كثفت اللجنة الرئاسية المكلفة بتسوية الصراع المسلح في مدينة عمران، الواقعة شمال العاصمة اليمنية صنعاء، جهودها لتنفيذ بنود اتفاق التهدئة للمواجهات المسلحة الجارية حالياً بين مسلحي جماعة الحوثي وقوات الجيش المسنود برجال القبائل. وأشارت مصادر محلية في عمران إلى أن جماعة الحوثي تقف حجر عثرة أمام مساعي تطبيع الأوضاع الأمنية والعسكرية في عمران، قائلة: "إن حزب التجمع اليمني للإصلاح، المساند للجيش اشترط إخلاء الحوثيين لكافة المناطق التي استحوذوا عليها قسراً في عمران والعودة إلى حدود منطقة صعدة"، وهو ما رفض من قبل الحوثيين الذين اشترطوا بدورهم سحب قوات اللواء 310 مدرع التي يقودها اللواء حميد القشيبي من عاصمة المحافظة للقيام بإخلاء المناطق التي استحوذوا عليها داخل حدود الأخيرة. وكان وزير الدفاع قد التقى يوم أمس الأول، ممثلين عن قيادات الأطراف المتصارعة وحثها على ضرورة الالتزام بالاتفاق الذي وقع في الثاني والعشرين من الشهر الجاري لوقف إطلاق النار ورفع النقاط المستحدثة من قبل الجانبين، بالإضافة إلى السماح لقوات من الشرطة العسكرية بالحلول محلها. وعلمت "الوطن" أن توجيهات رئاسية صدرت للجنة الوساطة بمواصلة المحاولات والمساعي لاستئناف تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بين الجيش والحوثيين، والعمل على منع امتداد المواجهات المسلحة إلى حدود العاصمة، حتى لا تضطر الرئاسة إلى إصدار توجيهات بشن عمليات عسكرية ضد مقاتلي الجماعة داخل حدود العاصمة. في غضون ذلك، دعا سفراء الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية في اليمن، أطراف الصراع في اليمن كافة إلى الالتزام بالتعهدات والاتفاقيات التي تم التوقيع عليها لوقف الصراع الدامي في محافظة عمران والمناطق المجاورة لها والمحيطة بالعاصمة صنعاء. وأكد السفراء في بيان لهم، أن من واجب جميع الأطراف حماية اليمنيين واحترام وقف إطلاق النار وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى مناطق الصراع، خاصة وأن الصراع أسفر عن سقوط المئات من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين، بالإضافة إلى تسبب الحرب في نزوح عشرات الآلاف من السكان إلى خارج المناطق المنكوبة بنقص الخدمات وانتشار الأوبئة، في ظل غياب الكهرباء والمياه وغيرها من الخدمات الضرورية للحياة.