كشف تقرير مجموعة الأزمات الدولية حول الصراع في شمال اليمن، عن وجود معاقل لجماعة الحوثي الشيعية المدعومة من إيران داخل العاصمة اليمنية صنعاء، وذلك في وقت تخوض فيه ميليشات الحوثي المسلحة مواجهات عنيفة في عدد من مناطق محافظة عمران إلى الشمال من صنعاء. وفي حين تزايدت المخاوف من انتقال معارك الحوثيين إلى العاصمة اليمنية، قال التقرير: إن الحوثيين «باتوا حالياً يسيطرون على أجزاء واسعة في شمال البلاد، بما في ذلك محافظة صعدة وأجزاء كبيرة من محافظاتالجوف وحجة وعمران وصنعاء، كما أن لديهم معاقل سياسية في العاصمة في المدينة القديمة ومناطق الجراف حيث مقر الحركة». وكانت مناطق الجراف قد شهدت الأحد مصادمات بين رجال أمن ومسلحين حوثيين، كانوا يعتلون أسطح عدد من المنازل، ما أدى إلى إصابة 17 جندياً وضابطاً حكومياً. ولفت تقرير المجموعة إلى أن السبب الرئيسي لتمدد جماعة الحوثي يعود إلى ضعف سلطات الدولة، خصوصا منذ ما بعد أزمة 2011 التي أوجدت انقسامات في القوات المسلحة وفي داخل مكونات النظام. وفي غضون ذلك، تواصلت المواجهات العنيفة بين قوات الجيش اليمني والحوثيين في جبل المحشاش والجنات وبيت بادي والورك والضبر وشبيل بمحافظة عمران وفي مديرية همدان بمحافظة صنعاء، ما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى بين الجانبين، وذلك بعد أقل من 24 ساعة على إعلان السلطات وقف إطلاق النار بناء على اتفاق هدنة جديد. وكانت اللجنة الرئاسية المعنية برئاسة وزير الدفاع، قد أعلنت في الساعات الأولى من فجر الاثنين التوصل إلى اتفاق من سبعة بنود لوقف إطلاق النار في عمران ومحيطها، نص على رفع جميع الاستحداثات القتالية من قبل جميع الأطراف، بما في ذلك الاستحداثات الممتدة إلى أرحب وهمدان وبني مطر بمحافظة صنعاء. معركة المساجد وتسعى جماعة الحوثي المسلحة احكام سيطرتها على عدد من مساجد مدينة صنعاء، من خلال افتعال المشاكل وإغلاق بعض المساجد التي لا تؤيد الفكر الحوثي بقوة السلاح، وفرض بعض الأئمة والخطباء، ويسوق مسلحو جماعة الحوثي اغلاق جامع الحرقان وسط مدينة صنعاء القديمة مبررات يسخر منها الاهالي، منها ما تقول: ان الجماعة «اكتشفت عميلاً خطيراً لإسرائيل في المسجد «الأمر الذي دفع بها لإرسال مجاميع مسلحة الجمعة الفائتة لإغلاق المسجد وأطلقت النار وتفريق المصلين. عدد من الاهالي تحدثوا ل(اليوم)، وأكدوا أن عناصر من جماعة الحوثي من أهالي الأحياء المجاورة حاولوا خلال الاسابيع الماضية فرض إمام وخطيب حوثي للمسجد، وهو ما يرفضه أهالي الحي، وقيام تلك العناصر بافتعال المشاكل بشكل مستمر، وصل في نهاية الأمر إلى قيامهم بإغلاق المسجد. ليس «جامع الحرقان» هو الوحيد من تتجه إليه أنظار جماعة الحوثي في صنعاء، بل هناك العشرات من المساجد التي استولت عليها الجماعة خلال السنوات الثلاث الماضية، مستغلة انشغال السلطات بالصراع السياسي والقتال مع القاعدة، مصدر في مكتب الاوقاف والإرشاد في امانة العاصمة، قال ل(اليوم): ان انصار الحوثي سيطرت على العشرات من المساجد في صنعاء القديمة، وأحياء حيوية، وطردت أئمة من غير الحوثيين، وعينت من أنصارها أئمة وخطباء لتلك المساجد، وتابع المصدر : أكثر من سبعة عشر مسجداً في صنعاء القديمة فقط، استولت عليها الجماعة، والآن أغلب خطباء المساجد في أحياء مدينة صنعاء، مثل: الجراف وبئر الشائف وحزيز والدائري وحدة، هم من الحوثيين. وتابع بالقول : قيادة وزارة الأوقاف والإرشاد، تعلم بذلك التوسع والسيطرة على مساجد صنعاء من قبل الحوثيين، لكنها التزمت الصمت حيال ذلك، ربما لعدم تحميل الوضع اليمني أعباء جديدة، على حد تعبير المصدر. وللحركة الحوثية المسلحة تاريخ حافل بالاستيلاء على المساجد بالقوة او تفجيرها، ووفق احصائية نشرها مدونون ونشطاء أن 16 مسجدًا ومدرسة لتعليم القرآن الكريم، فجرها الحوثيون في محافظة عمران - شمال اليمن - منذ اندلاع المواجهات بين مسلحي ال الاحمر في قبيلة حاشد ومسلحي جماعة الحوثي وسقوط معقل قبيلة حاشد في منطقة الخمري التابعة لمديرية خمر في شهر فبراير الماضي، بالإضافة الى تدمير عدد من المساجد في منطقة همدان وحوث التابعة لمحافظة عمران مسجد دار الحديث بوادي آل بو جبارة في منطقة كتاف بمحافظة صعدة . وقال الكاتب اليمني ماجد العليي: إن ما وصفها «حالة الهستيريا الحوثية» للاستيلاء على المساجد، انكشفت منذ عدة سنوات لكنها في بداية شهر رمضان الفائت وتحديداً في 12 يوليو 2013م، باتت واضحة للعيان عندما اقتحم مسلحون من الحوثيين جامع التيسير في حي الزراعة وسط العاصمة صنعاء وسقوط قتيل وعدد من الجرحى اثر ذلك، وهو ما يعطي مؤشرا خطيرا عن محاولة الجماعة استغلال المساجد لتجنيد الشباب للقتال في صفوفها. وتابع بالقول : حولت المساجد من وظيفتها الاجتماعية والدعوية الى نشر الفكر الشيعي ودعوات الفريق لا التجميع .