على غرار شارع المتنبي المشهور في بغداد حولت مجموعة من الشبان أحد الشوارع الرئيسية بمدينة ميسان في جنوبالعراق إلى مركز ثقافي يدعون إليه الفنانين والمبدعين لتقديم نتاج فكرهم وموهبتهم. ويضم "الشارع الثقافي" في ميسان أماكن لقراءة الكتب وأخرى للاستماع للموسيقى بل ومساحة للعروض المسرحية. وذكر حيدر النوري أحد أصحاب فكرة المشروع أن الإهمال طال الفن والثقافة وقتا طويلا، وأن الوقت حان لإعادة اهتمام الناس بهما. وقال "نحن مجموعة شباب عندنا الكثير من الأهداف قبل أن يتأسس مشروع الرصيف المعرفي. من خلال تجوالنا واهتمامنا بالأدب والثقافة والفن بعد تمخض الكثير من الأفكار. صارت الرؤية النهائية أنه بتأسيس مشروع ملتقى ثقافي وفني بين الناس خارج المؤسسة.. خارج القاعات المغلقة.. مع الناس ومن الناس". وأضاف النوري أنه يأمل أن يظل الشارع مركزا للفن والثقافة بنفس مستوى شارع المتنبي. كان شارع المتنبي الذي يحمل اسم الشاعر العباسي الذي عاش في القرن العاشر الميلادي مركزا للمكتبات والمطابع في بغداد، وكانت مقاهيه مثل مقهى الشابندر مراكز للإشعاع الثقافي يلتقي فيها المثقفون. كما كانت أيام الجمعة موعدا أسبوعيا لباعة الكتب المستعملة للالتقاء بزبائنهم في شارع المتنبي. أما في ميسان فيستضيف الشارع الثقافي يوم الجمعة من كل أسبوع معارض للصور واللوحات الفنية وندوات شعرية وحفلات موسيقية. ذكر الشاعر الغنائي وعازف العود عمار الطائي أن مشروع الشارع الثقافي في ميسان أتاح له فرصة جديدة لتقديم فنه للجمهور. وقال الطائي "في 2009 لم يكن هناك فن في ميسان. كان مستحيلا أن يقدر عازف على العزف بشارع.. أو في مكان عام، الآن نشتغل ونعزف في أمكنة عامة". وكان الطائي وكثيرون غيره من الفنانين في ميسان يخافون من تقديم فنهم علنا في المدينة بعد أن زاد نفوذ الإسلاميين المتشددين. وقال الفنان الشاب "2009 ما كنت أقدر أحمل آلة موسيقية بشارع أمشيم.. يعني تخاف. عازفون أصدقائي يقولون لي نخاف". وفر كثير من المبدعين الموهوبين من العراق في عهد الرئيس الراحل صدام حسين خوفا من الاضطهاد بسبب آرائهم ومواقفهم السياسية. ورحل مبدعون آخرون من البلد في أعقاب الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة عام 2003. ومن أهم أهداف مشروع الشارع الثقافي في ميسان إعادة اهتمام الجيل الجديد بالفن والثقافة. وقال فراس طه الصكر رئيس اتحاد الأدباء والكتاب في ميسان "نلاحظ هنا أن جيل الشباب يتراوح أعمارهم ما بين الاثني عشر عاما والثلاثين عاما.. بدؤوا يرتادون هذا المكان ويبحثون عن الكتاب، ويبحثون عن فعاليات ثقافية متنوعة. هنا فنون التشكيل.. هنا معروض صور فوتوجرافية.. معروض الكتاب.. هنا مسرح الشارع.. هنا سينما..هنا الموسيقى.. هنا الغناء.