سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"البناقي" العائد من العراق: 700 متر.. منحتني "حياة جديدة" روى ل"الوطن" معاناته مع التعذيب والخنق والصعق الكهربائي.. وأكد أن "سنة الموصل" ساعدوه لوجه الله
لم تقف معاناة المعتقل السعودي العائد من العراق أحمد ضبيب البناقي والذي فر مع من فروا من سجن الموصل، عند اللحظات الأولى من اعتقاله، بل امتدت لما بعد ذلك، وتحديدا خلال فترة التحقيقات والتي قال إن المحققين كانوا يستبسلون لهدف انتزاع اعتراف منه بأنه "إرهابي". البناقي روى ل"الوطن" قصة هروبه المثيرة من سجن الموصل، وتهريبه إلى سورية، ودخوله الأراضي التركية، متطرقا إلى قصة ال700 متر التي أعادته إلى الحياة مجددا عقب المخاطر التي أحاطت بكافة التفاصيل التي عاشها منذ هروبه من سجن الموصل وحتى استعانته بالسفارة السعودية في أنقرة. ووصف العائد السعودي من العراق، ظروف اعتقاله بأنها كانت "طائفية بحتة"، لكونه سني وسعودي. وتحدث عن فترة التعذيب التي تعرض لها في بغداد والتي تراوحت ما بين الضرب والإهانة، وتعدت ذلك للاعتداء الأمر الذي أفقده اثنين من أسنانه وأسفر عن كسر في رجله، إضافة إلى ما كان يتعرض له من عمليات خنق بأكياس النايلون ونوبات الصعق الكهربائي، وذلك طيلة 4 أشهر و20 يوما من التحقيقات. ومن الأساليب التي كان يتبعها السجانون والمحققون العراقيون مع البناقي، إخراجه لمدة 4 إلى 5 ساعات يوميا، للاستماع إلى دورة التحقيقات التي تجري مع الآخرين، والصرخات التي كان المعتقلون يطلقونها مع كل محاولة لانتزاع اعتراف ما. وقال "لقد استمعت إلى قصص كثير من السجناء انتزعت اعترافاتهم عن طريق إحضار زوجاتهم وتعذيبهن أمامهم.. ولكني ولله الحمد هربت زوجتي وأطفالي لقرية أبو خشب ولم يستطيعوا الاستدلال عليهم". وعن مرحلة ما بعد سقوط الموصل بيد الثوار، قال البناقي "آخر أيامنا عانينا من قلة الطعام ولم تكن تقدم لنا سوى طبق حساء لإبقائنا على قيد الحياة لصعوبة توفير الغذاء.. بعد سقوط الموصل وفتح السجون خرجت من السجن مع المساجين وكان هربي سهلا لوجودي في تسفيرات الموصل حيث كانت حراساته من أهل السنة والشرطة المحلية ولم نتعرض لأي أذى.. وفي سجون أخرى سمعت قصص من بعض السجناء أن الحراس يلقون عليهم قنابل يدوية لقتلهم!!". وأضاف "بعد خروجي التقيت بعدد من الثوار وقالوا توجه لعائلتك فأخبرتهم أنني لا أستطيع لكوني سعودي الجنسية وجميع أوراقي الثبوتية بالمحكمة وتفهموا موقفي ووعدوني بأنهم سيحضرون كامل الأوراق خلال يومين وهذا ما حصل بالفعل.. وقمت بمحاولة دفع مبلغ 200 دولار للشخص الذي سلمني أوراقي لكنه رفض ذلك.. وقال لي استلم أوراقك وإن احتجت للمال سوف أعطيك مبلغا يساعدك في الوصول لبلادك وكل ما تريده نحن جاهزون". عندها بدأ البناقي بالتخطيط للخروج من العراق إلى سورية ومنها إلى تركيا. وقال "لقد اجتهد معي الثوار في الموصل وقاموا بإخراجي أنا وزوجتي وأطفالي على سيارة إلى منطقة بعاج وهي تبعد حوالي 170 كلم عن الموصل وبقيت فيها ثلاثة أيام لأن الجميع كان خائفا من أي هجوم يحصل على المحافظة". وأضاف "بعد ذلك أخروجني برتل من العراق حتى أدخلوني الأراضي السورية، ثم بقيت داخل سورية لمدة يومين حتى وصلت طرابلس حتى أتمكن من دخول تركيا حيث كانت رقابة الحدود مكثفة لمنع أي تسلل واتصلت بشخص تركي الجنسية اسمه أبو كاظم كان ينتظر وصولي.. وعندما اقتربت من الحدود التركية أخبرته بذلك وأخذت زوجتي وأطفالي ونزلت من السيارة وانطلقنا نركض لمساقة 700 م حتى دخلنا الحدود التركية واستقبلتني سيارة كان قائدها ينتظرني بتنسيق مسبق مع من ساعدوني بالهرب من العراق.. وبعدها انتهت المعاناة حيث وفر لي كامل احتياجاتي من مأكل وملبس".