أعلن محافظ نينوى، أثيل النجيفي، أمس عن تشكيل كتائب مسلحة بقيادة عدد من ضباط الجيش السابق، لطرد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) من المدينة بعد إقدام التنظيم على استفزاز الأهالي بتفجير عدد من المراقد الدينية، ودعا النجيفي كافة الفصائل المسلحة السنية لدعم الكتائب. وأعلنت منظمة مدنية عن قيام «داعش» بهدم وتفجير أكثر من 30 مزاراً ومرقداً ومسجداً في الموصل وكركوك خلال أقل من شهر، وقالت منظمة «حشد» في بيان أمس إن «التنظيمات الإرهابية ومنذ سيطرتها على مدينة الموصل وأجزاء من محافظة كركوك أقدمت على هدم عدد كبير من المزارات والمراقد الدينية والأثرية التي يعود تاريخ بعضها إلى مئات السنيين وتحظى بقدسية واحترام كافة مكونات الشعب العراقي». واوضحت أن أبرز هذه المراقد قبور الأنبياء يونس وشيت وجرجيس ودانيال. وأن عدد المراقد التي تم هدمها ونسفها بواسطة مواد شديدة الانفجار وعبوات ناسفة هي 19 مرقداً ومزاراً دينياً للطوائف كافة وتسعة 9 مساجد». وقال في كلمة تلفزيونية إن «الحكومة الاتحادية تتحمل ما يجري في الموصل حيث احتكرت الصلاحيات الأمنية لنفسها»، وقال إن «القوات الأمنية انسحبت بشكل مقصود من الساحل الأيمن من المدينة لتفسح المجال أمام داعش لمعاقبة الأهالي، ولكن السحر انقلب على الساحر وخسرت القوات الأمنية الساحل الأيسر من المدينة». ودان النجيفي أفعال «الدولة الإسلامية» من تهجير المسيحيين وهدم المراقد والأضرحة التي تعتبر من أهم معالم المدينة، وطريقة الإدارة التي تتبعها «الدولة» في الإدارة من التعاليم المتشددة، وسوء الخدمات. ولفت النجيفي إلى أنه بدأ بإجراء اتصالات «بكل الأصدقاء من القوى السياسية في الداخل والخارج وعدد كبير من الفصائل المسلحة الوطنية لكي نعجل في تشكيل جبهة واسعة تسعى لإخراج داعش من مدينة الموصل وتمنع عودة أي قوة طائفية إلى محافظة نينوى مرة أخرى». وكشف أنه «على الرغم من القبول الداخلي والخارجي لهذا المشروع وقناعة الجميع بأن داعش لن يستطيع الاستمرار في الموصل طويلاً، إلا أن جميع تلك القوى الداخلية والخارجية لديها مشاريعها ومواقيتها وتريد أن تعمل وفق تلك المواقيت، ولكن للموصل أيضاً استحقاقاتها ومواقيتها التي لم تعد تحتمل الانتظار». وأشار النجيفي إلى أن «الأيام القليلة الماضية توالت نداءات واتصالات من داخل الموصل لتشكيل كتائب مسلحة داخل المدينة تقوم بملاحقة مجرمي داعش والعمل على طردها من الموصل». وزاد «أنا اليوم أعيد ندائي الذي لم يمنحنا جيش المالكي الفرصة لإكماله قبل 10 حزيران، فأنا أدعو أهالي الموصل إلى تشكيل كتائب مسلحة بقيادة عدد من ضباط الجيش العراقي السابق وضباطه الأشاوس لتحرير مدينة الموصل من داعش وحمايتها من أي قوة غريبة غير مقبولة وستلقى هذه الكتائب كل الدعم والرعاية المطلوبين». ولم يوضح النجيفي طبيعة وجهة الدعم الذي ستحصل عليه الكتائب المسلحة لمواجهة داعش، لكن قيادياً في أحد الفصائل المسلحة في الجانب الأيسر من المدينة،أكد ل «الحياة» أن «الفصائل المسلحة في المدينة، سواء العسكرية أو ذات التوجه الديني، بدأت عملية المواجهة مع داعش». وأضاف أن «داعش بدأ بخسارة حاضنته في المدينة، حيث أصبحت غالبية رجال الدين والأهالي والوجهاء متذمرين من التنظيم، ما أعطى دعوة المحافظ إلى تشكيل الكتائب المسلحة دعماً قوياً للفصائل المسلحة الوطنية». وأشاد القيادي في فصيل مسلح بالمحافظ أثيل النجيفي، قائلاً إنه «رغم السلبيات التي نسجلها على المحافظ إلا أنه وخلال فترة إدارته المدينة لم يقطع اهتمامه بضباط الجيش السابق، وكان على اتصال معهم للوقوف على احتياجاتهم، وهم الآن يحترمونه كثيراً».