جازان درة البحر الأحمر، وواحدة من المناطق الواعدة اقتصاديا واستثماريا التي ستصبح محط رجال المال والأعمال قريبا، بما أوتيت من مقومات النهضة والتطور والحياة في شتى مناحيها. هذا الرأي ليس نابعا من العاطفة أو المجاملة، إنما الواقع يدعم ذلك بقوة، فجازان تعيش حالياً نهضة اقتصادية بكل معاني الكلمة، حيث تشيد المناطق الصناعية الضخمة التي تحتوي الآلاف من الشباب السعودي الباحث عن وظيفة شريفة وكريمة. هذه النهضة قوامها التيسيرات والخدمات الكبيرة التي تقدمها إمارة منطقة جازان والأمانة وجميع الدوائر الحكومية والغرفة التجارية إلى المستثمرين الذين يأتون من كل مناطق المملكة للاستفادة من الفرص الاستثمارية الضخمة، حيث يتابع -وقد لمست ذلك بنفسي- أمير منطقة جازان سمو الأمير محمد بن ناصر ويباشر كل الخطط الاستثمارية والبرامج الإنمائية، ويوجه فورا بتذليل أي صعوبات قد تواجه المستثمر أو تقيد من ضخه الرساميل الخاصة بالمشاريع المختلفة. إن جازان ذات طبيعة خاصة ومميزة، فجميع فصول العام تجدها على مدار السنة والساعة وفي كافة مناطقها، كما أن لديها مقومات سياحية وتجارية وصناعية وزراعية لا مثيل لها من حيث الجبال والسهول والوديان والخضرة، كما أنها تطل على البحر الأحمر بسواحل ممتدة وعريضة، فضلاً عن أن هناك مناطق فيها لها طبيعة خاصة مثل فيفا وجزر فرسان وغيرها، الأمر الذي جعل من جازان مصيفا ومشتى في آن واحد. وهناك نقطة مهمة، أود الإشارة إليها هي أن جازان منطقة زراعية، ففيها تكثر أشجار المانجو والتين والموز وغيرها من الفواكه والخضروات، مما يجعل الكثيرين يطلقون عليها سلة غذاء وفواكه المملكة والخليج. وإضافة إلى الفواكه، هناك الثروة السمكية المتمثلة في جميع أنواع الأسماك، وأسماك الحريد، حيث إن هناك موسما خاصا لهذه النوعية من الأسماك الجميلة، كذلك الروبيان وفواكه البحر المعروفة من محار وقواقع وغيرها، وهي أشياء يتم تصديرها إلى باقي مدن المملكة وإلى الخارج، وتقام عليها صناعات تجتذب الكثير من الشباب. وفوق كل ما ذكرت، يتميز شعب جازان -مثل باقي شعوب المملكة- بالضيافة والكرم وحب من يفد إليهم مع بشاشة الوجه وحسن الخلق، كما أن الكثير من أبناء جازان لديهم ذائقة أدبية وبلاغية كبيرة، لذا هم شعراء وأدباء وكتاب لا يشق لهم غبار، وقد دعم ذلك الطبيعة الخلابة التي تحفز قرائحهم فينطلق الشعر والأدب والبلاغة على ألسنتهم غزيرا وفياضا، إضافة إلى أطباء وفنانين ورياضيين من الدرجة الأولى، كما أن جامعة جازان سيكون لها مستقبل واعد، حيث تعظم في نفوس شباب جازان الطموح لحب العمل والتفاني والإخلاص. إنني أدعو رجال الأعمال والمستثمرين إلى المسارعة بالاستثمار في جازان وإقامة صناعات ومشاريع تنموية حقيقية ومحفزة، وأعتقد أن كثيرا منهم بعدما حدثته اقتنع بالفكرة ووافق على زيارة جازان على الطبيعة والوقوف على ما تحتاجه من مشاريع تحقق الخير والنماء لأبناء جازان. ومن جانبنا، فقد بادرنا إلى تدشين العديد من المشاريع السياحية، كذلك أقدمنا على إطلاق معهد الحكير العالي للتدريب الفندقي هناك لتوفير وإعداد كوادر سعودية تعمل في مجال السياحة والفندقة. وتبقى كلمة أخيرة هي أن على رجال الأعمال المبادرة بضخ الرساميل إلى منطقة جازان وبقية مناطق المملكة لإظهار الوجه الحقيقي لرجال الأعمال وبيان دورهم في المجتمع ومسؤوليتهم الاجتماعية الحقة.فهنيئا لجازان بكل إنجازاتها ومستقبلها وما خطط لها، وهنيئا لها بمطارها الذي يحمل اسما غاليا على قلوبنا هو خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز. رئيس مجموعة الحكير للسياحة والتنمية