تقوم الجهات المختصة في السعودية بتحديث وتطوير الخطط الأمنية المنبثقة عن الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الإرهاب، في خطوة تعكس الاهتمام المستمر للجهات الأمنية بقيادة وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، على تطوير خططها الأمنية واستعداداتها الميدانية دوريا بما ينسجم والتطورات الأمنية بالمنطقة، ومواكبة المستجدات على الساحة الإقليمية وصعود نجم العديد من الجماعات الراديكالية المتطرفة التي تعتمد العمل المسلح أساسا لتحركاتها. وأوضح المتحدث الأمني بوزارة الداخلية اللواء منصور التركي ل"الوطن"، أن الاستراتيجية التي اتبعتها المملكة في حربها على الفئة الضالة منتصف العام 2003 نجحت في القضاء على "القاعدة" في الداخل، والمحافظة على الأمن والاستقرار بالمملكة، مما دفع بفلول التنظيم للاستقرار باليمن، للتخطيط للعودة وتنفيذ مخططاتهم الإجرامية من جديد. غير أن الخطط الأمنية المبنية على الاستراتيجية التي اعتمدتها الرياض لمكافحة الإرهاب، وأسفرت عن هزيمة تنظيم القاعدة قبل أكثر من 11 عاما، تتطلب التحديث الدوري لمراعاة كل ما يطرأ على الساحة العربية والإقليمية من متغيرات أمنية، بالإضافة إلى الأساليب المختلفة التي تلجأ إليها الفئات الضالة لتنفيذ جرائمها الإرهابية. وكانت السعودية قد أعلنت خلال الأشهر الماضية عن قائمة بأسماء جماعات إرهابية، منبهة مواطنيها من الانضمام إليها أو التعامل معها؛ وجاء منها: القاعدة وفرعاها في كل من العراق واليمن، وتنظيم داعش، وجماعة النصرة، والإخوان المسلمون، وحزب الله (فرع المملكة)، وجماعة الحوثي باليمن، وهو ما يعني أن الاستراتيجيات الجديدة التي تعمل عليها الأجهزة المعنية داخل البلاد تتخذ كل الإجراءات اللازمة للتعاطي مع تلك الجماعات كل على حدة. وتعرضت الحدود السعودية (الشمالية والجنوبية) منها لمحاولات استهداف من قبل الجماعات المسلحة، وذلك على إثر سقوط قذائف هاون بالقرب من إسكان حرس الحدود في عرعر، وقيام 6 من إرهابيي "القاعدة" باقتحام منفذ الوديعة الحدودي في الجمعة الأولى من رمضان الماضي. وفي تعليق اللواء منصور التركي على مخاوف الرياض من تمدد تنظيم ما يسمى بالدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) ومدى الخطر الذي يشكله على الحدود السعودية العراقية، أكد المتحدث الأمني أن الجهات الأمنية المختصة بالمملكة تتابع كافة التطورات الأمنية بالمنطقة باهتمام، وتباشر في تحديث وتطوير خططها المختلفة لمواجهة كافة الاحتمالات. وأضاف بالقول "رجالنا في كافة المواقع جاهزون للتعامل مع أي محاولات للنيل من الأمن والاستقرار بالمملكة". وفيما يخص أمن الحدود السعودية مع دول الجوار، قال التركي "حدود الوطن يحرسها ويدافع عنها رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه.. وهم على أهبة الاستعداد للدفاع والذود عن أمن الوطن واستقراره، وتضحياتهم خير دليل على شجاعتهم وإقدامهم في مواجهة الإرهابيين".