تناول الباحث في مجال الأدب الدكتور سلمان المحيا خلال الأمسية الرمضانية التي أقامتها خميسية الشيخ حمد الجاسر في دارة العرب مساء الخميس المنصرم شخصية من سماه ب"الأسطورة المغامر" يونس بحري الذي ولد في الموصل عام 1903م، حيث سلط الضوء على شخصيته وقصصه ومغامراته العجيبة ومواقفه مع عدد من الرؤساء والملوك، كما كشف الباحث عن براعة بحري التي تتجلى بها مؤلفاته، إلا أنه أشار أيضا إلى تناقضاته وآرائه والتي كانت سببا لابتعاد الكثير من المعجبين عنه في آخر حياته. وأكد المحيا وسط لفيف من المثقفين الذين حضروا في دارة الشيخ حمد الجاسر أن بحري يعد المؤسس الحقيقي للإعلام السياسي الساخط والتعليقات الساخرة في حياتنا العربية. كما تطرق الباحث لسيرته والمواقف والرحلات التي قام بها بين الشرق والغرب، وصداقاته العديدة مع السياسيين والرؤساء والملوك، أمثال الملك غازي والملك عبدالعزيز آل سعود وادولف هتلر وجوبلز الذي يُعدُّ أعظم وزير إعلام في التاريخ وغيرهم الكثير من الشخصيات. وكشف المحاضر عن براعة يونس بحري في كتاباته وكذلك جمال أسلوبه ورصانة لغته، حيث كان يجيد لغات عدة، وكان خطيباً مفوهاً وله سحر بديع وبيان ينجذب إليه سامعه ويهوى الاستماع إلى رخامة صوته ورنين حنجرته، مضيفا أنه كان يعشق العرب والعروبة، فهو المؤسس الحقيقي للإعلام السياسي الساخط والتعليقات الساخرة في حياتنا العربية، ووصفه بأنه معتدٌ برأيه، مندفع في مواقفه. وذهب المحيا في ورقته إلى أن بحري حينما تقدم به العمر أصبح إنساناً من نوع آخر، فقد كانت تناقضاته في أعماله سبباً لضياعه وخسارته لكثير من معجبيه وتخليهم عنه في أيامه الأخيرة التي عاشها في الموصل في منزل أحد أقاربه، حيث توفي بحسب وصفه مفلساً ودُفن في مقبرة الغزالي في مارس 1979م لتنتهي أسطورة رجل اسمه يونس بحري. وكان بحري الذي طاف في رحلاته كثيرا من بلدان العالم قد أصدر قرابة 16 مؤلفا من بينها "العراق اليوم" و"الحرب العراقية البريطانية"، إضافة إلى عدد من الصحف التي صدرت في كل من باريس وإندونيسيا والتي من بينها أبو ظبي نيوز باللغة الإنجليزية وكذلك مجلة العراق والكويت، وقد عمل كذلك بعدد من الإذاعات واشتهر بعبارات إذاعية ما زال صداها يتردد حتى اليوم من بينها عبارته الشهيرة (هنا برلين حي العرب).