شاءت الأقدار أن تحولها من مصابة بمرض السرطان إلى خبيرة في علاجه.. أحرقت أوراق العجز والخذلان، وحملت بين يديها الأمل بكل عزم وإصرار على صناعة البسمة من جديد، ليس على شفائها فحسب، بل إدخال الفرح على كل أنثى غزاها ذلك الداء.. لم تثنها الصدمة ولم يؤرقها الألم والصرخة بل فتحت لها آفاقا جديدة لحياة علمية مثيرة تحمل في طياتها رسالة نبيلة، هزمت الخوف وحملت على عاتقها كل وجع أنثى تجرعت مرارة الألم من داء، إذا أصاب لم يرحم بكل صبر واقتدار وشموخ وانتصار على تغيير صراعات المرض وويلات الألم إلى واحة من الأمل. استطاعت الدكتور سامية العمودي أن تحلق في سماء الإبداع حتى احتفى بها العالم وصافحها الإنجاز وقاسمها الرسالة الإنسانية الأبناء الدكتور سامية تخرجت عام 1981. وكانت ضمن أول دفعة بكلية الطب والعلوم الطبية بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة. وبعد 6 أعوام من التخرج تحصلت على الزمالة العربية في اختصاص النساء والتوليد عام 1987. وفي أبريل عام 2006 كانت هناك نقطة التحول في حياة الدكتور سامية حينما أصيبت بسرطان الثدي حينها فتحت آفاقا جديدة في حياتها العلمية والعملية ظهرت شجاعتها مبكرا لمواجهة هذا المرض، وسارعت في إصدار عدة كتب عن تجربتها مع سرطان الثدي باللغتين العربية والإنجليزية لنشر الوعي من هذا المرض، حيث أصدرت أول كتاب بالمنطقة العربية عن سرطان الثدي بلغة الإشارة لتوعية فئة الصم وفاقدي النطق بلغتهم ويعد الكتاب أول مخرجات مشروعها للتوعية بداء سرطان الثدي. وحصلت في عام 2007 على جائزة وزارة الخارجية الأميركية لشجاعة المرأة عالميا وتم اختيارها على مستوى الشرق الأوسط وتكريمها ضمن أشجع عشر نساء على مستوى العالم في الولاياتالمتحدة الأميركية وذلك لتحويل إصابتها بسرطان الثدي إلى رسالة توعية لكافة أطياف المجتمع، لم يتوقف العمل لدى سامية بل أسست الكرسي العلمي لأبحاث سرطان الثدي بجامعة الملك عبدالعزيز عام 2008. لم تكن الدكتور سامية بمفردها بل شاطرها الكفاح وحمل لولاء التوعية بسرطان الثدي ابنيها عبدالله وإسراء، اللذين ألفا كتابين الأول لعبدالله بعنوان: "السرطان بقلم الابن"، والثاني لإسراء بعنوان: "أنا وأمي وسرطان الثد"، ليشاركاها الدور الإنساني في توعية المجتمع. الدكتور سامية هي المؤسسة والمدير التنفيذي لمركز الشيخ محمد حسين العمودي للتميز في رعاية سرطان الثدي بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة وعضو مجلس إدارة الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان بجنيف وأول خليجية تفوز بمنصب عضوية مجلس إدارة الاتحاد الدولي بجنيف لمكافحة السرطان في تاريخ المنظمة، وتمت دعوتها كأول عالم زائر لمؤسسة الفريد هاتشينسون للسرطان في سياتل بالولاياتالمتحدة الأميركية كما أسست وترأست أول مجلة إلكترونية عن سرطان الثدي بالمنطقة العربية وأول مجلة إلكترونية بالشرق الأوسط باللغتين العربية والإنجليزية مُنحت وسام الشجاعة من الجمعية السعودية الخيرية لرعاية مرضى السرطان وتم إدراج نبذة عن قصتها بمناهج اللغة الإنجليزية في الثانوية المطورة بنين وبنات وتم إنتاج فيلم وثائقي يحكي قصتها مع المرض باللغتين العربية والإنجليزية، واحتلت المركز الحادي عشر في قائمة العلماء العرب الأكثر تأثيرا وعلى المركز 122 في قائمة ال500 أكثر شخصية مؤثرة في العالم العربي في مارس من عام 2011.