بعد تخلي واشنطن وطهران وعدد كبير من القوى العراقية عنه، ازدادت أمس عزلة رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي، إذ أعلن حزب الدعوة الإسلامية الذي يشغل أمانته العامة رئيس الحكومة المنتهية ولايته نوري المالكي، دعمه لرئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي القيادي في ذات الحزب، في خطوة وصفت بأنها تمثل انشقاقا داخل الحزب الذي يعود تاريخ تأسيسه إلى العام 1957، من قبل رجل الدين الشيعي محمد باقر الصدر. وجاء في بيان نشر على الموقع الرسمي للحزب أمس، أن"عقبات وعوامل داخلية وخارجية حالت دون ترشيح المالكي وتم تسلم تأكيدات من قبل الكتل المنضوية في التحالف الوطني ومن الكتل الأخرى بأن يحظى المكلف لرئاسة الوزراء بالدعم والإسناد الكامل لتشكيل الحكومة ضمن المدة الدستورية"، مضيفا "بعد استكمال انتخاب رئاسة مجلس النواب ورئيس الجمهورية وبدء التوقيت الدستوري لتكليف رئيس لمجلس الوزراء فقد رشح حزب الدعوة الإسلامية الدكتور حيدر العبادي، والذي تم تكليفه باعتباره من ائتلاف دولة القانون ومرشحاً عن التحالف الوطني العراقي"، داعيا القوى السياسية إلى التعاون معه لتشكيل الحكومة الجديدة. وكان قياديون بارزون في الحزب منهم عبد الحليم الزهيري وعلي الأديب ووليد الحلي وعلى العلاق وعباس البياتي، أعلنوا تأييدهم للعبادي بوصفه مرشحا بديلا للمالكي. وفي العام 2006 غير الحزب نظامه الداخلي ليكون المالكي أمينا عاما له وهو المنصب الذي لم يعرفه الحزب منذ تأسيسه، وأدى ذلك إلى انسحاب أبرز قيادييه إبراهيم الجعفري، ليشكل تنظيما سياسيا جديدا باسم تيار الإصلاح، ويضم الحزب مجلس شورى ومكتبا سياسيا يتولى إصدار القرارات، وبيانه بخصوص دعم العبادي يؤكد بروز تيار داخل التنظيم يرفض المالكي. وكلف رئيس الجمهورية فؤاد معصوم، في الحادي عشر من الشهر الجاري مرشح التحالف الوطني لرئاسة الوزراء حيدر العبادي، بتشكيل الحكومة المقبلة، ولاقى التكليف ترحيباً محلياً ودولياً فيما أعلن المالكي رفضه التخلي عن المنصب. يذكر أن الولاياتالمتحدة التي صعد المالكي إلى السلطة للمرة الأولى أثناء احتلالها للعراق كانت قد أعلنت أنها ضاقت ذرعا به. وجدد البيت الأبيض أمس تأكيده على أنه سيكون سعيدا أن يرى حكومة يرأسها العبادي وحث المالكي على السماح للعملية السياسية بالمضي قدما، كما أعلن الزعيم الأعلى الإيراني في وقت سابق تأييده الشخصي للعبادي، وقال خامنئي في بيان على موقعه الإلكتروني: "أتطلع أن يحل تعيين رئيس وزراء جديد للعراق العقدة ويؤدي إلى تثبيت حكومة جديدة". كما رحب مجلس الأمن الدولي أول من أمس بتكليف حيدر العبادي بتشكيل حكومة جديدة في العراق، مطالبا إياه بالعمل سريعا على تشكيل حكومة جامعة وقادرة على دحر المتطرفين. وقال أعضاء المجلس ال"15" في بيان رئاسي صدر بالإجماع: "إن اختيار العبادي هو "خطوة مهمة" على طريق تشكيل حكومة جامعة قادرة على دحر تنظيم الدولة الإسلامية المتطرف الذي سيطر في الآونة الأخيرة على مناطق عراقية واسعة". أمنيا أفاد مصدر في وزارة الداخلية أمس، بأن 10 أشخاص سقطوا بين قتيل وجريح بسقوط قذائف هاون، في منطقة سبع البور، شمالي بغداد. وقال المقدم في الشرطة الاتحادية عبد الستار النعيمي ل"الوطن"، إن "قذائف هاون أطلقها مجهولون سقطت ظهر أمس، على مناطق سكنية في منطقة سبع البور، شمالي بغداد، مما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة 8 آخرين بجروح متفاوتة". وشهدت بغداد أمس، مقتل وإصابة 16 شخصاً بتفجير عبوتين ناسفتين استهدفت إحداهما حافلة لنقل الركاب في منطقة الشيخ عمر وسط بغداد، فيما كانت الثانية مزروعة على جانب الطريق قرب معارض بيع السيارات في منطقة البياع جنوب غربي العاصمة. وقالت مصادر أمنية ومسؤول محلي: "إن مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية يحتشدون قرب بلدة قرة تبة العراقية الواقعة على بعد 122 كيلومترا إلى الشمال من بغداد في محاولة فيما يبدو لتوسيع جبهة القتال مع قوات البشمركة الكردية". فيما قال محافظ الأنبار العراقية أمس، إنه طلب مساعدة الولاياتالمتحدة للتصدي لمتشددي التنظيم لأن معارضي التنظيم قد لا يقدرون على حرب طويلة. وأشار أحمد خلف الدليمي في تصريحات صحفية، إلى أن مطالبه التي نقلها خلال عدد من الاجتماعات مع الأميركيين تضمنت دعما جويا ضد المتشددين الذين يسيطرون على جزء كبير من الأنبار وشمال البلاد.