أكد مستشار الشؤون السياسية بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية فايز سارة أن وفد الائتلاف الذي سيزور واشنطن خلال الأسبوع الجاري سيضع الولاياتالمتحدة أمام مسؤولياتها التي يفرضها عليها وضعها كدولة رائدة وقائدة للعالم، مشيراً إلى أنهم سيجددون المطالبة بأسلحة نوعية، على رأسها مضادات الطائرات. وقال في تصريحات إلى "الوطن" "سنضع الولاياتالمتحدة أمام مسؤولياتها ونطالبها بالقيام بواجباتها التي يفرضها عليها كونها القوى العظمى في العالم. أميركا دولة رائدة وعليها مسؤوليات أخلاقية أكثر من تلك التي على عاتق الدول الأخرى، وهذه المسؤوليات توجب عليها أن تقدم دعماً أكبر للثورة السورية، وأن تسعى إلى وقف آلة الموت والدمار التي يديرها نظام بشار الأسد الذي لم يدخر وسيلة لإبادة الشعب السوري إلا واستخدمها". وأبدى سارة تفاؤله بزيارة وفد الائتلاف إلى واشنطن، متوقعاً أن تكون لها نتائج إيجابية على الأرض، وأن تدعم موقف الجيش الحر في مواجهة النظام المدعوم من روسيا وإيران والعراق والمقاتلين الطائفيين من حزب الله ومليشيات أبي الفضل العباس وفيلق بدر وكتائب بدر الدين الحوثي. واستدرك قائلاً "دعم الجيش الحر وتسليحه مهمة المجتمع الدولي برمته، وليس مسؤولية الولاياتالمتحدة فقط، لذلك بادرنا بالاتصال بدول أوروبية وإقليمية أخرى لتوفير السلاح النوعي الذي يمكننا من تغيير الموازنة العسكرية على الأرض. وهناك دول أوروبية وافقت على مدنا بأسلحة نوعية، إضافة إلى أن مراكز صنع قرار سياسي مهمة في العالم أكدت أن المعارضة السورية باتت أولى الجهات التي تتصدى للإرهاب العالمي. وأبرزت أهمية دعمها بأسلحة نوعية تمكنها من استمرار المقاومة". وكشف مستشار رئيس الائتلاف للشؤون السياسية أن المعارضة السورية المسلحة لا تقاتل نظام الأسد وحده، بل انخرطت في نفس الوقت في مواجهة الإرهابيين، إيماناً منها بخطورة هذه التنظيمات على مستقبل سورية، وأضاف "نحن نواجه إرهاباً دولياً متصاعداً قوامه تنظيم القاعدة الذي يتجه لاتخاذ أراضينا قاعدة انطلاق جديدة له، وإذا لم يتم التصدي لهذا الخطر فوراً فإنه سيهدد العالم برمته، ولن يقف خطره على سورية أو المنطقة فقط. لذلك فإن دعم المعارضة المعتدلة المتمثلة في الجيش الحر هو خدمة يقدمها المجتمع الدولي لنفسه أولاً قبل أن تكون خدمة للثورة السورية. ولا يخفى علينا تزايد أعداد الجهاديين الغربيين بأعداد كبيرة للقتال في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام". وعن خطوة إعلان واشنطن عزمها الاعتراف بمكاتب المعارضة السورية كبعثات أجنبية، قال سارة "هذه خطوة مهمة، وهي تمثل صفعة دبلوماسية قوية للنظام المجرم، وسنستفيد منها بأقصى حد ممكن، حيث سيكون بمقدورنا عرض مطالبنا على الإدارة الأميركية وعلى المسؤولين السياسيين والعسكريين بسهولة أكبر، كما سيصبح بإمكاننا التحرك بحرية ومخاطبة الشعب الأميركي عبر نوابه في الكونجرس. إضافة إلى خدمات التعاملات البنكية والخدمات الأمنية للمعارضة في الولاياتالمتحدة". وكانت واشنطن قد أعلنت أول من أمس، أنها ستعترف بمكاتب الائتلاف السوري باعتبارها بعثات دبلوماسية أجنبية، وأعلنت خططاً لزيادة المساعدات غير الفتاكة بقيمة 27 مليون دولار لمقاتلي المعارضة. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية ماري هارف "مكاتب تمثيل الائتلاف ستعتبر الآن بعثة دبلوماسية بموجب القانون الأميركي. وهذه خطوة أخرى تهدف إلى إضفاء الصفة الرسمية على العلاقة بيننا وبين الائتلاف". وفور هذا الإعلان، قال رئيس الائتلاف أحمد الجربا في بيان، إن الوضع الجديد ضربة دبلوماسية لشرعية الأسد. وأضاف "هذه خطوة مهمة على الطريق نحو سورية جديدة والاعتراف بها على الساحة الدولية. والوضع الجديد يوفر لنا منبراً دبلوماسياً لدفع مصالح الشعب السوري على كل المستويات".