اتفقت القوى التي شاركت في الحملة الرئاسية للمشير عبدالفتاح السيسي على تشكيل حزب سياسي، لتكون ظهيراً سياسياً للمشير، بمجرد وصوله إلى القصر الرئاسي. وأكد محمد أبوحامد عضو مجلس الشعب السابق، والقيادي بحملة المشير، أن الحزب لن يكون داعماً لشخص، وإنما للوطن بأكمله، وسيسعى لمعالجة القضايا والمشكلات التي تعاني منها البلاد بأسلوب مختلف، وشدد أبو حامد على أن لا يغفل الحزب الجانب الاجتماعي، باعتباره مفتاح حل العديد من الأزمات، وسيتم الإعلان عن جمع توكيلات الحزب خلال الفترة القصيرة القادمة. وأضاف "هذه العملية لن تشكل مشكلة بالنسبة لنا، لأن الحزب به كوادر عديدة تتجاوز عدد 5 آلاف توكيل المطلوبة لتدشين الحزب، الذي سنسعى من خلاله إلى تدشين تحالف سياسي يعتمد على الشخصيات المستقلة، ليكون بمثابة ظهير سياسي للمشير، والتحالف سيتبلور ويتم الإعلان عنه للرأي العام خلال أسبوع". إلى ذلك، عد عضو مجلس الشعب السابق حمدي الفخراني، الطعن الذي تقدمت به حملة المرشح الرئاسي حمدين صباحي على حصر الأصوات بالدوائر الانتخابية بمثابة "تعطيل" لإعلان النتيجة، حتى لا يتم إعلانها قبل 5 يونيو، خاصة وأن الطعن على حصر وجمع الأصوات باللجان العامة، هو إجراء شكلي للتأكد من النتيجة النهائية لعملية التصويت، لكن الواقع يؤكد أنه ليس هناك أي فرصة لتعديل الأمور والنتائج، خاصة وأن الطوابير أمام اللجان كانت تتحدث عن السيسى فقط". بدورها، أكدت المدير التنفيذي لمركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية داليا زيادة، أن فرق الأصوات بين السيسى وصباحي كبير جداً، والأخير أراد من تقديم هذا الطعن إحداث حالة "بلبلة سياسية"، بعد شعوره بحرج شديد من النتيجة غير الرسمية للانتخابات. في سياق منفصل، رفض عدد من الخبراء السياسيين أي شكل من أشكال المصالحة مع "جماعة الإخوان"، وتوقعوا أن تركز الجماعة نشاطها خلال الفترة القادمة على خلق أزمات لإعاقة السيسي عن المضي قدماً في تنفيذ برنامجه الانتخابي. وكان القيادي الإخواني محمد البلتاجي قد توعد عقب طرده من قاعة المحكمة أمس، بأن "لا يهنأ السيسي بحكم مصر". وفي تفسير لذلك، ألمح القيادي المنشق عن الإخوان الدكتور كمال الهلباوي، إلى عدم وجود أي نوع من "المصالحة" مع الجماعة، خصوصاً فيما تطرحه، لكنها تحاول بكل الوسائل الممكنة، الإساءة إلى سمعة مصر نتيجة الكذب والافتراء المتعمد، في أحاديث أفرادها، وهي أحاديث تبعد تماما عن الحقيقة، في وقت لا يزال فيه الإخوان يتوهمون أن ما حدث في 30 يونيو ليس ثورة شعبية، وينتظرون الحصول على دعم من جانب الدول التي ترفض الاعتراف بالثورة، لكن الأمر لن يؤثر على مستقبل مصر، خاصة مع وجود رئيس للجمهورية". من جانبه، توقع الخبير الأمني العقيد خالد عكاشة أن تحاول جماعة الإخوان المسلمين تنشيط التحالفات، للضغط على النظام القائم لدخول المشهد وعدم استبعادها من المشهد السياسي، ولكن سيتم تغيير الأساليب والأشكال وإيجاد أدوات جديدة بحيث لا يظهر التحالف الفردي. أما التهديدات الأخيرة لأنصار بيت المقدس، فاعتبرها عكاشة رسالة من التنظيم الدولي للإخوان، بأن الخطوات السياسية لن تكون السبيل الوحيد لاسترداد الأمن، وما زالت هناك إمكانية لإرباك المشهد السياسي، فيما ستستخدم نفس الأسلحة القديمة، بحكم عدم وجود آفاق جديدة تتحرك خلالها، بما أنها ما زالت تنكر الواقع وتحارب النظام الجديد.