أعنلت مصادر أمنية إن تفجيرين انتحاريين هزا أمس الأربعاء الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانيةبيروت وهي معقل لحزب الله مما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص على الأقل وإصابة 70 آخرين في هجوم استهدف المستشارية الثقافية الإيرانية. وذكرت مصادر أمنية أن مهاجمين انتحاريين أحدهما في سيارة والآخر يركب دراجة نارية نفذا الهجوم. واستخدم مفجرون انتحاريون نفس الأسلوب في مهاجمة السفارة الإيرانية في بيروت في نوفمبر تشرين الثاني. وأعلنت كتائب عبد الله عزام المرتبطة بتنظيم القاعدة مسؤوليتها عن التفجيرين في رسالة على حسابها على تويتر قالت فيها إن المستشارية الثقافية الإيرانية كانت مستهدفة في الهجوم. وقالت في بيان «يتبنى إخوانكم في كتائب عبد الله عزام سرايا الحسين بن علي... غزوة المستشارية الإيرانية في بيروت ردا على قتال حزب إيران إلى جانب النظام المجرم في سوريا واستمرار اعتقال الشباب المسلم في لبنان.» وتحطمت في الهجوم نوافذ دار قريب للأيتام. وكان الأطفال يطلون من المبنى ويصرخون «قنبلة.. قنبلة» وكان بعضهم يبكي. وقال رجل يعمل في متجر للحلوى مواجه إن الانفجار هز المنطقة كلها. وقال «سمعنا انفجارا ثم الآخر.» وتناثرت أشلاء الجثث في المكان. وكان من بين المصابين عدد من الأطفال. والضاحية الجنوبية معقل حزب الله الشيعي الذي يقاتل إلى جانب قوات الرئيس السوري بشار الأسد في صراع أذكى التوترات بين الشيعة والسنة في لبنان. وتوعد إسلاميون متشددون سنة بمهاجمة حزب الله الشيعي في الأراضي اللبنانية لتدخله في سوريا ومساعدته الرئيس السوري في حربه ضد مقاتلي المعارضة وأغلبهم من السنة. وجاء هذا الهجوم ضمن سلسلة تفجيرات بسيارات ملغومة استهدفت المناطق الشيعية في بيروت وشرق لبنان منذ يوليو تموز. ووقع هجوم أمس الأربعاء أيضا قرب السفارة الكويتية وثكنة تابعة للجيش اللبناني. كما يعيش في المنطقة عدد من السياسيين اللبنانيين وهي ليست بعيدة عن مطار بيروت الدولي. وأظهرت تغطية تلفزيونية سيارات الأطفاء وجنودا لبنانيين يؤمنون الشارع بينما كانت سيارات الأسعاف تهرع إلى المنطقة. وتضرر من الانفجارين عدد من السيارات إحداها انقلبت على ظهرها. كما أظهرت اللقطات مصابا محمولا على نقالة وفتاة ينقلها رجلان بعيدا. وغطي الزجاج الشارع كما لحقت أضرار بمبان قريبة. واعتقلت القوات اللبنانية الأسبوع الماضي رجلا مرتبطا بتنظيم القاعدة قالت إنهدبر الهجمات الأخيرة بسيارات ملغومة. وأعقب اعتقال نعيم عباس حملة أمنية ضبطت عددا من السيارات الملغومة الجاهزة لاستخدامها في هجمات. وأعلنت «كتائب عبدالله عزام» مسؤوليتها عن التفجيرين الانتحاريين اللذين استهدفا المستشارية الثقافية الإيرانية في الضاحية الجنوبية لبيروت، بحسب تبن نشر على حسابها الرسمي على موقع «تويتر». وجاء في البيان «يتبنى إخوانكم في كتائب عبدالله عزام- سرايا الحسين بن علي رضي الله عنهما غزوة المستشارية الإيرانية في بيروت، وهي عملية انتحارية مزدوجة». وأضاف البيان «إننا مستمرون - بحول الله وقوته - باستهداف إيران وحزبها في لبنان، بمراكزهم الأمنية والسياسية والعسكرية ليتحقق مطلبان عادلان». وأشار إلى أن المطلبين هما «خروج عساكر حزب إيران من سورية»، و»إطلاق سراح أسرانا من السجون اللبنانية الظالمة»، في إشارة إلى مشاركة حزب الله في القتال إلى جانب قوات النظام السوري، واعتقال القوى الأمنية اللبنانية عددا كبيرا من المشتبه بمشاركتهم في تحضير تفجيرات وتنفيذ اعتداءات في لبنان، وغالبيتهم من السنة. وجاء في بيان «كتائب عبدالله عزام» على «تويتر»، «نقول لأهل سورية ابشروا، فإن دماءكم دماؤنا، ولن يهنأ حزب إيران بأمن في لبنان حتى يرجع لكم الأمن في سورية». وقد أكد الجيش اللبناني أن الانفجارين اللذين وقعا قبل ظهر اليوم نتجا عن سيارتين مفخختين وهما من تنفيذ انتحاريين. وتسبب الانفجاران بمقتل ثلاثة أشخاص على الأقل وإصابة أكثر من ثمانين بجروح، بحسب الصليب الأحمر اللبناني.