أعلن محافظ نينوى العراقية أثيل النجيفي، البدء بتشكيل كتائب من أهالي الموصل لطرد عناصر تنظيم الدولة الإسلامية "داعش". وقال النجيفي في كلمة متلفزة وجهها لأهالي نينوى أمس: "على مدى الأيام القليلة الماضية توالت نداءات واتصالات الشرفاء في الموصل بتشكيل كتائب مسلحة في داخل المدينة تقوم بملاحقة مجرمي داعش والعمل على طردها من الموصل، وإذا كان للقوى الداخلية والخارجية والفصائل الوطنية مواقيتها الزمنية فإن ميقات أهل الموصل قد أزف". مضيفا في كلمته التي بثتها فضائيات عراقية: "أنا اليوم أعيد ندائي الذي لم يمنحنا الجيش الفرصة لإكماله قبل 10 يونيو الجاري، فأنا أدعو أهالي الموصل إلى تشكيل كتائب مسلحة بقيادة عدد من ضباط الجيش العراقي السابق وضباطه الأشاوس لتحرير مدينة الموصل من داعش، وحمايتها من أي قوة غريبة غير مقبولة وستلقى هذه الكتائب كل الدعم والرعاية المطلوبين". كما دعا "كل الفصائل الوطنية للتعاون مع هذه الكتائب وأن تبدأ معنا بالإعداد لمشروع يعيد بناء منطقتنا يتجاوز إشكالات الماضي ويفتح أبوابا واعدة للمستقبل". وأضاف: "سيجد أهل الموصل خلال الأيام القادمة نشاط وتواصل تلك الكتائب وتنظيم عملها وتحديد أهدافها. إلا أننا سنبقى نؤكد حقيقتين لا رجعة فيهما، فلا عودة لجيش غدر بالموصل وأهلها ولا بقاء لداعش في الموصل". إلى ذلك، أبقت السلطات في إقليم كردستان العراق قوات البيشمركة في حالة تأهب تحسبا لأي تهديد قادم من تنظيم "داعش" في الموصل شمال العراق. وتم نشر قوات بيشمركة وقوى أمنية على طول 1050 كيلومترا، إضافة إلى إقامة نقاط تفتيش على الطرق المؤدية إلى الإقليم الكردي. وزاد التوتر على حدود الأقاليم المتاخمة للمناطق التي سيطر عليها داعش منذ سيطرته على الموصل في التاسع من يونيو الماضي، كما حدثت اشتباكات متفرقة، ولكن على نطاق ضيق ولم يصطدم الطرفان بشكل شامل. ميدانيا، أعلن مجلس محافظة بغداد أمس أن رئيسه رياض العضاض اختطف وأربعة من عناصر حمايته من قبل مسلحين يرتدون زياً عسكرياً، وفيما حمّل الحكومة مسؤولية الحادث، حذر من تأثيره في الأوضاع الأمنية. وقال عضو المجلس محسن الزوبعي ل"الوطن": "إن أعضاء مجلس المحافظة سيعقدون اجتماعاً طارئاً لبحث تداعيات حادثة اختطاف العضاض وأفراد حمايته، من قبل مسلحين يستقلون نحو 15 سيارة حكومية ويحملون أسلحة".محمّلا "الحكومة مسؤولية الحادث والحفاظ على حياة العضاض"، مشيرا إلى إجراء اتصالات بوزارتي الدفاع والداخلية ونفت علاقتهما بالحادث". وأفاد شهود عيان بأنهم شاهدوا سيارات تعود للجيش والشرطة وأخرى يستقلها مسلحون من بينهم شخص يضع العمامة السوداء ويرتدي بزة عسكرية حاملا رتبة رائد بالجيش، قامت باعتقال العضاض القيادي في قائمة "متحدون" بزعامة رئيس البرلمان السابق أسامة النجيفي. ونجا العضاض من هجوم بانفجار عبوة ناسفة في سبتبمر 2013 استهدف موكبه في شمال بغداد وأدى إلى مقتل أحد عناصر حمايته وإصابة آخرين. من جهة أخرى اتهم مندوب فرنسا لدى الأممالمتحدة "جيرار آرو"، في تصريحات له، رئيس الحكومة العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي بلعب ورقة الطائفية، وهو ما أوصل البلاد، بحسب آرو، إلى الوضع الذي هي عليه اليوم. وقال آرو: "الجميع كان يعلم أن سياسات المالكي شديدة الطائفية وتثير الانقسامات، وكانت ستتسبب برد فعل عاجلا أم آجلا، ولكننا لم نشأ التدخل بالشؤون الداخلية، ولكن الآن انهارت البلاد ووحدتها، ويجب على العراقيين إعادة بنائها عبر حكومة وطنية. نحن نشعر بخيبة أمل كبيرة أن المالكي لم يفهم هذا بعد ومازال يلعب لعبة الطائفية التي أوصلت البلاد إلى هذه الكارثة".