تعتبر جزر فرسان محميات طبيعية لحيوانات ونباتات عدة مثل الغزلان والطيور والسلاحف وأشجار المانجروف والشعب المرجانية وكل ما تضفيه الجزيرة من جمال وتوازن طبيعي، إذ تحيط بأرخبيل من 200 جزيرة بعضها مأهول بالسكان الذين يتعايشون مع كون مواطنهم محميات لإحساسهم بقيمتها وأهميتها كحامية لتلك الأنواع النادرة من الانقراض، خصوصاً الغزلان التي أخذت أعدادها بالتقلّص، بوجود العوامل الحديثة كالصيد والكهرباء، إلا أنها استعادت توازنها بهجرتها إلى فرسان. وذكر رئيس محمية فرسان سابقاً زيلعي محمد أن الغزال الفرساني فصيلة نادرة والوحيد من نوعه على مستوى العالم، ويسمى عند الأهالي باسم «الغزال الآدمي»، كما أن مواقع تكاثر الغزلان في فرسان تتركز في وادي مطر وقرية المحرق والقصار ووادي الشام وجبال المغاوي وقرية صير، وبعض الجزر كجزيرة زفاف وبعض الجزر القريبة من جزيرة فرسان، مشيراً إلى أن طعام الغزلان يتركز على شجرتي البشام والسلام، إلى جانب بعض الحشائش الموسمية، ولا تشرب الماء كثيراً، فإذا عطشت تذهب لشاطئ البحر أثناء تأخر هطول الأمطار وتقوم بشرب كمية قليلة جداً. وعن تكاثر وتوالد الغزلان، أوضح أن المحمية بطبيعتها هادئة وأينما وجد الهدوء وعدم وجود الحيوانات المفترسة فإن الغزلان تتوالد وتتكاثر بكل طمأنينة سواء في جزيرة فرسان أم في الجزر التي لا يوجد بها سكان، وأن الغزال يلد في السنة مرتين وربما يلد بتوأم، لافتاً إلى أن تاريخ توطين الغزلان يوضح أنه في العهود القديمة لم تكن الجزر مأهولة بالسكان ولا بالغزلان، وقد تكون الغزلان جاءت إلى فرسان لسببين، أولهما أن أحد السكان جاء إلى جزر فرسان مصطحباً أغناماً وغزلاناً، ولم تتعرض إلى الهلاك والافتراس، والسبب الثاني أنها هربت من مخاطر الافتراس من الحبشة ومن سهول جازان، خصوصاً أنها تجيد السباحة، إذ أحست بالهدوء وتوالدت وتكاثرت وعاشت إلى عهدنا الحاضر. وقال المواطن ياسر محجب إن الغزلان كانت في السابق لا تحتاج إلى محمية، إذ كانت المهجنة تتربى في المنازل، وغير المهجنة تأتي للبحث عن الطعام في معظم الأحيان، وكانت تسير في قطعان يصل عدد القطيع منها الى العشرات، ولكن وجود الآليات ووسائل الصيد كالسيارات والكهرباء أثارها وجعلها تهرب، مشيراً إلى أن ذلك فتك بالكثير من الغزلان في ظل غياب الرقابة والمنع، وأخذ عدد الغزلان في التناقص والتقلّص، حتى أنشئت هيئة حماية الحياة الفطرية في فرسان لتبدأ الغزلان في استعادة توازنها.