انتشرت مجموعات "الواتس أب" التشكيلية بين الفنانين والفنانات، منها ما هو احترافي، إيجابي للساحة التشكيلية، ومنها ما هو قائم على الاجتهاد الفردي الذي يفتقر للرؤية. ورأى التشكيلي فهد النعيمة في حديثه إلى "الوطن" أنه لا يحبذ الانتماء لمثل هذه التجمعات الواتسية على الرغم من أهميتها في التواصل المجتمعي، ومعرفة الجديد في عالم التشكيل، إلى جانب الاطلاع على المعارض والفعاليات التشكيلية في كل مكان، استنادا إلى أن سلبياتها الكثيرة، على حد قوله، ابتعاد الفنان عن القراءة والاطلاع وممارسة الفن التشكيلي، وقد تعيقه كذلك عن الحالة الفنية التي يعيشها فينسحب منها أو يؤجلها بسبب قراءة الرسائل وتحليل المشاكل. فقد يرسل الفنان صورة عمله لبعض القروبات التشكيلية ثم يقابله نقد جارح يجعله يتراجع عن عرض العمل بسبب صورة قد تكون جودتها قليلة. واختتم النعيمة حديثه بأن يفكر في قطع كل أدوات الاتصال الاجتماعي لكي يتفرغ للفن بعيداً عن ما يشغل إبداعه. من جانبه يرى التشكيلي توفيق الحميدي بأن مجموعات الواتس أب تتفاوت من قروب لآخر من حيث إيجابياتها وسلبياتها، وأنه مشارك في ثلاث مجموعات متخصصة في الفن التشكيلي إلا أنها جميعاً لا تحقق الهدف المنشود منها، فهي تبتعد عن النقاشات والحوارات الفنية المتخصصة، وعن مقترحات تفعيل هذه المجموعات يرى الحميدي أن يناقش الأعضاء فيها قضايا تشكيلية جادة تفيد الحركة التشكيلية، وقراءة الأعمال الفنية التشكيلية للأعضاء، بما يحقق تلاقح الأفكار والرؤى فتعم الفائدة ويتحقق الهدف المنشود منها. بينما يرى التشكيلي فهد الجابري أن هذه المجموعات مهمة للتعريف بالفنان وبأعماله الفنية التشكيلية وربما يمتد للتسويق لأعماله، إلى جانب أنها تعد وسيلة تواصل جاذبة وسريعة، ولكي تنجح مجوعات الواتس أب في تحقيق أهدافها ذكر الجابري ضرورة أن يشرف عليها متخصصون ينكرون ذواتهم ويمتلكون الحس الإداري، إضافة إلى تفاعل الأعضاء في كل ما يطح من قضايا تتعلق بالفن التشكيلي. ويتفق التشكيلي أحمد راضي السبت مع الجابري في أن مجموعات الواتس أب قد حققت الهدف المنشود منها مع ضرورة أن تشمل هذه المجموعات شريحة متميزة من المبدعين والمبدعات الذين يمتلكون الثقافة العالية والحوار الهادف غير المتشنج، وأن يكون هناك عامل مشترك يجمع هذه المجموعة وتلك حتى تتحد الرؤية، وأن تناقش هموم التشكيل، بعيداً عن المهاترات وتصيد الأخطاء والزلات والمساهمة في بث الإشاعات. أما مدير فرع الجمعية السعودية للثقافة والفنون في الطائف التشكيلي فيصل الخديدي فأكد على أن هذه المجموعات قد أضافت الكثير من المعرفة والعلم، واختصرت الوقت والمسافة في تحصيل المعلومة وانتشار الأخبار، وفتحت أفقا أوسع للحوارات عند أصحاب التخصصات والاهتمامات الواحدة. وأضاف الخديدي بقوله: "بالرغم من الإيجابية العظيمة والفوائد الكثيرة لهذه الوسائط والسقف المفتوح للحرية التي تتمتع به إلا أنها كشفت عن القدرة الحوارية لبعض المنتسبين لها، وضعفها عند البعض الآخر".