انتخب المؤتمر الوطني العام (البرلمان) في ليبيا امس، رجل الأعمال أحمد عمر معيتيق رئيساً للحكومة الموقتة، خلفاً لعبدالله الثني الذي اعتذر عن قبول التكليف بتشكيل حكومة جديدة. وأتى تكليف معيتيق (42 سنة) بعد محاولات عدة لاختيار رئيس حكومة، شهدت تنافساً بين مرشحين محسوبين على تيارات سياسية مختلفة. وفاز معيتيق بأصوات 121 من اعضاء المؤتمر، بعد ثلاثة جولات تصويت امس، ادت الى اقصاء منافسه عمر الحاسي المحسوب على «الإخوان»، فيما استبعد في جلسات سابقة المرشح محمد بوكر المحسوب على «الليبيراليين». وأعلن صالح المخزوم النائب الثاني رئيس المؤتمر بعد التصويت امس، تسمية معيتيق رئيساً للحكومة ليؤدي الأخير القسم الدستوري على الفور، ويباشر مهماته على رأس الحكومة الحالية التي سيعاد تشكيلها في غضون ايام. ولم تخل ملابسات اختيار رئيس للحكومة من مناكفات ومشاحنات، وصلت الى حد اقتحام انصار الحاسي مقر البرلمان مساء الثلثاء الماضي، اعتراضاً على اعلان فوز معيتيق في جلسة سابقة، ما دفع رئاسة المؤتمر الى اعادة التصويت امس. وفور تثبيت معيتيق وأدائه القسم امس، ابدى بعض النواب اعتراضهم على العملية، معتبرين ان شوائب تخللتها. ونقلت وسائل اعلامية عن بعض المعترضين قولهم ان عزالدين العوامي النائب الأول لرئيس البرلمان كان رفع جلسة الانتخاب ظهراً، بعد حصول معيتيق على 113 صوتاً في مقابل 60 للحاسي. وكان مقرراً ان تتأجل الجلسة الى يوم الثلثاء المقبل، نظراً الى ان تسمية رئيس الحكومة تتطلب نيله 120 صوتاً، لكن جلسة جديدة عقدت مساء «على عجل»، واختير خلالها معيتيق، ما دفع المعترضين الى اعتبار ما يحدث «غير شرعي». وأبلغت مصادر في المؤتمر «الحياة» انه «بعد رفع الجلسة امس، اثر جولتَي تصويت لم ينل فيهما أي مرشح العدد المطلوب من الأصوات، طالب نواب بإعطائهم فرصة للتفاوض لإقناع زملائهم بمنح الثقة لمعيتيق وهذا ما حصل». ويعتبر رئيس الحكومة الجديد من جيل الشباب، كونه اصغر من شغل المنصب منذ ثورة 17 فبراير (2011). وهو نجل السياسي ورجل الأعمال المعروف في العهد الملكي عمر معيتيق، وابن شقيقة القيادي المصراتي عبد الرحمن السويحلي الذي يرأس كتلة نيابية في المؤتمر الوطني. ويأخذ بعضهم على معيتيق قربه من التيار الإسلامي، غير ان مقربين منه ينفون انتماءه الى تيار سياسي معين، ويؤكدون ان «انفتاحه كشاب متحدر من عائلة مصراتية تسكن طرابلس، تلقى علومه في بريطانيا، يعزز قدراته في التواصل مع مختلف التيارات من دون أن تكون لديه عقد، تجاه احد». ورأى ناشطون شباب في ليبيا ان اختيار معيتيق يلبي تطلعاتهم في وصول احدهم الى الحكم بعد الثورة، كونه يحمل شهادات عليا من «جامعة لندن للدراسات الاقتصادية العالمية» (1994- 1993) و»الجامعة الأوروبية» في العاصمة البريطانية، كما ان خبرته كرجل اعمال، اكسبته مرونة وقدرة على التفاوض.