أكد الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة في العراق الفريق قاسم عطا أن الأوضاع في المحافظات الجنوبية مستقرة إثر مواجهات في محافظتي كربلاء والديوانية بين القوات الأمنية وأنصار رجل الدين الشيعي محمود الصرخي أسفرت عن مقتل وجرح العشرات من الطرفين. وقال عطا في مؤتمر صحافي في بغداد بحسب ما نشرته صحيفة "الشرق الأوسط" إن «الأوضاع الأمنية في المحافظات الجنوبية مستقرة تماما»، مشيرا إلى أن «الحياة طبيعية فيها وتسير بشكل جيد». وكانت الاشتباكات التي انتهت باعتقال الصرخي من قبل قوات مكافحة الإرهاب «سوات» بدأت في ساعة متأخرة من مساء أول من أمس. وبينما تضاربت الأنباء بشأن أعداد الضحايا بين الطرفين، فإن طيران الجيش ساند القوات الأمنية في تلك الاشتباكات في دلالة على سعتها. وتقول المصادر الأمنية في كربلاء إن أنصار الصرخي يحاولون تأجيج الوضع الأمني في المحافظة وتوسيع نطاقه وذلك بنقله إلى محافظة الديوانية القريبة حيث جرى اعتقال العشرات من أنصار الصرخي الذين حاولوا دخول كربلاء قادمين من خارج المحافظة بهدف الانضمام إلى رفاقهم الذين يشتبكون مع القوات الأمنية. من جهتها، فرضت السلطات المحلية في كربلاء حظرا شاملا للتجوال في أنحاء المدينة، فيما بدأت لجنة تضم عددا من ممثلي المراجع الدينية في كربلاء اجتماعا لبحث تداعيات الأحداث الأمنية وبحث سبل إنهائها. وفي السياق نفسه، قال الشيخ قاسم الكربولي، أحد شيوخ قضاء القائم غربي العراق، في تصريح ل«الشرق الأوسط» إن الصرخي «أبدى اعتراضا على الفتوى التي أصدرها السيستاني بالجهاد وعدها مثيرة للفتنة الطائفية، وبالتالي فإن ما حصل له وأنصاره إنما يعني محاولة من الحكومة لمنع إخوتنا في الجنوب من المطالبة بحقوق مشروعة». وعد الكربولي ما قام به الصرخي وأنصاره «دليلا على أن ما يجري في المحافظات الغربية من مطالبات مشروعة وبعيدة عن العصابات الإجرامية له امتداد في الجنوب للرافضين سياسة الظلم والإقصاء». وكان الصرخي قد اختفى منذ عام 2004 عقب محاولة القوات الأميركية إلقاء القبض عليه في محافظة كربلاء لاتهامه بقتل عدد من جنودها، كما وقعت خلال السنوات الماضية اشتباكات محدودة بين أنصاره والأجهزة الأمنية في عدد من المحافظات الجنوبية بسبب الخلافات بين المرجعيات والصرخي بشأن الدعوة المهدوية التي يطلقها. كما كان الصرخي أبدى دعمه للمظاهرات في المحافظات والمناطق السنية بعد انطلاقها عام 2012، وبين أنها تنطلق «من الحيف والظلم» الذي يتعرض له الإنسان في العراق بمختلف طوائفه. وتقول المعلومات المتوفرة عنه أنه ولد 1964 وأكمل دراسته الابتدائية والثانوية في الكاظمية ثم درس الهندسة المدنية في جامعة بغداد وتخرج منها عام 1987، وبعدها اتجه للدراسة الدينية في الحوزة العلمية في النجف عام 1993، وأصبح أحد طلاب وأتباع محمد صادق الصدر (والد مقتدى الصدر).