أجمع عدد من الأمهات على الدور الإيجابي الذي قدمته أندية الأحياء في تهيئة الأجواء المناسبة للفتيات بمختلف الأعمار على مزاولة الهوايات، وإبراز المهارات، إلى جانب استثمار أوقات الفراغ في أعمال مفيدة. تقول الطالبة منى اليامي "لطالما تمنيت الالتحاق بناد رياضي أكمل فيه برنامج تخفيف السمنة الذي كنت قد بدأته فيما مضى، ولكن أوقات الأندية الخاصة غير المناسبة تتعارض مع فترة عمل والدي، لذلك وجدت في نادي الحي فرصة لإكمال برنامجي". وتضيف الطالبة الجامعية مروى آل محمد إن "الدراسة وضغط المحاضرات بالجامعة حرماني من مزاولة بعض المهارات، أو الالتقاء بالصديقات، لذلك أتاح لنا نادي الحي هذه الفرصة، فكنا ننسق فيما بيننا ونلتقي لممارسة بعض الأنشطة الثقافية والاجتماعية". وتتفق ربة المنزل حنان العبدالله مع منى ومروى، في الدور المهم الذي تقدمه هذه الأندية رغم مرور أسابيع على إنشائها في المنطقة، مشيرة إلى أنها أتاحت لها المجال للتعلم، والمشاركة في دورة للحاسب الآلي، وتعلم بعض أساسيات التجميل، وساعد على ذلك عدم تعارضها مع مسؤولياتها المنزلية. وتؤكد المعيدة ماجدة الشمري إن إنشاء أندية الأحياء خطوة مهمة، كان لها تأثيرات إيجابية تعليمية، ونفسية، واجتماعية على الأسرة بشكل عام، والفتيات بشكل خاص، حيث ساعدت المرأة على الإبداع، والتطلع للمستقبل بصورة أوضح. أما مطرة سعيد (50 عاما) فعبرت عن سعادتها بذهابها إلى نادي الحي مع حفيداتها مي ولمى وميار، ومتابعتهن أثناء وجودهن في المكان المخصص لألعاب الأطفال، مشيرة إلى أن المكان آمن ومهيأ بشكل جميل للصغار. من جهتها، أوضحت مديرة إدارة نشاط الطالبات، وممثلة برنامج أندية الحي بمنطقة نجران سرى سعيد عبدالله الشهراني أن "مشروع أندية الحي بدأ تطبيقه في المنطقة منذ شهر، وجاء في إطار مشروع الملك عبدالله للتطوير، ومن منطلق الحرص على تثقيف المرأة بجميع مراحلها العمرية، وخاصة الطالبات، وشغل أوقات فراغهن في الأعمال الهادفة، مشيرة إلى أن الهدف الرئيس للمشروع التأكيد على المبادئ والقيم الوطنية الاجتماعية. وأوضحت أن هذه الأندية أقيمت داخل عدد من المدارس المختارة، وتفتح أبوابها للمشتركات يوميا من الساعة الرابعة والنصف عصرا وحتى الثامنة مساء، عدا الجمعة والسبت، وتشرف عليها معلمات وتربويات من إدارة التعليم. وأضافت سرى أن عدد الأندية بالمنطقة ست، أربعة في نجران، وواحد في شرورة، وآخر في حبونا، وهي موزعة على "الثانوية الثالثة عشرة بالأملاح، والمتوسطة السابعة بحي الفهد، والثانوية الخامسة بحي الضيافة، والابتدائية الثالثة في البلد، والابتدائية العاشرة في شرورة، وثانوية ومتوسطة حبونا. وأكدت ممثلة برنامج أندية الحي بمنطقة نجران أن الإقبال على هذه الأندية من قبل المشتركات من جميع الأعمار فاق التوقعات، مشيرة إلى أن عدد المشتركات بنادي المتوسطة السابعة بحي الفهد بلغ 450، في حين إن العدد المسموح به 300. ومن جهته، أكد الناشط الاجتماعي حمد نقطان آل بحري أن "استثمار وقت الفراغ بمزاولة الهوايات والمهارات له مردود نفسي إيجابي على الفرد". وأوضح أن الفراغ له انعكاسات سلبية كالاكتئاب والقلق، وقد يؤدي أيضا لاضطرابات نفسية، مشيرا إلى أن أغلب الخلافات الأسرية تنتج من البقاء لفترة طويلة داخل المنزل، وخاصة لدى فئة المراهقين. وأشار آل بحري إلى أن شغل الأوقات يفعل طاقات الشباب الكامنة، ويساعد على تحقق الرضا الذاتي، والإحساس بالإنتاجية، كما يساعد الفرد على تنمية هوايته الذاتية التي تعتبر من أساسيات المحافظة على الصحة النفسية والبدنية، وتدفع المرء نحو الإبداع.