أعلن السياسي المسيحي اللبناني، سمير جعجع، أمس الجمعة ترشيحه للانتخابات الرئاسية المتوقع أن تجري الشهر المقبل في أول ترشيح رسمي للمنصب في البلاد التي شهدت تصاعدا في أعمال العنف وشللاً سياسياً على مدى أشهر. وقال نائب رئيس حزب القوات اللبنانية، جورج عدوان، أمس الجمعة إن «الهيئة التنفيذية في حزب القوات اللبنانية قررت بالإجماع ترشيح رئيس الحزب سمير جعجع لانتخابات رئاسة الجمهورية اللبنانية». ويأمل كثير من اللبنانيين بانتخاب رئيس جديد للبلاد يجلب الأمن والاستقرار، لكن المنافسات لا تزال قائمة بين تكتل الثامن من آذار بزعامة حزب الله وقوى 14 آذار بقيادة تيار المستقبل. ووفقا لنظام لبنان ينبغي أن يكون الرئيس مسيحياً مارونياً وهي الطائفة الموزعة بين قوى الثامن والرابع عشر من آذار. وجعجع المناهض للأسد كان أدان مراراً تورط حزب الله العسكري في سوريا. وكان جعجع قضى أكثر من 11 عاما في السجن لاتهامه بجرائم ارتُكِبَت إبان الحرب الأهلية اللبنانية التي دارت بين عامي 1975 و1990. ويعتبر سمير جعجع زعيم الحرب الوحيد الذي سُجِنَ لدوره في الجرائم التي ارتُكِبَت إبان الحرب، وأُفرِجَ عنه بعد أن أقر البرلمان اللبناني الذي كان يضم في عام 2005 الأغلبية المعارضة لسوريا قانون العفو. وبذلك يكون جعجع أول مرشح رسمي للرئاسة التي من المتوقع أن يتنافس عليها مرشحون كثر من بينهم الزعيم المسيحي ميشال عون حليف حزب الله. وفي أواخر مايو المقبل، ينهي الرئيس ميشال سليمان ست سنوات من عهده. ويجب أن يحصل الرئيس الجديد على أغلبية ثلثي أعضاء البرلمان لكن في ظل التكتلات السياسية بسبب الحرب السورية فإن عديدا من المرشحين البارزين في حاجة لحدوث توافق عليهم أولاً. في سياقٍ آخر، رفض وزير العمل اللبناني، سجعان قزي، أمس الجمعة اتهامات الأمين العام للائتلاف الوطني السوري المعارض، بدر جاموس، للحكومة اللبنانية بممارسة تصرفات «عنصرية» ضد اللاجئين السوريين في لبنان. وكان جاموس طالب الحكومة اللبنانية بوقف ما وصفه ب»الممارسات العنصرية ضد اللاجئين السوريين في لبنان». وقال قزي، في تصريحٍ لقناة «الميادين» التي تُبَث من بيروت، إن «هذا نكران للجميل للدولة اللبنانية وللشعب اللبناني»، مضيفاً «في كل بيت لبناني يوجد نازح سوري، ولم نشعر بالضيق منهم بل بالأسى وبالتضامن والمساعدة». وأوضح أنه إذا كان بين النازحين مقاتلون وتكفيريون إرهابيون «فعلى الدولة أن تقوم بواجباتها، وإذا كان مجلس تنسيق الثورة غير راض عن هذا التصرف اللبناني فما عليه إلا أن يسحب النازحين من لبنان». واعتبر قزي أن لبنان «غير قادر على تحمل العدد الهائل للنازحين السوريين بسبب وضعه الجغرافي وتركيبته الديموجرافية ووضعه الاقتصادي».