سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"الصيد" يقضي على غزلان فرسان.. و"الفطرية" تصمت انخفاض أعدادها خلال هذا العام بنسبة 58٪ عن السنوات الماضية * إبادة جماعية بمحمية "الجزر" ومطالبات بعقوبات رادعة
تسبب الاعتداء شبه اليومي والصيد الجائر المخالف، الذي يرتكبه المخالفون لنظام الهيئة السعودية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها، على غزلان "الإدمي" النادرة في محمية جزر فرسان، في تناقص أعدادها إلى أكثر من النصف، وذلك في غياب تطبيق عقوبات رادعة لمخترقي محمية الجزر ومخالفي نظام الصيد. ففي آخر إحصائية رسمية للحياة الفطرية حصلت عليها "الوطن" لأعداد الغزلان في محمية جزر فرسان، بلغ عددها 700 غزال هذا العام، في الوقت الذي كان عددها قبل عامين 1200 غزال، مسجلة انخفاضا في عدد الغزلان إلى أكثر من النصف بنسبة 58% عن السنوات الماضية، في مؤشر يدق ناقوس خطر تعرض هذه الفصيلة النادرة من الغزلان للانقراض من موطنها جزر فرسان والجزيرة العربية. وأكدت مصادر ل"الوطن" في فرع هيئة الحياة الفطرية بفرسان، أن دوريات الهيئة ضبطت خلال ال6 الأشهر الماضية 68 صيادا مخالفا في محمية الغزلان بالجزر. وففي مشاهد شبه يومية تتداول مواقع التواصل الاجتماعي بعض المشاهد والصور تثير استياء الكثير من أهالي فرسان لما يحصل للغزال الفرساني من صيد جائر، أدى إلى تناقص أعداد الغزلان في المحمية بشكل كبير. في الوقت الذي أكد فيه عدد من سكان جزر فرسان والمهتمين بحماية غزلان الجزر ل"الوطن"، أن المخالفات وطرق الصيد التي يستخدمها الصيادون المخالفون لنظام الهيئة السعودية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها في عمليات الصيد والإبادة الجماعية للغزلان بمحمية جزر فرسان متنوعة، حيث يستخدم المخالفون الدراجات النارية لمطاردة الغزلان وصيدها بشكل جماعي، كما يتم استخدام طريقة طرد الغزلان بالسيارات ورميها بالأسلحة النارية المتنوعة والممنوعة، كذلك مطاردة الغزلان بالدراجات النارية ليلا مستخدمين مصابيح "كشافات" قوية جدا تصل قوتها إلى مليون شمعة لكي تصيب الغزال بعدم الرؤية. وطالب سكان فرسان بضرورة سن عقوبات رادعة على المخالفين لنظام الصيد والمتسببين في تقلص أعداد غزلان الجزر النادرة. "الوطن" حاولت التواصل مع مدير فرع الهيئة السعودية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها بفرسان عبدالرحمن الحوباني، الذي اعتذر عن التصريح، مبينا أن المسؤولين في العلاقات العامة بالفرع الرئيسي بالرياض هم المخولون بالتصريح. وتمت مخاطبة الفرع الرئيسي منذ شهر ولم يصل رد للصحيفة حتى أمس. يذكر أن محمية جزر فرسان تقع في القسم الجنوبي الشرقي للبحر الأحمر، وتبعد حوالي 42 كلم عن ساحل منطقة جازان، وتبلغ مساحة المحمية حوالي 600 كلم مربع، وتضم مجموعة جزر فرسان أكثر من 84 جزيرة أكبرها جزيرة فرسان الكبير والسقيد "فرسان الصغرى" وقماح وهي الجزر الآهلة بالسكان الذين يعمل غالبيتهم في صيد الأسماك وزراعة الدخن والذرة.وتتألّف جزر فرسان من مسطّحات من الأحجار الجيريّة الشّعابيّة، يتراوح متوسّط ارتفاعها عن سطح البحر بين 10 و20 متراً. أما أقصى ارتفاع فهو 75 متراً حيث تسمى هذه المرتفعات محلّيا بالجبال. وهناك عدد من الأودية القصيرة التي تنتهي إلى البحر، أما السّواحل فمغطاة برمال كلسيّة بيضاء نتجت عن تحطّم الشّعاب المرجانيّة والأصداف البحريّة. ومن أهم أنواع الأشجار فيها السمر والبلسم والسّدر والأراك، إلى جانب أشجار الشورة والقندل التي تكون أيكات ساحليّة كثيفة، كما انتشرت فيها مؤخرا أشجار المسكيت أو البروسوباس الدخيل. ويميز المحمية وجود ظبي الإدمي الفرساني المتوطن في بعض جزر فرسان، إضافة إلى النمس أبيض "الذّنب" وعدد من القوارض، أما الطيور فتمتاز بتنوعها ووفرتها في المحمية خاصة الطيور المائية والشاطئية والمهاجرة ومن أهمها العقاب النساري والبجع الرمادي والنورس القاتم ومالك الحزين وصقر الغروب وأنواع من القماري، وكذلك توجد في المحمية بعض العظايا والثعابين.