على وقع استمرار تدفق نهر الدم في غزة وانتفاضة الضفة الغربية لنصرة لغزة، سعى وزير الخارجية الأميركي جون كيري للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة على مرحلتين وبضمانات دولية. وجاءت الجهود في اليوم التاسع عشر من العدوان الإسرائيلي على غزة حيث استشهد أمس 29 فلسطينيا في القطاع ليبلغ إجمالي عدد الشهداء 828 شهيدا و5300 جريحا وذلك خلال العدوان المستمر منذ 19 يوما. ويستند اقتراح كيري لوقف إطلاق النار في غزة إلى اقتراح فلسطيني وهو وقف إطلاق النار فورا يتلوه مفاوضات فلسطينية-إسرائيلية غير مباشرة بوساطة مصرية لبحث المطالب الفلسطينية مع ضمانات دولية بتنفيذ الاتفاق. في سياق متصل، كثف وزير الخارجية الأميركي اتصالاته مع الإسرائيليين من جهة ومع وزيري خارجية قطر وتركيا من جهة أخرى واللذين بدورهما تحادثا مع رئيس المكتب السياسي لحركة (حماس) خالد مشعل بشأن التهدئة الإنسانية، كما التقى كيري بوزير الخارجية المصري سامح شكري أمس، وأشار عقب اللقاء إلى أنه يعتقد أن هناك سبلا للمضي قدما في قضايا فتح معبري رفح وإريز المؤديين لقطاع غزة. بينما دعا وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى هدنة إنسانية لمدة سبعة أيام في غزة بمناسبة نهاية شهر رمضان الكريم وحلول عيد الفطر المبارك. وقال مسؤول فلسطيني ل"الوطن"، إن إحدى العقبات الأساسية أمام الاقتراح الأميركي هي إصرار إسرائيل على عدم سحب جنودها من غزة بعد إبرام اتفاق وقف إطلاق النار. ولفت إلى أنه "من أجل ذلك فإن كيري يصر على تسمية وقف إطلاق النار بأنه هدنة إنسانية بحيث إنه إذا نجحت المفاوضات يكون ذلك انتصارا للجميع وإذا ما فشلت فإن إسرائيل قد تعود إلى حربها على غزة". من ناحية ثانية، اجتمع المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية برئاسة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد عصر أمس في تل أبيب لبحث الاقتراح الأميركي ومستقبل العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة. وحذرت مصادر إسرائيلية من أنه "إذا رفضت حماس وقف اعتداءاتها فإن الجيش الإسرائيلي سيطلق المرحلة الثالثة من عملية الجرف الصامد التي ستشمل القضاء على أهداف حماس العسكرية في كافة أنحاء القطاع وتعميق التوغل البري الإسرائيلي". وأضافت المصادر أنه "تم الإيعاز إلى الجيش الإسرائيلي بإعداد العدة لاحتمال توسيع رقعة العملية العسكرية في قطاع غزة بصورة ملموسة الأسبوع المقبل، في حال رفضت حركة حماس المقترح الأميركي لوقف إطلاق النار". وكان جندي إسرائيلي قتل أمس خلال القتال في غزة ما رفع عدد الجنود الإسرائيليين الذين قتلوا خلال أسبوع إلى 33 جنديا إسرائيليا وإصابة العشرات بمن فيهم نحو 10 في حال الخطر الشديد. وفي تطور ملفت في الأحداث فقد انتفضت الضفة الغربية نصرة لقطاع غزة، إذا عادت مظاهر الانتفاضة من جديد إلى الضفة في مواجهات لم تشهد السنوات الأخيرة مثيلا لها في شدتها وزخمها بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال. وأعلنت مصادر طبية عن استشهاد 5 فلسطينيين في الساعات ال24 الماضية في مواجهات بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي في معظم أنحاء الضفة الغربية. ومن جهتها، قالت "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث "إن الاحتلال الإسرائيلي حرم عشرات الآلاف من المصلين من أداء صلاة الجمعة الأخيرة من شهر رمضان في المسجد الأقصى، للجمعة الرابعة على التوالي.