"إنّها جثة"..، يصرخ أحدهم بطواقم الإسعاف والدفاع المدني، التي دخلت إلى الحي، فور سريان التهدئة الإنسانية، لانتشال الجثث من تحت أنقاض بيوتٍ مر على قصفها أسبوع. يُسارع طبيب لانتشالها, وهو يصرخ من هول ما يرى "إنهّا متحللة"، يبكي ثلاثة شباب حوله، قالوا إن الجثة تعود لعمهم. على غير بعيد منهم، يقول أحد رجال الدفاع المدني، للصحفيين بغضب ومرارة، وقد اختنق من الغبار المتناثر:"لو أنّ مخرجا عالميّا، أراد أن يصنع فيلما يُبكي ملايين العيون، فإنّه لن يجد لقطات ومشاهد حيّة تنطق بكل الألم، كما هو الحال هنا في حي الشجاعية". وانتشلت فرق الانقاذ الفلسطينية جثث واحد وثمانين شهيدا فلسطينيا لقوا حفتهم اثر تواصل القصف الاسرائيلي على قطاع غزة لليوم العشرين من العدوان , وذلك مع دخول هدنة انسانية حيز التنفيذ. وتم انتشال ثلاث عشرة جثة من تحت الأنقاض في الشجاعية شرق غزة, فيما انتشلت ثلاث عشرة جثة أخرى في دير البلح ومخيم النصيرات. وانتشل تسعة شهداء في بلدة بيت حانون شمال القطاع.بينما انتشل عدد آخر في مناطق متفرقة ليرتفع عدد الشهداء إلى تسعمائة وواحد وستين شهيدا. و لم تؤد الهدنة إلى رفع الحصار عن مدينة خزاعة التي شهدت مجزرة اسرائيلية مروعة. ودخلت الهدنة الإنسانية بين كيان الاحتلالِ والمقاومة الفلسطيينة حيز التنفيذ عند تمام الثامنة بتوقيت القدسالمحتلة. وكانت المقاومة وافقت على الهدنة لاثنتي عشرة ساعة. الهدنة والتي تمت بجهود الأممالمتحدة أعلن الكيان الإسرائيلي التزامه بها بحسب مسؤول أمريكي. واكد جيش الكيان التزامه بالهدنة إلا أنه اعتبر أنها لا تعني السماح لأهل غزة بالعودة إلى المناطق التي فرض جيش الكيان اخلاءها تمهيدا لمهاجمتها. وشهدت غزة تصعيدا في الغارات الجوية قبيل دخول الهدنة حيز التنفيذ حيث استشهد ثلاثة وعشرون مواطنا أغلبهم من النساء والاطفال والمسنين.
رابط الخبر بصحيفة الوئام: انتشال 81 جثة من تحت الانقاض في «الشجاعية» بعد الهدنة