في وقت زعم فيه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، بإصداره عفواً عاماً عن أبناء العشائر ممن "لم تتلطخ" أيديهم بالدماء، كانت طائراته المقاتلة تُمطر محافظة الموصل بالبراميل المتفجرة، بحثاً عمّن تسميهم ب"المسلحين". يأتي ذلك، فيما اتجهت مقاتلات المالكي أيضاً، إلى قصف مقر لأحد المراجع الشيعية، جراء معارضة الأخير لنظام رئيس الوزراء، والذي لم يجد بُداً من تسوية مقره بالأرض. وبينما اندلعت اشتباكات مسلحة في محافظات كربلاء والديوانية والبصرة بين أنصار المرجع الشيعي محمود الصرخي المعروف بآرائه المخالفة للمراجع الشيعية في العراق، وعناصر من قوات الجيش وجهاز مكافحة الإرهاب المرتبط بمكتب رئيس الوزراء نوري المالكي المعروفة باسم "سوات"، وطبقا لرواية شهود عيان، فإن القوات الحكومية استخدمت الطائرات المروحية وقتلت عددا من أتباع الصرخي. وعزا الإعلامي في محافظة كربلاء ماجد الخفاجي، أسباب اندلاع المواجهات إلى محاصرة منزل ومكتب الصرخي الواقع في حي السعد وسط المحافظة، بمزاعم سعيه لجمع السلاح لتنفيذ عمليات مسلحة في محافظات الجنوب". موضحا أن "أتباع الصرخي اضطروا إلى حمل السلاح دفاعا عن زعيمهم". وأعلن مسؤول محلي في المحافظة اندلاع اشتباكات مسلحة منذ مساء أول من أمس، مؤكدا فرض حظر شامل للتجوال في المدينة، وإغلاق منافذ الدخول إليها وقطع شبكة الاتصالات والإنترنت في المنطقة، موضحا أن "الطائرات قصفت مقر الصرخي، فيما اقتحمت الفرقة التكتيكية التابعة لجهاز مكافحة الإرهاب المقر وعملت على مسح المكان بالكامل واعتقال جميع الموجودين بداخله".وينتشر أتباع الصرخي المعروف بآرائه المخالفة للمراجع الشيعية في النجف في محافظات كربلاء والديوانية وواسط وفي حي الشعلة شمالي العاصمة بغداد. ولطالما تعرض أتباعه إلى الملاحقة من جهات أمنية لأنهم بنظر معظم رجال الدين الشيعة يتبنون أفكارا لاتمت بصلة إلى المذهب. من جانبهم، ندد ناشطون مدنيون معنيون بالدفاع عن حقوق الإنسان بالاستخدام المفرط للقوة العسكرية في ملاحقة أتباع الصرخي، مشددين على الحفاظ على حياة المدنيين وممتلكاتهم في مناطق الاشتباكات. وقال الناشط المدني إحسان الشبلي ل"الوطن": "إن هذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها أنصار الصرخي للملاحقة من قبل الجهات الأمنية في محافظات كربلاء والنجف والبصرة والديوانية، بحجة حمل السلاح ضد النظام". سياسيا وفي إطار المشاورات داخل الكتل النيابية لاختيار مرشحيها لشغل مناصب الرئاسات الثلاث الجمهورية والبرلمان والحكومة، قال عضو ائتلاف العربية بزعامة صالح المطلك، ضياء الدين خلف: "إن اتحاد القوى الوطنية سيقدم مرشحه لرئاسة البرلمان الثلاثاء المقبل، والأوفر حظا هو سليم الجبوري". وقال خلف: "إن المباحثات والمفاوضات داخل اتحاد القوى الوطنية قائمة ومستمرة من أجل التوصل إلى اتفاق على مرشح واحد لرئاسة البرلمان"، مبينا أن "هناك عدة أسماء يتم تداولها من بينها سليم الجبوري وأسامة النجيفي وصالح المطلك وأحمد الجبوري"، مضيفا أن "سليم الجبوري هو الأوفر حظا من بين المتنافسين لما يتمتع به من مقبولية لدى الجميع". وتنتظر بقية الكتل إعلان مرشح التحالف الوطني الذي يضم قوى وأحزابا شيعية لتشكيل الحكومة المقبلة، فضلا عن اختيار التحالف الكردستاني مرشحه لمنصب رئيس الجمهورية.