تتجه الحكومة الإسرائيلية إلى وقف أحادي لإطلاق النار في قطاع غزة على قاعدة هدوء مقابل هدوء دون تقديم أي التزامات من الجانب الإسرائيلي، وهو ما حدا بها إلى المسارعة في انتهاك الهدنة الإنسانية يوم أول من أمس في غزة قبل أن تعلن أمس عن قرارها عدم إيفاد أي وفد إسرائيلي إلى القاهرة للتفاوض حول وقف إطلاق النار رغم وصول وفد فلسطيني إلى هناك استجابة لدعوة مصرية. وبعد أن كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن أن هدف الحرب الإسرائيلية على غزة هو تدمير الأنفاق فقد قال مصدر عسكري إسرائيلي أمس "إن عملية تدمير الأنفاق في قطاع غزة توشك على الانتهاء، وقد يتم الإعلان خلال يوم أو يومين عن استكمالها". وبمقابل ذلك قرر المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية في نهاية مداولات استمرت 5 ساعات في تل أبيب ليلة أول من أمس عدم إرسال وفد إسرائيلي إلى القاهرة للتفاوض حول اتفاق دائم لوقف إطلاق النار في غزة. وقال مصدر سياسي إسرائيلي كبير، إن "المجلس الوزاري المصغر قرّر عدم إيفاد بعثة إسرائيلية إلى القاهرة للتفاوض حول وقف لإطلاق النار في قطاع غزة". وأضاف "أثبتت حركة حماس عدم مسؤوليتها وعدم مصداقيتها من خلال الأحداث الأخيرة، وقد آن الأوان أن يدرك ذلك المجتمع الدولي أيضًا". وتابع المصدر ذاته "إسرائيل بصدد استكمال عملية الجرف الصامد بالشكل الذي تراه مناسبًا وتفعل كل ما هو مطلوب للدفاع عن مواطنيها". وذكرت مصادر إسرائيلية أن إسرائيل تريد بذلك أن تتجنب التوصل إلى اتفاق يلزمها بعدد من الخطوات بما فيها رفع الحصار عن قطاع غزة والإفراج عن أسرى من السجون الإسرائيلية. وبعد أن أثارت الرأي العام الدولي بالادعاء أن (حماس) اختطفت أحد الجنود الإسرائيليين حيا رافضة التوجه إلى القاهرة قبل الإفراج عنه، فإنها عادت أمس إلى طرح فرضية موته، وذلك بعد أن أكدت حماس أنه ليس في حوزتها، وأنه قد يكون قتل بالنيران الإسرائيلية مع خلية من الحركة تم فقدان الاتصال معها. وفي هذا الصدد قال مصدر عسكري إسرائيلي "ليس من المستبعد أن يكون الضابط المخطوف هدار جولدين قد قتل". وأضاف "يواصل الجيش نشاطاته في منطقة رفح ويبذل كافة الجهود للحصول على معلومات حول مصير الضابط". وفي هذا الصد قالت (حماس) إن اعتماد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على الرواية الصهيونية المتضاربة بشأن الجندي المختفي، وفر الشرعية للاحتلال لارتكاب مجزرة رفح. وقال الناطق باسم الحركة سامي أبو زهري في تصريح مقتضب، إن بان كي مون يحمل شخصيا" قدراً من المسؤولية عن دماء شهداء رفح" جراء ذلك. وقد غادر وفد يمثل الطيف السياسي الفلسطيني برئاسة عضو اللجنة المركزية لحركة (فتح) عزام الأحمد أمس إلى القاهرة استجابة لدعوة مصرية. وضم الوفد ممثلين عن فتح وحماس والجهاد الإسلامي والجبهتين الشعبية والديموقراطية لتحرير فلسطين إضافة إلى حزب الشعب الفلسطيني. وكان الرئيس محمود عباس شكل الوفد الذي سيبحث المطالب الفلسطينية برفع الحصار عن غزة والإفراج عن أسرى من السجون الإسرائيلية ضمن مطالب أخرى. وكان من المقرر أن تجري مفاوضات غير مباشرة في القاهرة بوساطة مصرية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي إلا أن الجانب الإسرائيلي قرر عدم المشاركة. ولكن الجانب الإسرائيلي قرر استمرار إطلاق النار على المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة لليوم ال 26 على التوالي إذ أكدت معطيات فلسطينية استشهاد 91 فلسطينيا وإصابة العشرات مما أدى إلى استشهاد 1677 فلسطينيا وإصابة 8970 فلسطينيا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة قبل نحو الشهر. وتواصل أمس إطلاق الصواريخ من قطاع غزة على إسرائيل فيما أفيد عن إصابة 43 جنديا في غزة خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية.