عندما يكون الحديث عن شواهد ماثلة للعيان فإنه بلا شك حديث صادق بعيد عن المجاملات والمديح السمج الخالي من المصداقية، ولهذا سيكون حديثي في ذكرى البيعة التاسعة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وصفاً لإنجازات ماثلة للعيان ومن قبيل أن نتذكر، ثم نذكر لنشكر.. نشكر الله سبحانه وتعالى على ما من به على بلادنا من نعم خص بها وطننا.. فمليار ونصف المليار من المسلمين يتجهون خمس مرات في صلواتهم للكعبة التي تحتضنها بلادنا.. وشرف الله بلادنا بخدمة ملايين الحجاج والمعتمرين الذي يفدون إلى بلادنا كل عام.. وتفضل علينا ربنا جل وعلا بنعمة الأمن والاستقرار.. ونعم خيرات أرضنا وثرواته.. فلله الحمد والمنة.. وبلادنا بما حباها الله من خصوصية تميزت بها تعيش أيضاً عصرا يشهد إنجازاتٍ كثيرة على مدى قياداته منذ أن وحدت على يد مؤسسها الملك عبدالعزيز.. إلا أن عهد الملك عبدالله قد تميز بإنجازات نوعية في مختلف مناحي التنمية.. فعلى مدى تسع السنوات الماضية التي نحتفل اليوم بذكراها ارتفع عدد الجامعات من سبع جامعات حكومية إلى سبعٍ وعشرين جامعة وتسع جامعات أهلية ولم يعد المقعد الجامعي صعب المنال لكل من يطلبه ويرغب استكمال دراسته الجامعية.. وهذا إنجاز نوعي وفر على طلابنا وطالباتنا عناء البحث خارج الوطن عن المقاعد الجامعية التي كانت متعذرة على الكثير من أبنائنا وبناتنا الذين كانوا يوجدون في دول مجاورة وعلى حسابهم الخاص حتى البنات مع ما يشكله وجودهن خارج الوطن من معاناة على مختلف الوجوه من الحصول على مقعد جامعي.. ونذكر هنا تميز جامعة الملك عبدالله للعلوم والتكنولوجيا KAUST التي تختص بالأبحاث ومنح شهادات الماجستير والدكتوراة لطلابها الذين يتم انتقاؤهم بعناية فائقة، بناء على الأبحاث النوعية التي تخدم مختلف القضايا والمشكلات التي يعاني منها العالم وتسهم في حلها.. ومشروع الملك عبدالله للابتعاث وصل عدد المستفيدين منه إلى 170 ألف مبتعث في مختلف دول العالم في آسيا وأوروبا وأميركا وأستراليا ليعودوا بإذن الله متسلحين بسلاح العلم الذي يؤهلهم للارتقاء ببرامج التنمية في بلادهم لتتماشى مع متطلبات العصر الذي يشهد تحديات كبيرة أولها تسارع وتيرة العصر الذي لم تعد مجاراته ترفا بل ضرورة حتمية تتطلب كوادر نوعية تستطيع تلبية متطلبات هذا التسارع؛ لتفادي تخلف البرامج التنموية عن غيرها في مختلف بلاد العالم المتقدمة.. وبلادنا في عهد الملك عبدالله أصبحت ضمن مجموعة العشرين التي تقود العالم اقتصادياً.. وهذا الوجود إلى جانب الدول الكبرى له دلالاته الكبيرة في أن المملكة العربية السعودية تتمتع بمستوى اقتصادي أهلها لتكون من مجموعة العشرين مع الدول العظمى صاحبة العضوية، أي أصبحت من الدول التي تقود العالم اقتصاديا، وهذا إنجاز لا يستهان به وتميز لبلادنا نحمد الله عليه. وعلى مستوى التنمية أصبحت مدننا، ليست الكبيرة فقط، بل كل مدننا ورش عمل لمشروعات في التعليم والصحة والطرق والمطارات، والإسكان أحد مناحي التنمية الأساسية التي اهتم بها الملك عبدالله كمشروع على قائمة أولوياته، وخصص قبل عامين 200 مليار لإقامة وحدات سكنية وتماشى مع هذا الدعم تحويل هيئة الإسكان إلى وزارة كي ترتقي بمشروعات الإسكان، وتتسارع وتيرة الإنجاز فيه بسبب معاناة المواطن منه منذ زمن طويل.. وكشاهد على تنامي وتسارع عجلة التنمية في عهد الملك شهدت ميزانية الدولة زيادات بمبالغ طائلة إلى أن وصلت ميزانية العام الماضي ما يقارب التريليون كأعلى ميزانية تشهدها البلاد.. وهذا يكشف لنا حجم البرامج والمشروعات التي يشهدها الوطن وتنامي حجمها واستمرار عجلة البناء والتطوير. خلال تسع السنوات الماضية لا يوجد قطاع من قطاعات الدولة لم يشهد تطويرا وبناء وتغييرا.. وقد رأينا وسمعنا كيف كان الملك عبدالله يحث الوزراء على الإنجاز واستغلال فرص ارتفاع الميزانيات في كل ما يحقق للوطن والمواطنين الرخاء والحياة الكريمة.. وكيف كان يحثهم على الاهتمام بقضايا المواطنين ومعالجتها.. هاجسه المواطن وقضايا المواطن وخدمة المواطن ويردد ذلك في كل مناسبة.. ويلمس المواطن في حديثه الحب والحميمية وينطلق حديثه من القلب؛ لذلك وصل إلى قلوب المواطنين وبادلوه تلك المشاعر الفياضه بالمثل.. ويستمر البناء ويستمر العطاء من القائد الذي يبادله المواطنون حبا بحب.. ووفاء بوفاء.. نسأل الله أن يوفقه ويحرسه جزاء ما يقدمه لوطنه وأمته.. ويحفظنا وبلادنا ويديم علينا نعمة والاستقرار ليزيد العطاء ويستمر التطوير إنه سميع مجيد.