لاقى تكليف حيدر العبادي بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة خلفًا لنوري المالكي ترحيبًا دوليًّا واسعًا، أملا في استعادة الاستقرار بالعراق، والقضاء على الطائفية التي عززها المالكي خلال فترة رئاسته للوزارة. ورحب الأمينُ العام للأمم المتحدة بان كي مون اليوم الاثنين (11 أغسطس 2014) بما وصفه بأنه "تحرك للأمام صوب تشكيل حكومة في العراق" مُشيدًا بقرار الرئيس العراقي بتعيين حيدر العبادي رئيسًا لحكومة جديدة. وقالت استيفان دوجاريتش -المتحدث باسم الأممالمتحدة- للصحفيين، إن الأمين العام "يحث الدكتور العبادي رئيس الوزراء المكلف على تشكيل حكومة ذات قاعدة عريضة مقبولة لدى كل مكونات المجتمع العراقي". من جهته؛ أعرب البيت الأبيض عن أن نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن هنأ رئيس الوزراء العراقي المكلف حيدر العبادي في اتصال هاتفي، وتعهد بدعم أمريكي لحكومة عراقية لا تُقصي أحدًا، ناقلا له تحيات الرئيس أوباما. وقال البيت الأبيض في بيان عن الاتصال الهاتفي: "أعرب رئيس الوزراء المعين اعتزامه التحرك بسرعة لتشكيل حكومة لا تُقصي أحدًا وذات قاعدة موسعة قادرة على التصدي لتهديد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، وبناء مستقبل أفضل للعراقيين من كل الطوائف". هذا ورحبت الممثلةُ العليا للأمن والسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، بالقرار، وقال متحدث باسم آشتون في بيان: "نرحب بقرار الرئيس العراقي ترشيح حيدر العبادي رئيسًا لوزراء العراق خلفًا لنوري المالكي". وفي المقابل، قد لا يرحل المالكي (60 عامًا) الذي تولى الحكومة عام 2006 في هدوء، وقال المالكي: "سنصلح الخطأ بعد التعيين غير الدستوري لرئيس جديد للوزراء"، فيما أكد صهره حسين المالكي أنهم لن يظلوا صامتين إزاء تكليف العبادي بتشكيل الحكومة. يُذكر أنه تم ترشيح العبادي جاء من قبل التحالف الوطني العراقي، وهو تحالف شيعي رئيسي، حيث أعلن التحالف أنه رشح نائب رئيس البرلمان حيدر العبادي لرئاسة الوزراء. سيرة ذاتيه ولد رئيس الوزراء العراقي الجديد حيدر العبادي ببغداد سنة 1952 في بغداد وحصل على شهادة البكالوريوس من الجامعة التكنولوجية ببغداد في الهندسة الكهربائية سنة 1975 ، ثم حصل على شهادة الماجستير من جامعة مانشستر بإنجلترا ، ثم حصل على شهادة الدكتوراه في الهندسة الإلكترونية والكهربائية من الجامعة ذاتها سنة 1980. وظل العبادي لسنوات في لندن أثناء حكم الرئيس الراحل صدام حسين، وعاد للعراق بعد احتلاله سنة 2003. وانضم عبادي لحزب الدعوة الإسلامية سنة 1967 وأصبح مسؤولا عن تنظيمات الحزب في بريطانيا سنة 1977. وفي 1979 أصبح عضوا في القيادة التنفيذية للحزب، ثم تولى مسؤولية مكتب الشرق الأوسط للحزب -ومقره بيروت- سنة 1980. وفي 1982 أعدم نظام حزب البعث اثنين من إخوته بتهمة الانتماء لحزب الدعوة الإسلامية. وعيّن العبادي وزيرا للاتصالات سنة 2003 وأصبح مستشارا لرئيس الوزراء نوري المالكي سنة 2005 وانتخب رئيسا للجنة الاقتصاد والاستثمار والإعمار بمجلس النواب في السنة ذاتها، ثم انتخب عضوا في مجلس النواب العراقي سنة 2006 عن محافظة بغداد.