عدت للتوّ من زيارة إلى مدينة جازان بوابة المملكة الجنوبية، وقد هالني ما رأيت من نهضة وعمران يسيران على قدم وساق وبصورة تسابق الزمن لتضيف إنجازات أخرى إلى هذه المنطقة الجميلة. وعلى الرغم من أني من الزوار الدائمين لجازان، بل وأزعم أني من المتيمين المحبين لهذه المنطقة إلا أن زيارتي الأخيرة كانت مختلفة من حيث الجمال الذي شاهدته ووتيرة العمل الدؤوب الذي لمسته. وجازان تعد نموذجا رائعا لتلاقي الطبيعة مع العمل الإنساني البشري لترسم لوحة جميلة، زاد من روعتها وجمالها الجهود المضنية المبدعة التي يبذلها أميرها محمد بن ناصر بن عبدالعزيز ومعاونوه من الجهاز الإداري والتنفيذي المتمثل في إمارة المنطقة والمجلس البلدي ومجلس المنطقة، حيث الجميع يعزف منظومة العمل الجاد والبذل والعطاء بلا كلل أو ملل لتأمين حياة كريمة لسكان جازان وما حولها من مناطق. ومن يتجول في شوارع جازان حاليا يرى على نحو بيّن مشاهد النهضة والبناء والإنتاج في كل حي، فمدينة الملك عبدالله الصناعية خير شاهد، وكورنيش جازان بمقوماته الفريدة يضاهي نظيره في جدة، كما أن ملامح وبصمات البلدية واضحة، حيث الحدائق الواسعة والشوارع النظيفة، وإزالة المخلفات على مدار الساعة، بجانب المراقبة المستمرة للمحلات والبوفيهات وما شابه ذلك. وما لفت نظري هذه المرة هو أن جازان لم تعد منطقة طاردة لأبنائها وللمستثمرين كما كان يشاع، بل على العكس يزداد وجود أبنائها، ورجال الأعمال فيها ويتزايدون يوما بعد يوم لدرجة جعلت الجميع يتحدث عن أن جازان باتت من المناطق الجاذبة في المملكة، حيث تتدفق الاستثمارات وتتسع المناشط الاقتصادية وتتسارع المشاريع الإنتاجية التي تحتضن المئات من الشباب الباحث عن العمل وفق منظومة عمل ذات حوافز عالية. جازان مدينة ذات مناخات جميلة، ففيها فصول السنة مجتمعة في آن واحد، ولديها طبيعة خلابة من جبال وشواطئ ومزارع تفيض بالخير والبركة على سكانها ومواطني المملكة، وقد زاد من جاذبية ورونق هذه المدينة أن سكانها مجبولون بالفطرة على حب الضيف من حيث إكرامه والتفاني في خدمته، متمسكون في ذلك بثوابتنا وموروثنا الذي أوجد في قلوب الجميع المشاعر الصادقة من محبة وسعادة دائمين. أهل جازان مولعون بالشعر بجميع أشكاله فالصغير ينظمه والكبير يتذوقه في جو مفعم بالإبداع، فهم أهل بلاغة وأدب ولغة سليمة صافية، إنها مدينة العلماء والشعراء والأدباء، كما يعشق أهلها الثقافة والفن والرياضة ويحتضنون المواهب. إنني أدعو إخواني وزملائي من رجال المال والأعمال إلى المبادرة بالاستثمار في جازان في السياحة وغيرها، وستكون فرصة مواتية لهم ليسهموا في نهضة هذه المنطقة ورد الجميل لسكانها الذين هم أهل عطاء وإنتاج ورغبة في التواصل الاجتماعي والإنساني. إن جازان أصبحت الآن بفضل من الله وبجهود أميرها المحبوب ومعاونيه "جدةالجديدة" حيث ينتظرها مستقبل واعد ومشرق، فعلينا أن نسابق الزمن في أن نرتقي بهذه البقعة الغالية على قلوبنا جميعا وأن نساعد في تنميتها ودوران عجلة الإنتاج فيها بأقصى سرعة ليأتي إلينا مردودها بالخير الوفير إن شاء الله.