لا يختلف اثنان على أن منطقة جازان تشهد - وبوتيرة مسرعة عن غيرها من مناطق المملكة، نهضة اقتصادية ونموا عمرانيا يتزامن معهما حراك تجاري شامل، وفق خطة إستراتيجية واضحة المعالم، الأمر الذي يجعل المنطقة مقبلة على تنمية شاملة في غضون فترة قريبة. ومنطقة جازان لديها من الإمكانيات والمقومات ما يؤهلها لتكون سلة الخير والغذاء للمملكة والبلدان المجاورة فهي تتمتع بأرض خصيبة ومياه متوافرة وخبرة كبيرة في الزراعة، فضلا عن سواحل عريضة وممتدة على ساحل البحر الأحمر، كما أن مناخها ووجود الصحاري والمرتفعات والأجواء والمناظر الطبيعية الخلابة، يجعلها نافذة سياحية ومقصدا للراحة والاستجمام. ولا تمر فترة زمنية إلا وأزور منطقة جازان بوابة المملكة الجنوبية، وأشعر بسعادة كبيرة مما أراه من نهضة وعمران ونمو اقتصادي تجاري بصورة تسابق الزمن لتظهر المنطقة وكأنها تضيف لبنة قوية في بنيان الاقتصاد السعودي. وجازانالمدينة تعتبر نموذجا رائعا للتمازج بين الطبيعة والعمل البشري المبدع لترسم لوحة جميلة، زاد من روعتها وجمالها الجهود المضنية التي يبذلها أميرها محمد بن ناصر بن عبدالعزيز ومعاونوه من الجهاز الإداري والتنفيذي المتمثل في إمارة المنطقة والمجلس البلدي ومجلس المنطقة، حيث يعزف الجميع منظومة العمل الجاد والبذل والعطاء بلا كلل أو ملل لتأمين حياة كريمة لسكان جازان وما حولها من مناطق. ومن يتجول في شوارع جازان حاليا يشاهد على نحو بيّن علامات النهضة والبناء والإنتاج، فمدينة الملك عبدالله الصناعية خير شاهد، وجامعة جازان صرح علمي متفرد، والكورنيش بمقوماته الفريدة يضاهي نظيره في جدة، وملامح وبصمات البلدية واضحة للعيان، حيث الحدائق الواسعة والشوارع النظيفة، بجانب المراقبة المستمرة للمحلات والبوفيهات وغيرها. وما سبق يضاف إليه طيبة أهلها الممزوجة بأحاسيس مرهفة فهم أهل الأدب والبلاغة، مولعون بالشعر فالصغير ينظمه والكبير يتذوقه في جو مفعم بالإبداع، فهم أهل بلاغة وأدب ولغة سليمة صافية، فهي كما أورد الكثير من المؤرخين مدينة العلماء والشعراء والأدباء، كما يعشقون الثقافة والفن والرياضة ويحتضنون المواهب الصغيرة. جازان مدينة ذات مناخات جميلة، ففيها فصول السنة مجتمعة في آن واحد، ولديها طبيعة خلابة من جبال وشواطئ ومزارع تفيض بالخير والبركة على سكانها ومواطني المملكة، وقد زاد من جاذبية ورونق هذه المدينة أن سكانها مجبولون بالفطرة على حب الضيف من حيث إكرامه والتفاني في خدمته، متمسكون في ذلك بثوابتنا وموروثنا الذي أوجد في قلوب الجميع المشاعر الصادقة من محبة وسعادة دائمين. وقد لمست بنفسي كيف أن المستثمرين يتحركون نحو منطقة جازان التي لم تعد طاردة لأبنائها وللمستثمرين كما كان يشاع، بل على العكس يزداد وجود أبنائها، ورجال الأعمال فيها ويتزايد يوما بعد يوم لدرجة أن جازان باتت من المناطق الجاذبة في المملكة، حيث تتدفق الاستثمارات وتتسع المناشط الاقتصادية وتتسارع المشاريع الإنتاجية التي تحتضن المئات من الشباب الباحث عن العمل وفق منظومة عمل ذات حوافز عالية. وهذا يدفعني إلى مناشدة إخواني من رجال الأعمال إلى المبادرة بالاستثمار في جازان في السياحة وغيرها، وستكون فرصة مواتية لهم ليسهموا في نهضة هذه المنطقة ورد الجميل لسكانها الذين هم أهل عطاء وإنتاج ورغبة في التواصل الاجتماعي والإنساني. إن جازان أصبحت الآن بفضل من الله "جدة الجديدة" حيث ينتظرها مستقبل واعد ومشرق، فعلينا أن نسابق الزمن في أن نرتقي بهذه البقعة الغالية على قلوبنا جميعا وأن نساعد في تنميتها ودوران عجلة الإنتاج فيها بأقصى سرعة ليأتي إلينا مردودها بالخير الوفير إن شاء الله.