد كبيرة من الأحوازيين في احتجاجات مماثلة خلال الفترة الماضية، في محاولات للتأثير على سياسة الدولة الإيرانية، التي يضغط عليها نواب مدينة أصفهان، للإسراع في عملية نقل مياه نهر كارون إلى مناطقهم. وتعمل سلطات حكومة طهران منذ احتلالها للأحواز عام 1925 على تدمير البنية التحتية للأحواز، حيث نفذت العديد من سياسات القمع والاضطهاد ضد الشعب الأحوازي. وعمدت على عزل الإقليم عن العالم الخارجي، حيث تمنع وصول الإعلام ووكالات الأنباء إلى الإقليم، لإخفاء حقيقة ما يحدث في الإقليم، وعدم معرفة العالم ما يدور من انتهاكات ضد الأحوازيين، ووجهت المؤسسات الحقوقية الدولية في أكثر من مناسبة اتهامات للدولة الإيرانية بعدم احترامها حقوق الإنسان في الأقاليم التي تحكمها وشعوبها من عرقيات غير الفارسية.