عاد المقاولون مجددا إلى قفص الاتهام، عقب تحميل اثنين منهم مسؤولية انقطاع خدمة الاتصالات عن نحو 200 ألف عميل بالمنطقة الشرقية، إثر تسببهما بقطعين مزدوجين في الألياف البصرية التابعة لشركة الاتصالات السعودية. ولم يتوقف ضرر تلك الحادثة على مستخدمي الهاتف فحسب، بل تسبب في تكدس وزحام للمسافرين بعدة منافذ بالمنطقة. وقال الناطق الإعلامي باسم جوازات الشرقية العقيد معلا العتيبي ل"الوطن"، إن عطل الاتصالات تسبب في توقف أنظمة الحاسب الآلي بجميع المواقع التابعة لجوازات المنطقة، وذلك من الساعة ال11:45 ظهرا حتى ال3:45 عصراً. وعلى غير العادة، وقف رئيس اللجنة الوطنية للمقاولين بمجلس الغرف السعودية فهد الحمادي، داعما لموقف شركة الاتصالات في هذه الحادثة، خلافا للمواقف السابقة التي كان يدافع فيها عن المقاولين. وقال في اتصال مع "الوطن"، لا يوجد هناك مبرر للمقاولين في مثل هذه الحالات، فمواقع الألياف البصرية تحت الأرض تكون واضحة وتتضح قبل الوصول إليها بنحو 400 متر، عبر ذبذبات تنبيهية. بعد أن كانوا يواجهون باتهامات تسببهم بقطع خدمة الكهرباء عن بعض المناطق، عادت الاتهامات مجددا لتلاحق المقاولين على خلفية الانقطاع المزدوج الذي لحق بخطوط الألياف البصرية وانقطاع خدمة الاتصالات عن المنطقة الشرقية، والمدن والقرى المجاورة لها، وتضرر نحو 200 ألف عميل، وخروج محطات الجيل الثاني والثالث والرابع عن الخدمة، وأعلنت شركة الاتصالات في بيان لها أن العمل جار على إصلاح العطل. وأوضحت الشركة أن مقاولين تسببا خلال تنفيذهما أعمال إنشاءات وأعمال خدمية، بقطعين مزدوجين في الألياف البصرية التابعة لشركة الاتصالات السعودية، حيث كان القطع الأول من الخبر باتجاه الرياض، والقطع الثاني في مقسم لاسلكي باتجاه مقسم الهفوف. وأضافت أن القطع أدى إلى خروج ما يقارب من 1000 محطة جوال (الجيل الثاني، الثالث، الرابع)، وانعزال مقسمي الدمام لاسلكي والخبر، والمدن والقرى المجاورة لها، بالإضافة إلى خروج 837 كبينة إلكترونية وتأثر ما يقارب 200 ألف عميل في المنطقة الشرقية. وقالت الاتصالات السعودية إنه فور حدوث القطع بدأت الشركة بتطبيق خطط تحويل الحركة للبدائل الاحتياطية المتاحة، وباشرت فرق الصيانة القطوعات حتى يتم إصلاحها في أسرع وقت ممكن. يذكر أن هذا الانقطاع هو الثاني لخطوط الاتصالات السعودية خلال الأسبوع الحالي، إذ اندلع حريق في أحد طوابق مبنى الاتصالات السعودية، وسط البلد بمحافظة خميس مشيط، أدى إلى انقطاع الاتصالات والرسائل النصية والإنترنت. إلى ذلك، واصلت شركة الاتصالات السعودية جهودها لإكمال أعمال إعادة خدمات الاتصالات لمحافظة خميس مشيط وضواحيها عقب الحريق الذي نشب في المقسم الأحد الماضي. وبينت الشركة في تقريرها الإعلامي حول الحريق، أن نسبة عودة شبكة الجوال عبر الحلول البديلة تجاوزت 55% حتى الآن. وتوقعت عودة خدمات شبكة الجوال للجيل الثاني والثالث لمدينة خميس مشيط بشكل متكامل مطلع الأسبوع المقبل، مشيرة إلى أنها استطاعت إعادة الخدمة ل30% من شبكة الهاتف والبيانات. .. و"تويتر" يتسيد الموقف وتغريدة الشركة بلا "اعتذار" الرياض: سعود النشمي تسيد موقع التواصل الاجتماعي الشهير "تويتر" الموقف منذ اللحظات الأولى لانقطاع خدمة الاتصالات عن بعض أجزاء المنطقة الشرقية، وهو ما دفع بمغردين لإطلاق اسم "#انقطاع_شبكة_stc_في_الشرقية"، لمتابعة الحدث لحظة بلحظة. وعلى الرغم من سرعة التعاطي مع المشكلات الذي تتسم به شركة الاتصالات السعودية، إلا إنها في حادثة الأمس لم تكن في قلب الحدث، وجاء إعلانها عن المشكلة في تغريدة على موقع تويتر بعد الانقطاع بعدة ساعات. تغريدة الاتصالات السعودية والتي بثتها في تمام الساعة 1:38 مساء، كشفت عن الخلل الذي أعادته لمقاولي الخدمات الذين تسببوا في قطع اثنين من كيابل الألياف البصرية، ولكنها لم تضم أية اعتذار للمشتركين عن ذلك الانقطاع. وكان العديد من المواطنين والمقيمين وبعض من قطاعات الأعمال قد اشتكوا منذ صباح الأمس من انقطاع خدمة شبكة الجوال والثابت وتعثر خدمة الإنترنت في مدينة الدماموالخبر وبعض الأجزاء من المنطقة الشرقية حيث تواردت التغريدات على الحساب الخاص بشركة الاتصالات السعودية صباحا في تويتر بشكاويهم وتساؤلاتهم عن سبب انقطاع الخدمة.