يبدو أن ليبيا مراد لها ألا تخرج من عنق الزجاجة، إذ ضربت اليوم موعدا جديدا من الأزمات المتلاحقة، بعد أن دخلت في أزمة سياسية جديدة، بعيد العملية الإجرائية الانتخابية التي تمخضت عن فوز أحمد معيتيق المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين، رئيساً للوزراء بعد أن حصد 121 صوتا، خلفا لرئيس الوزراء عبد الله الثني الذي كان قد استقال من منصبه قبل نحو أسبوعين، حيث أعلن المؤتمر الوطني العام الليبي عدم اعترافه بنتيجة الانتخابات، واعتبر الجلسة التي عقدت لانتخاب معيتيق غير شرعية، مما يدخل البلاد في أزمة سياسية، إضافة إلى الأزمة الأمنية المتمثلة في انتشار المليشيات المسلحة. وكانت جلسة انتخاب أحمد معيتيق شهدت اعتراضا على شرعيتها، حيث اعترض الناطق الرسمي باسم المؤتمر، عمر أحميدان، على شرعية الجلسة. واعتبرها غير قانونية وغير شرعية. وكان المؤتمر الوطني الليبي قد نجح في إجراء التصويت النهائي لانتخاب رئيس وزراء جديد، بعد أن فشل التصويت مرتين إثر مهاجمة مسلحين مبنى المؤتمر الوطني. يذكر أن التصويت شمل 7 مرشحين للمنصب خلفاً لوزير الدفاع المتنحي عبدالله الثني، وكان 3 مرشحين هم الأوفر حظاً لنيل ثقة المؤتمر الوطني، وهم: عمر الحاسي من مدينة بنغازي، وأحمد معيتيق وهو رجل أعمال، ومحمد بوكير المدير السابق لقسم الحالة المدنية. ويخلف أحمد معيتيق وهو رجل أعمال من مدينة مصراتة، رئيس الوزراء المستقيل عبد الله الثني والذي كان تولى المنصب بالوكالة منذ إقالة علي زيدان في 11 مارس.