رجحت معلومات متطابقة، حصلت عليها "الوطن" من مصادر أمنية لبنانية رفيعة المستوى، أن "مفخخة" ضهر البيدر التي انفجرت الجمعة الماضية، في منطقة سهل البقاع اللبناني – ذات الغالبية الشيعية -، كانت متجهة للضاحية الجنوبية "معقل حزب الله"، وأن ما حال دون بلوغها الموقع المرسوم لها، هو كشف ورصد أجهزة مخابرات – من بينها غربية – للعملية، مما دعا قائدها إلى تفجير نفسه، عند نقطة تفتيش تابعة للأمن اللبناني، وذهب ضحية التفجير، شخص واحد، وأصيب 37. ولم تُعط مصادر "الوطن" أهميةً حول ما راج عن استهداف لمسؤول أمني لبناني كبير، قالت عنه المصادر "إن موكب اللواء عباس إبراهيم مدير الأمن العام اللبناني كانت بالقرب من موقع الانفجار مصادفةً، وليس من باب التخطيط، أو الاستهداف". لكن المصادر، أكدت في ذات الوقت، أن العملية رُسمت كردٍ على مشاركة حزب الله اللبناني في أتون الصراع السوري، الذي بات يدفع ثمنه لبنان بالكامل، وليس طرفاً بعينه، مثلها مثل العمليات التي تعرضت لها الضاحية الجنوبية في وقت سابق، حسب تعبيرها. وتعيش لبنان حالةً من الارتباك، جراء عودة ما يسمى ب"المفخخات" إلى لبنان، الذي دخل نوعاً ما مرحلةً من الهدوء، نظير ركود سياسي، لكن يبدو أن ذلك الهدوء لن يدوم طويلاً، مع تعنت حزب الله وإصراره على البقاء في الصراع إلى جانب "سفاح دمشق"، وأكثر من ذلك، حيث تشير التوقعات إلى أنه من الممكن أن يزج أيضاً حزب الله، بمقاتليه دفاعاً عن نظام رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، من منطلق "طائفي صرف". وأسهبت المصادر في شرح ذلك، وقالت "حزب الله حتى وإن شارك في الحرب الدائرة على الأراضي العراقية، بعدد قليل، فالهدف هو بمثابة تسجيل حضور ليس إلا. لن يرمي الحزب بثقله في العراق كما رمى في سورية. لأسباب عدة، أبرزها، قلة الدعم المقدم له، وانشغاله في الأساس بسورية، لكن ذلك لن يمنعه من تسجيل حضور في القتال الدائر بالعراق بين العشائر الثائرة، ورئيس الوزراء نوري المالكي". يدعم ذلك، قول وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق الجمعة الماضية، خلال اجتماع طارئ للحكومة اللبنانية، إن بلاده تلقت معلومات من أجهزة استخبارات قال إنها غربية، تفيد بعودة ما سماه ب"المفخخات"، إلى لبنان، وأن مفخخة ضهر البيدر، كانت مرصودةً من قبل أجهزة الأمن اللبناني، بعيد تلقي معلومات عن نية في القيام بعمل تخريبي ما. وبعد ساعات من الحدث، قال الأمن اللبناني إنه اعتقل مجموعة يشتبه، بأنها "متشددة" في مداهمة لفندق في شارع الحمرا في بيروت من بينهم أجانب، ولبناني واحد، كما اعتقلت قائداً مرتبطاً بتنظيم القاعدة في عملية مداهمة أخرى. وقال مدير الأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم حينها، والذي خمنت معلومات تصفيته، إن "أكثر من شخصية مستهدفة مع عودة تحريك خلايا إرهابية نائمة، لكن القوى الأمنية حاضرة وعلى أهبة الاستعداد لمنعهم. لن نكون عراقاً آخر. المسؤولون الأمنيون كانت لديهم معلومات عن أن مجموعات مسلحة تخطط لاغتياله. كنا قد اشتبهنا بسيارة ونحن في طريقنا، وعندما تم توقيفها عند حاجز ضهر البيدر حصلت عملية الانفجار".