ما أن انقضى ملف استحقاق رئاسة الوزراء العراقية، والتي شهدت شدا وجذبا من قبل رئيس الوزراء "المُزاح" جبراً، نوري المالكي، الذي أذعن أخيراً للعملية السياسية في العراق، إلا وتنفست عشائر العراق المنتفضة على نظام حكمة الصعداء، ما قاد زعيما قبليا كبيرا لتوعد داعش، بعد أن انقضت ما سماها ب"سنوات التهميش"، في إشارة إلى سياسة المالكي، التي اعتمدت تهميش الطائفة السنية، إلى أن انتفضت عليه. علي الحاتم زعيم قبيلة الدليم العراقية العريقة، قال أمس وفي مؤتمر صحافي لزعماء العشائر العراقية: "إن أبناء العشائر مستعدون للعمل مع رئيس الوزراء الجديد حيدر العبادي، شريطة أن يحمي حقوق الأقلية السنية، التي همشها سلفه نوري المالكي". وتوعد شيخ قبيلة الدليم، التي تسيطر على محافظة الأنبار، أحد كبرى المحافظاتالعراقية، والتي تشهد لأكثر من عامٍ ونيّف، اعتصام أبناء العشائر التي تقطنها ضد نوري المالكي، والذي اتهمهم حينها، ب"العمالة" للخارج تارةً، والخيانة العضمى تارةً أخرى، بالتصدي لتنظيم "داعش". وفي كلمة نقلها التلفزيون، قال علي الحاتم سليمان: "إن قرار قتال تنظيم الدولة الإسلامية الذي يمثل خطرا كبيرا على أمن العراق، سيتخذ في وقت لاحق، في رسالة جس نبض للنظام الجديد، ما إذا سيكون لديه القابلية في ذلك، أم سينتهج نهج من سبقه". من ناحية ثانية، أعلن فرع تنظيم القاعدة في اليمن "تضامنه" مع مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية" داعش"، وهدد بمهاجمة الولاياتالمتحدة لإعلانها "الحرب" على هذا التنظيم بالعراق. وقال تنظيم القاعدة في جزيرة العرب في بيان نشر مساء أول من أمس على مواقع المسلحين "إن إعلان أوباما الحرب على المسلمين في العراق وما تبعه من استهداف المجاهدين بالطائرات الأميركية يظهر جلياً أن العدو الصهيوصليبي ما زال هو الأخطر على أمة الإسلام". وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما أعطى الأسبوع الماضي الضوء الأخضر لتوجيه ضربات أميركية في شمال العراق لوقف تقدم المسلحين في الدولة الإسلامية الذي أدى إلى فرار عشرات الآلاف من الأقليات، خصوصا من المسيحيين والإيزيديين. ومن دون مبايعة زعيم الدولة الأسلامية أبوبكر البغدادي، دعا التنظيم المتطرف الناشط جدا في اليمن المسلحين إلى استهداف الولاياتالمتحدة ومصالحها في العالم. إلى ذلك، قال مسؤولون بالمخابرات الأميركية إن مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية الذين يقاتلون في العراق يبيعون النفط من الحقول والمصافي التي يسيطرون عليها لمجتمعات محلية ومهربين مما يزيد من مواردهم المالية الوفيرة. وأضاف المسؤولون أول من أمس أن بعض النفط على الأقل يستخدم لتشغيل محطة للطاقة استولوا عليها بعد أن سيطر الإسلاميون المتشددون على مساحات كبيرة من العراق بما في ذلك مدينة الموصل، مما أدى إلى مقتل آلاف الأشخاص وفرار مئات الآلاف.